[الطائر المهاجر]

ومن المدرسة الخالدية في شرق الرياض قديما إلى المحمدية في غرب الرياض قديما ، وانهيت الإبتدائية.
كانت رغبتي أن ادخل في المعهد العلمي ، ففيه مكافأة حوالي 250 ريال ، وهي ذات قيمة لطالب في مثل وضعي
لكن لم يرد الله ، وخيرت بين معهد شقراء او الحوطة ، فذهبت لشقراء . كان الموقف صعبا ، شاب صغير ، اهله
في الرياض ، ذهبت المكافأة وهي 200 ريال في ايجار للتكاسي حيث لابد كل اسبوع او اسبوعين من الذهاب
فوالدتي تلح علي بالمجئ ، وبعد 3 اشهر قررت ترك المعهد ، فعدت للرياض لأواصل في المتوسطة ، وفي السنة اللاحقة تم قبولي في معهد امام الدعوة ، وهو معهد ديني آخر في الرياض ، لأواصل الدراسة المتوسطة ليلا ،
شاب صغير بين طلاب كبار في السن ، وفي النهار في ذلك المعهد فقط من أجل 200 ريال ، صراع من أجل البقاء
يبدو أنني عرفت كطالب شقي بعض الشئ في معهد الكل فيه ملتزم جدا ، كان خلف المعهد عمارة سكنية ،
ينبعث منها بين الحين والآخر صوت المذياع وبه بعض الأغاني ، مدرس الفقه الضرير يدخل الفصل ، ويسمع الموسيقى ، يتجه إلي ، فيغلق المذياع ، إذاً اصبحت مجالا للتهمة ، يغضب المدرس غضبا شديدا ، ويتكلم علي
بعبارات قاسية ، الا تخاف الله كيف تحضر مذياعا في هذا المعهد ، حاولت تهدئته لكن بلا طائل ، يسرع لمدير المعهد ويخبره بالجرم الشنيع ، يحضر المدير والمراقبون وكل المسؤولين الآخرين ، يبدأ التفتيش في الفصل فلربما ، اعطى المذياع لأحد من عصابته . التفتيش مستمر وانا احاول اقناعهم بأنني لم افعل شيئا ، لكنني لم اذكر
لهم أن الصوت قادم من العمارة ، لأنني عقدت العزم على احراج المدرس ، واثناء التفتيش ، يرتفع صوت المذياع
مجددا ، يقف الجميع في دهشة ، وجه المدرس بدأ في الإحمرار ، يلتفت عليه المدير ، وين المذياع ياشيخ غفر الله لك وعفى عنك ، كيف تظلم هذا الطالب البرئ ؟؟ لا اعلم إن كان هذا الشيخ الذي اصبح فيما بعد في مركز هام
سيتذكر ظلمه لهذا الطالب البرئ ام مع تقدم السن نسي ..
حقيقة لم اكن بريئاً ، بل في عنفوان المراهقة ، فهذا الحدث لايقارن بآخر سآتي على ذكره..

يتبع...