رحلة الطائر المهاجر الى امريكا
اتيحت الفرصة للطائر المهاجر أن يطير حول العالم في رحلات سياحية متتابعة غطت معظم الكرة الأرضية ،
استطاع من خلالها أن يكون فكرة عن طبيعة الأرض والناس ، وأن يستمتع بأجمل المناظر الطبيعية الساحرة ويلتقط لها صور ، سيتم عرضها لاحقا . كانت أول رحلة خرج فيها من موطنه في حوالي شهر اكتوبر من عام 1975 ، وكان الدافع البعثة الخارجية لأمريكا ، لإكمال دراسته العليا ، وكان حريصاً أن لايذهب لأمريكا مباشرة حيث لابد من نقطة انتقالية ، لمجتمع أكثر انفتاحا ، خاصة وأن اسرته معه ، فكانت القاهرة أول محطة لنزولهم. وبعد بضعة أيام من التأقلم مع المجتمعات المفتوحة ، كانت الرحلة عبر باريس ، ومنها لمطار جون اف كندي في مدينة نيويورك . في الطريق للفندق الصغير الذي رأى مناسبة سعره ، وفي شارع كوين ، كان منظر جثة رجل ملقاة في الشارع ، والسيارات تذهب عنها يمنة ويسره ، يعني لابد من التحسب لمثل هذه الأجواء ، وصل الفندق (موتيل) ، وفي الصباح ذهب للملحقية الثقافية لينهي اجراءات تسجيله وتحويله للجامعة التي سيدرس بها ، واختار قطار تحت الأرض ، فإذا به يرى أشكالا من البشر ، لم يرهم في حياته ، رجال طوال غلاض من ذوي البشرة السمراء ، شعورهم منفوشة ، وترتفع عن روسهم حوالي 40 سم في كل اتجاه ، نظراتهم تخيف ، ويتكلمون بلغة انجليزية لم يعهدها ، حينما درس في الرياض لمدة 18 شهرا بمعهد الإدارة ، فهم لاينطقون الكلمة كاملة ، ويتكلمون بأجسامهم أكثر من السنتهم ، نظراتهم تتجه لذلك الطائر القليل في الحجم ، والذي يلبس ملابس افرنجية لم يعهدها من قبل ، فكان منظره ، مهثولاً ، بالعامية ، ولكنه تعلم أن مثل هذه الفئة ينبغي أخذ الحذر منها ، والتصرف معها بعقلانية ، حتى لايتم نتف ريشه وهو تحت الأرض في ممرات مظلمة إلا من النور الداخلي للقطار الباهت النور . للحديث بقية .. |
هلا والله بمشرفنا العام
تو قسم السفر ما نور. ايه تكفى رجعنا لايام الماضي و ذكرنا بتجاربك و سفراتك العديده و مغامراتك حول العالم. فقد يكون حب اسبرانزا للسفر و مغامراته نابع منك. في انتظار بقية الحديث. و اذا تبي فزعة في موضوع الصور تراني جاهز و في الخدمة لك الشكر والتحية |
ياهلا بمشرفنا
اجل ذا الخشش اللي نشوفها بالافلام صدزيه ذولا اللي شوشهم منتفشه وعيونهم حمر وسنونهم صفر |
هلا بكم
المشكلة يا اسبرنزا .. (عبدالله بن عثمان)إن اللي رايح اذكره ما رايح تقدر تذكره ، فقد كان عمرك حينها قد لايتجاوز 5 سنوات. نعم اختي الكريمة ثار نفس الأشكال رأيناهم ، وعرفنا جوانب كثيرة عن أمريكا ، التي الكل يتلهف للسفر إليها ، رأينا الجوانب المظلمة ، ورأينا الجوانب المضيئة ، وإن كانت قليلة و تكمن في بعض أهلها في القرى والمدن الصغيرة ، من الطبقة المثقفة. شكرا لكريم حضوركم تحياتي الطيبة |
ابو عبد الله الغالي
ماتعاد برايك وخلني خويك سهيل |
نحن في شوق لاستكمال السلسله
وستكون المداخلة بعد ذلك أما الزيارة فمتكرره لك التحية والشكر |
لا ما عاد تتكرر ... هالحين ما بقى إلا الذكريات .. يالله حسن الخاتمة
|
حلم ذا ولا علم ؟
|
هلا بك أختي الكريمة / الذاهبة
لا .. هذا علم .. وهي ذكريات قديمة فيها الإيجابيات وفيها السلبيات. شكرا لكريم حضورك تحياتي الطيبة |
وفي اثناء الذهاب للملحقية ، والأسرة في غرفتها بالموتيل ، الذي يقوم على الخدمة به امريكان من الجنسين من اصول افريقية ، فتح الباب عليهم ، من أجل النظافة وترتيب الأسرة ، لكن الهلع دب في نفوسهم ، فلم يكونوا متعودين على أن أحد يفتح عليهم بيتهم ، ويبدو أن القادمين للنظافة ادركوا ذلك ، فأجلوها لوقت آخر .
الملحقية في شارع وسط المدينة الكبيرة والمشهورة بارتفاع الجريمة ، وتم انهاء اجراءات التحويل للجامعة التي ستتم دراسة اللغة بها ، وبدلا من ولاية ميشجن ، الباردة تم اختيار الجنوب ، اريزونا حيث المناخ مشابها لجو الجزيرة العربية ، وبالعودة للموتيل والمعرفة بما جري ، كان عليه التهدئة من روع الأسرة ، ويعمل جاهدا لمغادرة تلك المدينة بأسرع ما يمكن ، وبالفعل تم التوجه لمدينة صغيره اسمها تيمبي ، حيث تقع بها جامعة ولاية اريزونا والتي ليست بعيدة عن عاصمة الولاية فينكس . وتم الحصول على شقة في مجمع للعوائل الأمريكان ، وبدأت المشادات بين الأطفال ، فهناك حاجز اللغة بينهم ، وبالطبع حاجز اللون ، بين قمحي وأبيض ، وبعد فترة وجيزة تم ترك المجمع للعيش في بيت صغير في منطقة شبه خالية ، الجيران الوحيدين من الهنود الحمر ، لكن لاعلاقة تذكر ، وكان علي أن اذهب بعيدا على الأقدام ، لشراء احتياجات البيت في منطقة تكثر بها المنازل المحروسة بالكلاب ، والتي يبدو أنها مدربة على شم رائحة العربي على بعد عدة أميال ، فكانت تواجهني في كل مرة بالنباح ، ولكنها داخل اسوار البيوت التي لايزيد ارتفاعها عن متر واحد ، فكنت مطمئنا أنها لن تقفز تلك الأسوار وبعد حوالي 4 اشهر ، كنت جاهزا ، للإلتحاق بدراستي العليا في شمال كاليفورنيا ، لأترك مجموعة من الزملاء يكملون دراستهم ، ومعظمهم ممن جاء بعد الثانوية ، لأدرك لاحقا ، كيف أن احدهم على الأقل فشل في دراسته والغيت بعثته وعاد مريضا عقليا ، حيث كانوا يتعاطعون المروانة وهي شبيهة بالحشيش . اشتريت سيارة موديل قديم ، واتجهت لمدينة اركيتا ، وبها تقع جامعة شمال كاليفورنيا ، وبالقرب منها مدينة أكبر قليلا اسمها يوريكا ، يطلان على الساحل الشرقي للمحيط الهادي ، وتتميز المنطقة بجو ربيعي دائم فالخضرة ورذاذ المطر الشبه دائم ، ودرجة الحرارة معتدله . كنت أول عربي يصل لتلك المنطقة ، وفي هذه المدينة عرفت الجوانب المضيئة في شخصية الإنسان الأمريكي البعيد عن السياسة وعن المدن الصاخبة ، فكانت الطيبة والتعامل الإنساني ، ومحاولة مساعدتي وعائلتي بكل شئ ، الى درجة أن احد الأساتذه وهو رجل كبير في السن كان ياخذ زوجته ، ويمرون على البيت وأنا في الجامعة فيأخذون اسرتي إلى السوق ليبتاعوا ما يحتاجون له للحديث بقية.. |
الساعة الآن 01:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة