عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2006, 06:37 PM   رقم المشاركة : 33
الشريف الشرّقي
فهد عبدالله سعود/شاعر/VIP عضو شرف
 الصورة الرمزية الشريف الشرّقي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الشريف الشرّقي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


ذيب .. علم الله انني أحسن حالا الآن .. ولا أجد تفسير لذلك - بعد فضل ربي - إلا ان تكون دعوة صالحة من والدتكم المصونة .. بس الظاهر انها ماركزت على الاسهم

===================

أجمل مافي هذا النت القص واللزق !! لوكان على وقتنا لما تعلمنا الكتابة ..! هذا نقل - مع تصرف يسير جدا - لنقدٍ ( بنيوي ) ساخر إلى أبعد حد لشاعرٍ اسمه ( زفاق ) من أقوى شعراء الشبكة و" ألذعهم " حسب علمي :

امرئ القيس شاعر موهوب لا أشك في ذلك للحظة، بل لقد اخترع تعبيرات لم تكن موجودة قبل أن يخرجها للناس على شكل أبيات..وقد اتسمت معلّقته بجودتها الفائقة، وبكثرة موضوعاتها، فمنها الوقوف على الطلل، ثم وصف الليل وطوله، وبعدها وصف الفرس، والصيد، والتغزّل بحسناوات دارة جلجل إلى غير ذلك من الموضوعات التي أحسن طرقها، بل فاق المتقدمين والمتأخرين فيها، ولكن، هل لي بأن أنقد جزءاً بسيطاً من معلّقته؟ هل يحق لي كعربي أباً عن جد أن أبدي بعض الملاحظات على جزء من معلقة امرئ القيس؟ تلك المعلّقة التي كتب فيها الباقلاّني _على ما أذكر_ نقداً لاذعاً جعلها لا تصلح علفاً للبهائم..

لن أنتظر حتى يؤذن لي في ذلك، إذ أن النقد ليس مملكة خاصّة بفئة من الناس لا يسمح لغيرهم الدخول إليها إلا بتصريح عبور.. والجزء الذي أنا بصدد تشريحه إن صح التعبير هو الشطر الأول من البيت الأوّل من معلّقته:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل..

هذا المقطع الموسيقي الذي ما إن تسمعه حتى تلقي بكل ما في يديك لتهيم في بحره..

هكذا صبغه امرئ القيس بسحر خاص، لم يفق منه _ حسب علمي_ منذ أن قاله امرئ القيس إلاّ أنا.. أنا فقط.. والبقيّة ما زالوا صرعى تلك النفثة السحرية.

يقول امرئ القيس " قفا"! وأنا أتساءل لماذا لا يقول "اجلسا" خصوصاً وأن الباكي ليس من شأنه الوقوف بل هو إلى وضع الجلوس أقرب، فإن انهمار الدمع يحول بين المرء والوقوف.. أو على الأقل يقول " اتكئا" بأن يتكئا على جدار ما في مرابع المحبوبة.. ثم ليت نثري من هي تلك المحبوبة التي وقع في هيامها ثلاثة أشخاص؟؟

الشاعر واللذان يأمرهما بالوقوف! هل يصح في شرعة العشّاق أن يحب ثلاثة امرأة واحدة؟ ثم يتفقون على ذلك ويذهبون سويّاً للبكاء على طللها البالي؟ يا ليتها من غيرك يا امرئ القيس؟ يا ليتها من عنترة مثلاً؟ أو الأعشى على أقل تقدير.

ثم لماذا استخدم فعل الأمر؟ أين هو احترام الآخرين؟ أولا يؤمن امرئ القيس بحريّة رفاقه، لماذا لم يغيّر الكلمة إلى ما هو ألطف وأرقى مثل:" ما رأيكما أن نقف؟" أو " إن لم يكن هناك مانع فلنقف سويّا" أو " كرماً لا أمراً قفا معي" ولتلاحظوا أني ما زلت عند الكلمة الأولى، أما إذا انتقلت إلى الكلمة الثانية " نبكِ" فإني أكاد أجن! فهل يليق بشاعر في حجم امرئ القيس أن يقول مثل هذه الكلمة؟ )بالمناسبة يقول بعض المؤرخين أن حجم امرئ القيس كان كبيراً وبحسب تقديراتي الخاصّة لتلك الأوزان التي ذكروها فإن امرئ القيس قريب جداً من حجم ثلاّجة واحد وعشرين قدماً، يزيد أو ينقص).

هل يليق أن يقول نبك؟ هل يصح أن يؤمر بالبكاء أمراً؟ إذ أن المتبادر للذهن أنّهم سيبكون تلقائيّا! فلماذا زيادة التبيين والحشو؟ هل يظن أنهما سيقفان ليضحكان؟ أو ليتساءلا عن أسعار النبيذ؟ أو كيفيّة الحصول على مزيد من الحنطة؟

فالأمر بالبكاء كبوة لا تغتفر لشاعر بحجم امرئ القيس ( ذُكر حجمه فيما سبق).

يقول (كنت سأقول غفر الله له لو كان مسلماً): من ذكرى!! لماذا لم يقل من ذكريات؟ لأن الحبيب في العادة تربطه بالمحبوب كم هائل من الذكريات وليست ذكرى واحدة!

وأكرر أن هنا حشو آخر ممل جداً.. فلماذا سيبكيان بالله؟ هل سيبكيان خوفاً من أن يجرفهما طوفان سد مأرب؟ من المؤكد أن الذكرى هي التي ستبكيهم؟ فلماذا إذن التوضيح الاستفزازي هذا؟ أما كلمة " حبيب" هنا فلا أدري هل أتى بها لغرض كان يظنّه صحيحاً وشاعريّاً؟ أم أنّه كان يجرّب التنكيت؟ فإن كان الأمر الثاني فإن في ذلك ما يزيد من كون امرئ القيس أحد نوابغ العرب.. فهو مكتشف التنكيت! أما إن كان يعني من ذلك غرضاً يظنّه صحيحاً فله ولأمه الويل والثبور!!

هل يظن أنّهم سيقفون ليبكيان من ذكرى بغيض مثلاً؟ أو لذكرى مرور خمسين سنة على تأسيس العهد الجاهلي؟ أو ذكرى مرور سبع سنوات على اختراع همزة الوصل!! بدأت في الحقيقة أشك في شاعريّة امرئ القيس؟

ثم تعالوا ..لماذا لم يقل حبيبة؟ لماذا لم يصرّح هنا؟ هل هي نزعة غموض كتلك التي يدّعيها الرمزيين! ثم يقولون لنا المعنى في بطن الشاعر؟ وليت شعري أي بطن ذلك الذي لا يحتوي إلا على المعاني الغريبة. فما من معنى غريب أو وحشي حتى يحشون به ذلك البطن! أصابه الله بالقرحة في العاجل أو الآجل أو في كليهما. ويرحم الله عبداً قال آمينا..

ثم تعالوا لتشاهدوا الكشف العظيم! هنا عطف نسق!!" حبيب ومنزل!!!" يا الله، بركاتك يا امرئ القيس!! على الأقل قل: حبيب ومقرش. أو حبيب وطاولة طعام!! حبيب ومنزل مرّة واحدة! كيف يعطف البيت على الشخص! الغير عاقل على العاقل؟ ثم يُقال شاعر؟ كيف يشبّه حبيبه _أو حبيبته إذا أحسنّا الظن_ بالمنزل ويجعلهما في درجة واحدة؟ ولكن انتظروا قليلاً.. فقد توصلت إلى شيء لم يصل إليه أحد قبلي! وهو تفسير منطقي جداً للإشكال الأوّل في كيفية وجود امرأة يحبّها ثلاثة أشخاص! أقول: لعل امرئ القيس يبكي من ذكرى المرأة وهما يبكيان من ذكرى المنزل، إذا من المحتمل أن يكونا قد سبق لهما الاستئجار في منزلها؟ سواء كان الإيجار بالمعنى المعروف عندنا، بأن يستأجرا شقّة، أو حتى دوراً يفصلانه بقطعة بلاكاش، ويكون الغداء مثلاً عند أحدهما والعشاء عن الآخر وهكذا.. أو بمعنى آخر لا نعلمه، إلا أنه استئجار على كل حال.. وفي هذه الحالة كان ينبغي له أن يقول: قفا أبك من ذكرى حبيب وأنتما ابكيا من ذكرى منزل.. بسقط اللوى.. ثم يكمل المعلقة..

وبعد هذه القراءة المتأنية لإبداع امرئ القيس فإني أعترف أن هذا لا يعني إلغاء ما له من حسنات، ونقدي هذا لا ينقص من شاعريته الفيّاضة التي لو وُزعت على شعراء العرضة لكفتهم ،فهو صاحب الإبداع في قول الشعر منذ سالف الأزمان


والحمد لله حمدا طيبا كثيرا مبارك فيه .






توقيع الشريف الشرّقي
 
أحْسَنَ اللهُ بِنَا ..إن الخَطايا لا تَفُوحُ ..!!
  رد مع اقتباس