الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع ، فبدونه ، يكون اساس المجتمع واهياً . والفرد يتأثر بأسرته ، فهو يتعلم
منهم قبل أن يخرج للمجتمع ، والأسرة تتأثر بالبيئة الإجتماعية المحيطة ثم المجتمع الكبير ، إذاً فهي سلسلة
من الإرتباطات يصعب الفصل بينها. لكن المعروف أن الأسرة المريضة لاتنتج إلا افرادا مرضاء ، وبالتالي فالجتمع المريض لاينتج إلا اسرا مريضة . ولو نظرنا للكثير من المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها أي مجتمع نجدها
إما أن تكون بسبب سوء اعداد افراده أو لأنه مجتمع لايعطي للحرية والعدل والمساواة أهمية تذكر ، فيبدأ الأفراد
بالإحتجاج على هيئة تصرفات غير مقبولة اجتماعيا ، لنجد مثل هذا المجتمع يقابلها بعنف مضاد ، فتزداد الرغبة
لدى اولئك الأفراد بالنقمة والخروج عن العادات والقيم والتقاليد الإجتماعية السائدة ..
فلكي نبني مجتمع سليم لابد لنا من الإهتمام بالفرد بتهيئة الجو الصحي الذي يستطيع أن ينمو فيه بحرية ، تساعده على اكتشاف مواهبة ، والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع . هذه البناء يتم من خلال توعية بمعنى الحرية ، وأنها لاتعني أبداً أن تتمتع بحريتك على حساب حريات الآخرين ، فبدون الإحترام المتبادل للحقوق يتعود الفرد على الأنانية ، لنرى مجتمعا غير قادر على تطوير نفسه ، لأن الكل لا يفكر إلا في مصالحه الشخصية ،
لذلك نرى الإنقسامات والفوضى تدب في مثل هذا المجتمع وتنتشر معها الرذيله والأمراض الإجتماعية الأخرى.
ولكن ماهو دور الأسرة في ذلك ...الأسرة هي المجتمع الأولي الذي ينشأ فيه الفرد ، فإن كانت واعية بطرق التربية السليمة ، انشأت افرادا اصحاء ، ليس فقط يساعدونها ، ولكن يكون لهم الدور الفاعل في المجتمع .

للحديث بقية..