الماء الصافي
دع الماء الصافي لا توسّخهُ
فربما هناك إنسان بعدك يشربهُ
أو هناك خلفك بعيدا من يستحم فيه
أو يغسل به ثيابه
أو تعيش فيه أسماك جميلة
الماء روح الحياة
ما أجمل المياه الصافية
وهي تجري بين الأشجار العالية
في هدوء وسكينة
أو من فوق الجبال منحدرة
مكونة شلالات جميلة
بصوتها الهادر
ورذاذها المتناثر
أو حين تعترضها الصخور الكبيرة
لتقاوم جريانها العاتي
فيبدأ الصراع بين الاثنين
ما أجمل زرقتها عندما تكوّن نهرا
ما أجمل خضرتها عندما تكوّن بحيرة أو بحرا
ما أحلى المياه العذبة الصافية
إنها سر الحياة
فدعوها تجري بصفاء وعذوبة
إن هناك من هو في أمسّ الحاجة إليها
مالكم دفنتم البحار
ورجمتم الآبار
قتلتم الأسماك في جحورها
أمتّم النخيل والأشجار في حقولها
دع الماء يروّي الزهرة الجميلة
كي تناجي العيون بجمالها
وتستاف الأنوف من عبيرها
وتطرب القلوب بميلانها
وتشنّف الآذان من أصوات البلابل على أغصانها
وتسحر العيون بانعكاسها على المياه الصافية
ما أحلى الجلوس تحت الأشجار الوارفة
والهواء العليل يحرّك وريقاتها
والعصافير تزقزق على أفنانها
وعبير الرياحين والورود تحيط بك من كل مكان
والفواكه والخضار بين يديك
أي قصر - مهما كان جميلا – يشدّك كما هي الطبيعة الخلابة
بألوانها الزاهية الجذابة
انزل برجليك العاريتين
في مجرى الماء الصافي
لتحسّ ببرودته
وتتمنى ألاّ تخرج منه
اشرب من نبع الماء الصافي
ما أحلاه وما أبرده
إنه أفضل من ماء" الحنفية أو القنّينة"
كم تمنيت أني في غابة جميلة
والماء يجري بقربي في صفاء
والفراشات حولي
تستعرض جمالها الأخّاذ
والطيور فوقي
تغرّد بألحانها العذبة
ألحاناً تسلب الألباب
بأشكالها الجميلة
المختلفة الألوان والأشكال
كم تمنّيت جمالاً ساحراً
يسحر العين ويشنف مسمعي
كم تمنيت هواءً عاطراً
يشرح الصدر بعطرٍ رائعِِ
كم تمنيت مياهاً جارية
لونها صافٍ بنهرٍ مترعِِ
كم تمنيت غزالاً شارداً
يشرب الماء بقلبٍ خاشعِِ
كم تمنيت صلاة في الفضا
خاشعاً فيها بقلبٍ طائعِِ
رافعاً كفي وكلّي أملٌ
سائلاً ربي ويجري مدمعي
ما رأيكم بصراحة ؟