حثالة خيبر

[صلاح محمود الخداش]

حثالةُ خيبر
أصيحُ بصوتِ مغبـونٍ ينـــادي = حثالـةُ خيبرٍ تغزو بـــــلادي
أتوا بيهودَ من شـرقٍ وغـــربٍ = لكي يبنوا لأشـرارِ العبـــــاد
كيانَ المسخِ دعماً مِـنْ حقــودٍ = حفيدِ غزاةِ قدسـي بالفســــاد
فصال وجال في أرضـي جبـانـاً = فهبَّ شبابُ قومـي للجهــــاد
فما لبثوا سوى شـوطٍ قصيـــرٍ = إلى أن قيـلَ نحنُ لـهـا نُفَــادي
فكانت نكبةً حلّـَت بشعبـــي = فصـار مُشـتـتـاً مِنْ دونِ هـاد
فمنهم لاجئٌ سكـنَ الخيـامــا = وكلُّ مـخيَّـم فـي قـــاع واد
تحيطُ بـه سيولٌ فـي الشِّتــاء = وأمطـارٌ وثلجٌ بازديــــــاد
فتغدو خيمتـي شَـبَحاً تـئــنُّ = بلا سقـفٍ ومن دونِ العمـــاد
لأيـارٍ بنفسـي ذكـريـــاتٌ = تذكِّرُنـي بأثـوابِ الـحـــداد
ويـوم العيـدِ يـزدادُ البـكـاءُ = على وطنـي وشعبـي في اضطهـاد
وهـامَ رجالُ قومـي في الدِّيــارِ = إلى عمـلٍ بصـخـرٍ أوْ حصــاد
فيفتـرشـون بيْـدَرهَـمْ بليــلٍ = بلا لحُـُفٍ ولا سقـفٍ مُشَـــاد
وكلُّ المبتغـى سَتْـرُ الكـــرام = وحفظُ كرامـــةٍ لذوي الـوداد
فكانـوا قبـل هجرتهـم بعـــزٍّ = (علاليهـم) لِمَنْ آتٍ وغــــاد
وكم للحقِّ مِنْ جـولاتِ نصــرٍ = على الكفار مِنْ خافٍ وَبَــــاد
فيـا حطـيـنُ يا فخـرَ الجُـدودِ = صـلاحُ الدينِ تاجُـكِ في البــلاد
في الذكرى السِّتين لنكبة فلسطين.
شعر صلاح محمود الخداش