روحي تتوقُ إلى بيداءَ نائيةٍ
أقضي بها ليلةً من عُمْرِيَ الباقي
رَمَى عليها الحَيَا ألوانَ بَهجَتِهِ
فأصبَحَتْ كالبِساطِ المُخمَلِ الراقي
حتى متى وأنا في البيتِ مُرتَهَنٌ
ما بينَ ضجّةِ أطفالي وأوراقي!
مَرَّ الشتاءُ وروحي في حرائقِها
وما أزالُ أُداري سرَّ إحراقي
الناسُ توقدُ في بَرْدِ الدجَى حَطَباً
وإن قَسَا البردُ بي أوقدتُ أشواقي!
عندي من البَوحِ ما لو رُحتُ أمزِجُهُ
بالدمعِ لاشْتَكَتِ البيداءُ إغراقي
يا حبّذا خيمةٌ سوداءُ مِن وَبَرٍ
على غديرٍ نقيِّ الماءِ رَقراقِ
تحكي الخُزامَى حَوَاليهِ صَبَابَتَها
على النَّدَى حَكْيَ مُشتاقٍ لمشتاقِ
والنوقُ راتعةٌ للهِ راكعةٌ
كأنها سُفُنٌ لاحتْ لأحداقِ
كانت خِماصاً أذابَ الجَدْبُ هَيْكَلَها
ثم انثنَتْ ذاتَ أكوامٍ وأطباقِ
وحبّذا صُحبةٌ طابت شمائلُها
تَرعَى الإخاء ولا تُزْري بميثاقِ
نحكي الحكاياتِ موصولاً بها سَنَدٌ
عن عاشقٍ ثقةٍ يَروي لِعُشاقِ
تُدارُ فينا كؤوسُ الطهرِ مُترَعَةً
حتى إذا ما شَرِبْنا عاوَدَ الساقي
نَظلُّ في نشوةِ اللُّقيا كأن بنا
مَسّاً من الجِنِّ يستعصي على الراقي
هذا هو العيشُ فاحذَرْ أن تُبَدِّلَهُ
بفاخرٍ مِن رفاهِ العيشِ بَرّاقِ
د فواز اللعبون (منقول)