عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2006, 11:04 PM   رقم المشاركة : 20
الغريب
عضو شرف
 الصورة الرمزية الغريب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الغريب غير متواجد حالياً

 

افتراضي


مفهوم الذات بين التربية والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

" وفي أنفسكم أفلا تبصرون "

(صدق الله العظيم )

لاشك مفهوم الذات من أقدم المفاهيم النفسية في فهم الشخصية ولهذا تحدث عنه علماء النفس ، فهم يعتبرونه المحور الأساسي في بناء الشخصية الإنسانية والإطار المرجعي لفهمها ، فهو يعتبر جوهر الصحة النفسية للإنسان ، ويرجع الفضل إلى وليم جيمس (1890) صاحب المدرسة الوظيفية للعقل في استخدامه الذات التجريبية وفسره على أنه مجموعة ما يمتلكه الإنسان من الجسم والسمات والقدرات والمهن والأصدقاء .

فالطفل يعتبر كينونة فيزيقية بعد ميلاده في الأسرة ثم ينمو مفهوم ذاته مع تطور نموه ولو سبقنا التاريخ نجد أن سقراط الفيلسوف الإغريقي تحدث عنه في عبارته المشهورة " أعرف نفسك بنفسك " فهذه المقولة تعتبر جوهر روحي ومعرفة لذات النفس . أما " أبو قراط "الطبيب اليوناني فصنف البشر إلى أنماط جسمية وهذه الأنماط الجسمية يقابلها أنماط مزاجية وأن هناك سوائل في الجسم تحدد هذه الأنماط هي بلغمي سوداوي ـ صفراوي ـ دموي وربط بين هذه الأنماط والعناصر التي يتكون منها الكون وهي الماء ـ الهواء ـ التراب ـ النار . أما " كريتشمر " فقد صنف البشر إلى ثلاثة أنماط ( نمط رياضي ) وهو الذي يتميز بالجسم القوى والرشاقة في صور الجسم و ( النمط الضعيف ) النحيف الذي يتميز بضعف عام في شكل الجسم ( طوله ـ عرضه ) ( والنمط البدين ) الذي يتميز بضخامة الجسم ( والنمط المختلط ) الذي يجمع بين الأنماط الثلاثة السابقة وذكر كريتشمر أن هناك علاقة بين الصفات الجسمية والصفات العقلية وأن الإنسان من النمط البدين إذا أصيب بمرض عقلي فهو يصاب بذهان الهوس و الإكتئاب . أما الإنسان من النمط الضعيف الواهن والرياضي والمختلط فإنه يصاب بالفصام ولصورة الجسم جانبان هما :

1. مثال الجسم .

2. مفهوم الجسم .

فمثال الجسم يشمل النمط الجسمي الذي يعتبر جذابا ومناسبا من حيث العمر ومن وجهة نظر ثقافة الفرد التي تساهم في تقدير الفرد لذاته وأن صورة الجسم تبدو جذابة في سن العشرين وتتغير في سن الأربعين . أما مفهوم الجسم فيشمل الأفكار والمعتقدات وحدود الجسم أي إطاره وشكله الخارجي . وهذا ما أكده الفيلسوف العربي ( فخر الدين الرازي ) في كتابه ( الفراسة ) والذي ربط فيه بين هيئة ووصف أعضاء الجسم ودلالته النفسية . ولهذا نجد أن من مقومات الصحة النفسية أن يكون الفرد مفهوما سليما حول جسمه وهذا لن يأتي الا بالمعلومات الصحيحة عن جسمه من استشارات الفريق الصحي والرياضي. أما إذا كانت المعلومات غير الصحيحة عن الجسم فإن الفرد يشعر بالاغتراب عن جسمه وهذا يعتبر أحد أبعاد الاغتراب الذاتي . إذآ فمثال الجسم ومفهوم الجسم من المكونات الرئيسية التي تسهم فيما يكونه الإنسان من صور حول جسمه وأن العلاقة طردية فعندما يتوه مثلا مفهوما الجسم تمثل صورة الفرد عن جسمه ويكون مفهوم ذاتيا سلبيا والعكس صحيح . حيث إن الطفل يدرك جسمه في صورة كلية لا يدرك تفاصيل دقيقة تبدو في مرحلة الطفولة ثم في نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة يتطور إدراكه ويبدأ في المقارنة بين جسمه من حيث الشكل والطول وأجسام زملائه . ولهذا أثبتت الدراسات النفسجسمية أن الأطفال الذين يدركون قوة أجسامهم أكثر إقداما ونجاحا في تكوين صداقات مع الآخرين من زملائهم حيث إنهم أكثر ودا وتعاون معهم ويتميزون بالثقة بالنفس و الانبساطية ، وهم الأطفال الموهوبون الذين يكون لديهم مفهوم ذات إيجابي عالي ( اعتزاز بالنفس ) حيث أثبتت الدراسات النفسية أن مفهوم الذات السلبي أو الإيجابي يوضع بمرحلة الطفولة في سن الخامسة ، ولكن عندما يدخل هذا الطفل مرحلة المراهقة فإنه يدرك جسمه بشئ من التفاصيل وخاصة لكل عضو من أعضاء جسمه وكأنه جزء قائم بذاته وهذا يرجع غلى التغيرات المفاجئة التي يتعرض لها في مرحلة المراهقة ، وغالبًا ما يكون المراهق غير راض عن جسمه ، حيث تتأثر صورة جسم المراهق بتقسيمات الآخرين ، فجاذبية جسمه تحدد جاذبية المراهقة الاجتماعية نحو الآخرين . أما في مرحلة الرشد فهي مرحلة هدوء . حيث يتوافق الراشد الذكر مع صورة جسمه ، ويقتنع بها من حيث الطول والتناسق وملامح الوجه أما الأنثى في هذه المرحلة فتكون لها دور من عدم الرضا عن الذات الجسمية وخاصة النمط البدين منهن ، حيث إن الرشاقة تكون شغلها الشاغل فهن حريصات على استخدام مستحضرات التجميل بصورة كبيرة وهذا ما يجعلهن يشعرن بالإضطراب الانفعالية . فمفهوم الذات يعنى الفكرة التي يكونها الإنسان عن نفسه بما تتضمن من جوانب جسمية واجتماعية وأخلاقية وانفعالية من خلال تفاعله وعلاقاته بالآخرين في المجتمع . ولهذا نجد أن هناك أنواعا لمفهوم الذات : منها الجسمية والاجتماعية ، و الانفعالية ، والشخصية ، والأسرية ، والمدرسية ، والانبساطية ، والزوجية، والتجريبية ، ومجموعها يكون المفهوم العام للذات . وأن لهذه الذات فاعلية ( إتقان شخصي ) وذكاء شخصي وأن هناك مرضا يصيب الذات خلال مراحل النمو هو : " سرطان الذات " وكل هذا يشكل نوعين مهمين لمفهوم الذات ،إما ذات إيجابي بتمثل في تقبل الإنسان لذاته ونفسه ورضاه عنها أو مفهوم ذات سلبي ينتج عن إهمال الإنسان لذاته ونفسه وتحقيره لذاته . وصدق الشاعر :

أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان



أعمل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق النفس لولا فسحة الأمل

ابو عبدالله وش رايك في ها الموضوع







توقيع الغريب
 
يسخر من الجروح ..كل من لا يعرف الألم !
الغريب
  رد مع اقتباس