بدر الحافي
25-07-2010, 12:51 AM
نجاح القصيدة يحقق التأثير والتفاعل من المتلقي
الكاتب والشاعر: سعد الحافي
أقولها وأختارها وأختبرها
وأدرا خطاها لجل من هو قراها
بيت من قصيدة للشيخ الشاعر محمد بن راشد المكتوم أخذت من الشهرة والتداول ما لم تأخذه قصيدة أخرى، وهذا البيت يحتوي على سر الإبداع، ليس في هذه القصيدة فحسب، بل يمثل النظرية المتكاملة للإبداع الشعري، فالمتمعن في معنى البيت يجد أن القصيدة تمر بمراحل متعددة حتى تصل إلى الجمهور، و(الشكل المنشور) يوضح ذلك، الذي يتلخص في أن هناك شاعرا وجمهورا يعيشون في بيئة واحدة وهذا الشاعر يمتلك خلفية ثقافية، اجتماعية، نفسية، لغوية، وتجارب مختلفة بما يمثل مخزونا يتكئ عليه الشاعر في كتابة أبيات شعرية بما يعكس رؤى الشاعر وأفكاره وعواطفه ومفردات لغته.
وعند الانتهاء من ذلك تأتي مرحلة الانتقاء حيث يختار منها أبياتا ويترك أخرى وفقاً لمعايير ذاتية صحيحة ناشئة من ثقافة الشاعر التراكمية بما يمثل مرحلة مراجعة ذاتية أولية، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة تالية هي مرحلة الاختبار لما تم اختياره ككل، وهنا نستطيع القول إن الاختبار يأخذ مسارين إما بعرضها على من يثق الشاعر بذوقه ومناصحته، وإما أن يعيد عرضها ككل متكامل على معايير ذاتية، وهنا يتقمص الشاعر دور الناقد مرة أخرى،واحسب أن المسارين يمثلان مرحلتين في مرحلة قد يأخذ الشاعر بهما معاً أو قد يغلب أحدهما على الآخر بحسب الخبرة، وهذا الاختبار لابد له من نتيجة إما واصل أو عدل بما يمثل تغذية مرتدة للشاعر ليتمكن من درء الخطأ والتصحيح فنجد أن القصيدة مازالت إلى الآن لم تخرج للجمهور، وإنما هي تحت السيطرة ما زالت بين معايير الشاعر الذاتية أو معايير خارجية للناقد الذي يثق في ذوقه الشاعر، وعندما تتجاوز هذه المعايير تكون القصيدة ناجحة ومهيأة أن تجد استجابة من المتلقي (الجمهور) أي: تحقق الهدف وهو التأثير والتفاعل من المتلقي وعند ذلك يسمح لها شاعرها بالخروج للجمهور.
http://www.alriyadh.com/2010/07/24/img/717830908094.jpg
كما أنه من هذه النظرية نستطيع القول إن الشاعر المبدع هو ناقد يملك حسا عاليا، ولكونه لا ينفك عن الانحياز لذاته، لذلك أراد أن ينتهي دوره عند اختيار ما يرقى لذائقته الرفيعة فقط، حيث تنتهي مرحلة الاختيار وهي المرحلة الأولى، ولتبدأ مرحلة الاختبار وهي تختص بالنقد الموضوعي الذي يتميز بالحيادية ويؤمن به المبدع أيضاً ولكنه قد يكون إما من شخص يثق الشاعر في منهجه النقدي وأدواته، أو من شخص يثق الشاعر في ذائقته وبالتالي آرائه قد لا تخضع لمناهج نقدية وإنما هي نتيجة انطباع ولكنه يمتاز بالحياد وهنا يكون الشاعر المبدع وفقاً للنظرية قد واءم بين ما هو ذاتي وموضوعي للحكم على نجاح النص في التأثير في المتلقي.
وفي النهاية يمكننا القول إن شاعراً يتبع كل هذه المراحل في عنايته بالنص هو شاعر يعي أن القصيدة تنفصل عن ملكية الشاعر ثم الناقد، لتصبح ملكاً للجمهور لذلك يحرص على أن تكون بعيدة عن الأخطاء بأنواعها، ولو أن كل شاعر أتبع هذه النظرية لأثبت حضوره وتميزه، ولكثر الجزل، وأنعدم الهزل.
وعناية الشعراء بالنص الشعري قديمة قدم الشعر فقد عرف عن زهير ابن أبي سلمى تجويد الشعر، وانه يمكث حولاً كاملاً على تنقيح ومراجعة قصيدة واحدة، ولذلك نجد أن كثيراً من الشعراء يشيرون في مطالع قصائدهم إلى مدى اهتمامهم وعنايتهم ببناء نصوصهم الشعرية، والسهر على تنقيحها ومراجعتها لينفوا عنها الخطأ، ومن ذلك قول الشاعر خالد بن حمزة من أهل القرن الثامن الهجري:
يريح بها حادي المطايا إلى انتقا
فنونٍ من إنشاد القوافي عذابها
محبرة مختارةٍ من نشادها
تجدني ليا نام الوشاه ملتهابها
مغربله عن ناقدٍ في غصونها
محكمة القيفان دابي ودابها
اخيرا
اتمنى ان اكون اضفت بهذا الموضوع
الكاتب والشاعر: سعد الحافي
أقولها وأختارها وأختبرها
وأدرا خطاها لجل من هو قراها
بيت من قصيدة للشيخ الشاعر محمد بن راشد المكتوم أخذت من الشهرة والتداول ما لم تأخذه قصيدة أخرى، وهذا البيت يحتوي على سر الإبداع، ليس في هذه القصيدة فحسب، بل يمثل النظرية المتكاملة للإبداع الشعري، فالمتمعن في معنى البيت يجد أن القصيدة تمر بمراحل متعددة حتى تصل إلى الجمهور، و(الشكل المنشور) يوضح ذلك، الذي يتلخص في أن هناك شاعرا وجمهورا يعيشون في بيئة واحدة وهذا الشاعر يمتلك خلفية ثقافية، اجتماعية، نفسية، لغوية، وتجارب مختلفة بما يمثل مخزونا يتكئ عليه الشاعر في كتابة أبيات شعرية بما يعكس رؤى الشاعر وأفكاره وعواطفه ومفردات لغته.
وعند الانتهاء من ذلك تأتي مرحلة الانتقاء حيث يختار منها أبياتا ويترك أخرى وفقاً لمعايير ذاتية صحيحة ناشئة من ثقافة الشاعر التراكمية بما يمثل مرحلة مراجعة ذاتية أولية، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة تالية هي مرحلة الاختبار لما تم اختياره ككل، وهنا نستطيع القول إن الاختبار يأخذ مسارين إما بعرضها على من يثق الشاعر بذوقه ومناصحته، وإما أن يعيد عرضها ككل متكامل على معايير ذاتية، وهنا يتقمص الشاعر دور الناقد مرة أخرى،واحسب أن المسارين يمثلان مرحلتين في مرحلة قد يأخذ الشاعر بهما معاً أو قد يغلب أحدهما على الآخر بحسب الخبرة، وهذا الاختبار لابد له من نتيجة إما واصل أو عدل بما يمثل تغذية مرتدة للشاعر ليتمكن من درء الخطأ والتصحيح فنجد أن القصيدة مازالت إلى الآن لم تخرج للجمهور، وإنما هي تحت السيطرة ما زالت بين معايير الشاعر الذاتية أو معايير خارجية للناقد الذي يثق في ذوقه الشاعر، وعندما تتجاوز هذه المعايير تكون القصيدة ناجحة ومهيأة أن تجد استجابة من المتلقي (الجمهور) أي: تحقق الهدف وهو التأثير والتفاعل من المتلقي وعند ذلك يسمح لها شاعرها بالخروج للجمهور.
http://www.alriyadh.com/2010/07/24/img/717830908094.jpg
كما أنه من هذه النظرية نستطيع القول إن الشاعر المبدع هو ناقد يملك حسا عاليا، ولكونه لا ينفك عن الانحياز لذاته، لذلك أراد أن ينتهي دوره عند اختيار ما يرقى لذائقته الرفيعة فقط، حيث تنتهي مرحلة الاختيار وهي المرحلة الأولى، ولتبدأ مرحلة الاختبار وهي تختص بالنقد الموضوعي الذي يتميز بالحيادية ويؤمن به المبدع أيضاً ولكنه قد يكون إما من شخص يثق الشاعر في منهجه النقدي وأدواته، أو من شخص يثق الشاعر في ذائقته وبالتالي آرائه قد لا تخضع لمناهج نقدية وإنما هي نتيجة انطباع ولكنه يمتاز بالحياد وهنا يكون الشاعر المبدع وفقاً للنظرية قد واءم بين ما هو ذاتي وموضوعي للحكم على نجاح النص في التأثير في المتلقي.
وفي النهاية يمكننا القول إن شاعراً يتبع كل هذه المراحل في عنايته بالنص هو شاعر يعي أن القصيدة تنفصل عن ملكية الشاعر ثم الناقد، لتصبح ملكاً للجمهور لذلك يحرص على أن تكون بعيدة عن الأخطاء بأنواعها، ولو أن كل شاعر أتبع هذه النظرية لأثبت حضوره وتميزه، ولكثر الجزل، وأنعدم الهزل.
وعناية الشعراء بالنص الشعري قديمة قدم الشعر فقد عرف عن زهير ابن أبي سلمى تجويد الشعر، وانه يمكث حولاً كاملاً على تنقيح ومراجعة قصيدة واحدة، ولذلك نجد أن كثيراً من الشعراء يشيرون في مطالع قصائدهم إلى مدى اهتمامهم وعنايتهم ببناء نصوصهم الشعرية، والسهر على تنقيحها ومراجعتها لينفوا عنها الخطأ، ومن ذلك قول الشاعر خالد بن حمزة من أهل القرن الثامن الهجري:
يريح بها حادي المطايا إلى انتقا
فنونٍ من إنشاد القوافي عذابها
محبرة مختارةٍ من نشادها
تجدني ليا نام الوشاه ملتهابها
مغربله عن ناقدٍ في غصونها
محكمة القيفان دابي ودابها
اخيرا
اتمنى ان اكون اضفت بهذا الموضوع