[مازن حجازي]

	خذ بثأر أبيك ؟ قالتها الأم وهي تتنفس بصعوبة تتلعثم الكلمات في فمها كما يتلعثم الثعبان في ثوبه ، تحاول أن تخفي ما فى قلبها من خوف ظاهر على حركاتها وجهها ونبرات صوتها ، أثقلها فقد زوجها بهذه الطريقة ، فلـــم تكن تتوقع أن تنقلب الدنيا على رأسها ، فقد كانا معا منذ لحظات صغيرة فى زيارة للسيد البدوي وصلا الظهـــــر معا رأته وهو يحمل أحفاده ويضمهم إلى صدره وكأنه يودعهم ، ها هو يعود إلى قريته ومعه أولاده جميعا ، ينزل القرية الصغيرة يرى جيرانه يقيمون بناء جديدا بالقرب من ساقيته ، يشتد النزاع بينهما ، يخرج جيرانه عليه بكل ما يملكون من عصي هذا يضربه على ظهره وذا على رأسه وكانت الطامة الكبرى التى قصمته وقضت عليه فــــــــإذا بأحدهم يضربه ببلطة كبيرة فى رأسه فيشقها شقين ، هكذا انتهت حياتهم الآمنة وتحول تاريخهم الهنيء هكــــذا ضاعوا جميعا بعد فقد الأب والسند فى هذه الحياة ، الكل لا يفكر إلا فى شيء واحد كيف نأخذ بثأره ، الأم : كــل الوزيرة ما يكفوني فى دمه أبدا . كل العائلة جاءت لكي تنال من قاتله ، مهما عاش فلن نتركه أبدا ، الكل هرب من القرية تاركا وراءه كل ما يملك ماله وأرضه وكل عزيز لديه الكل يهرب ولا يلوي على شيئ ، لا أدري ما الحل هل حقا القتل هو الحل أم ان تطبيق شرع الله والاستسلام لجنابه هو الحل الأمثل والدواء الشافي ، لا أدري كيف نخرج من هذا الموقف الصعب ... قلته لنفسي وأنا أستمع إلى هذا الحوار القاسي الذي خيم على كل من يحضر عزاء الرجل الفقيد ...