مازن حجازي
23-06-2007, 12:21 PM
لم تكن تدري أنها ستكون الضحية
حاولت أمها ثنيها عن الذهاب إلا أنها لم تقتنع
ومديرها فى العمل رفض طلبها للإجازة إلا انها ألحت فى الطلب
استيقظت من نومها مبكرة تحلم بتلك الرحلة
أعدت كل ما تحتاج إليه ملابسها طعامها ومصروف جيبها
اقتنعت أن فى هذه الرحلة خلاصا من همومها وغمومها
قالت لصديقتها أنها ستذهب إلى الشاطئ حتى تغسل ما تبقى من ألم الشتاء ومرارة الصيف
هل هي تركب الحافلة متجهة إلى الإسكندرية
تضحك ضحكات بريئة تغني من داخلها غناء جميلا
أحست لأول مرة أنها فتاة
وان الحياة ولدت معها من جديد
الكل يهرع إلى الشاطئ ، يلقي بنفسه فى أمواجه المتلاطمة ، يتعارك معها ، تقذفه بعيدا تارة وقريبا منها تير أخرى ، تصرعه ولا يستطيع أحد أن يصرعها لأنها الأقوى ولأنها ذات القدرة على تلقي الصدمات وردها بأقوي منها قسوة وعنفا.
دخلت هي فى تأني تلامس المياه بلطف وكأنها تستعطفها حتى لا تلطمها أو تجذبها ناحية العمق
أو كأنها تتوسل إليها أن تتركها تبقى على قيد الحياة وألا تكون سببا فى هلاكها
المياه تجذبها ثم تدفعها هي تحاول مرة السباحة ومرة الرجوع
ها هي فى العمق الأرض ارتفعت من تحتها ، أقدامها لا تلامس الرمال من تحتها أحست وكأن حفرة حفرت من تحتها وكأن هناك اتصال بين تلك الحفرة وبين قبرها .
غطست فعادت فغطست فعادت ثم غطست غطسة طويلة سحبت معها روحها من اخمص قدميها حتى آخر شعرة فى رأسها ، دارت قصة حياتها كلها فى رأسها ، فى تلك اللحظة تذكرت كل شيء أهلها أصدقاؤها حتى أعداؤها ، مرت ذكريات الطفولة والشباب حلوها ومرها .
استسلمت لرياح الموت ، وقعت على وثيقة نهاية حياتها ، دخل إلى قلبها نفس عميق ثم سرعان ما خرج بطيئا وكأنه آخر نفس لها فى الحياة ، لم تتوقع أن ينقذها أحد ،
فيالرحمة الله !!!
انتشلها رجل عجوز طحنته الدنيا وخبرها جيدا أمسك بها بعد أن أغمي عليها ورفعها إلى الشاطئ ، الكل التف من حولها يحاولون إفاقتها ، لكنها لم تستجب فظنوا انها قد فارقت الحياة إلا أن الموت تركها فى أخر لحظة لكي تعيش وهي تردد كلمات مبعثرة كل ما تبينته منها " الحمد لله "
حاولت أمها ثنيها عن الذهاب إلا أنها لم تقتنع
ومديرها فى العمل رفض طلبها للإجازة إلا انها ألحت فى الطلب
استيقظت من نومها مبكرة تحلم بتلك الرحلة
أعدت كل ما تحتاج إليه ملابسها طعامها ومصروف جيبها
اقتنعت أن فى هذه الرحلة خلاصا من همومها وغمومها
قالت لصديقتها أنها ستذهب إلى الشاطئ حتى تغسل ما تبقى من ألم الشتاء ومرارة الصيف
هل هي تركب الحافلة متجهة إلى الإسكندرية
تضحك ضحكات بريئة تغني من داخلها غناء جميلا
أحست لأول مرة أنها فتاة
وان الحياة ولدت معها من جديد
الكل يهرع إلى الشاطئ ، يلقي بنفسه فى أمواجه المتلاطمة ، يتعارك معها ، تقذفه بعيدا تارة وقريبا منها تير أخرى ، تصرعه ولا يستطيع أحد أن يصرعها لأنها الأقوى ولأنها ذات القدرة على تلقي الصدمات وردها بأقوي منها قسوة وعنفا.
دخلت هي فى تأني تلامس المياه بلطف وكأنها تستعطفها حتى لا تلطمها أو تجذبها ناحية العمق
أو كأنها تتوسل إليها أن تتركها تبقى على قيد الحياة وألا تكون سببا فى هلاكها
المياه تجذبها ثم تدفعها هي تحاول مرة السباحة ومرة الرجوع
ها هي فى العمق الأرض ارتفعت من تحتها ، أقدامها لا تلامس الرمال من تحتها أحست وكأن حفرة حفرت من تحتها وكأن هناك اتصال بين تلك الحفرة وبين قبرها .
غطست فعادت فغطست فعادت ثم غطست غطسة طويلة سحبت معها روحها من اخمص قدميها حتى آخر شعرة فى رأسها ، دارت قصة حياتها كلها فى رأسها ، فى تلك اللحظة تذكرت كل شيء أهلها أصدقاؤها حتى أعداؤها ، مرت ذكريات الطفولة والشباب حلوها ومرها .
استسلمت لرياح الموت ، وقعت على وثيقة نهاية حياتها ، دخل إلى قلبها نفس عميق ثم سرعان ما خرج بطيئا وكأنه آخر نفس لها فى الحياة ، لم تتوقع أن ينقذها أحد ،
فيالرحمة الله !!!
انتشلها رجل عجوز طحنته الدنيا وخبرها جيدا أمسك بها بعد أن أغمي عليها ورفعها إلى الشاطئ ، الكل التف من حولها يحاولون إفاقتها ، لكنها لم تستجب فظنوا انها قد فارقت الحياة إلا أن الموت تركها فى أخر لحظة لكي تعيش وهي تردد كلمات مبعثرة كل ما تبينته منها " الحمد لله "