ومات العصفور

[هيثم محمود السويري]

ومات العصفور
أرادت الشمس أن تغرب في جو يملئه الحزن وأراد النهار أن يرحل في جو يملئه الأسى لست أدري لماذا ولكني عرفت والسبب عندما نزلت من علي سلم المحطة ووقفت علي رصيفها انتظاراً للقطار الذي سيحملني إلي بلدتي فوجدت الناس ينظرون إلي شئ من بعيد اقتربت منهم شيئاً فشيئاً ونظرت كما ينظرون منها لني ما رأيت أنه صقر ليس بكبير يقبض بمخالبه علي عصفور صغير يراه من قريب آلاف العصافير التي جاءت في آخر النهار إلي أعشاشها لتطعم صغارها . همست في أُذن من بجواري عله يفعل شيئاً وقلت له انظر هناك أنه صقر يأكل عصفور فأجابني في هدوء " أعرف " انتظرت قليلاً وقلت في نفسي سيهجم هؤلاء العصافير علي هذا الصقر وينقذوا أخاهم منه ولكن العصافير أيضاً كانت مثل الناس غافلة لاهية عن أخاهم الذي يموت أو في طريقه للموت , لم يأكل الصقر حتي الآن العصفور إنه يواصل نظراته إلي العصافير وإلي الناس والعصفور يتلوي بين مخالبه ظل علي حالته هذه وقت طويل إلي أن اطمئن أنه لا توجد مقاومة من العصافير عند إذٍِ أخذ يلتهم العصفور وينزع ريشة ريشة ريشة في تحدي سافر ولسان حاله يقول ليس بمقدور أحد أن يفعل أي شئ معي فأنا سيد الطيور أكل ما أُريد واترك ما أُريد وليس من حق أحد الاعتراض أو التهديد , وجاء القطار سريعاً ليته جاء بطيئاً لأعرف المصير الذي سيصير إليه العصفور , ركبت القطار وأنا أتابع بنظري هذا المشهد المهيب ها هو القطار يستعد للرحيل ويطلق صفارة التحذير والتي سقطت معها رأس العصفور فقلت في نفسي مات العصفور ومن بعده ستموت العصافير
إمضاء حماااس