بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة الشهيرة والتي هي من المعلقات
المفضلة عندي.....والتي يقول في مطلعها:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا = وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا = إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ = إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ = عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو = وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
فأحببت أن أنتقد المعلقة بهذه المجاراة و الحاورة المتواضعة لهذه المعلقة الجزلة والرائعة...والتي مزجت فيها بين الرثاء والمديح
والغزل والهجاء.....وأرجوا أن تنال على بعض رضاكم...إليكموها:
ألا هاتي مدامك أمتعينا = واسكبي لعمرو حتى يلينا
وقولي للنجوم إذا توارت = إني قد امتلأت بها جنونا
يقول وفي فؤاده من هواها = (وأخرى في دمشق وقاصرينا)
فيذكرها ونحن هنا جلوس = فمن حنيننا هاقد بكينا
أقول أنا لعمرو إذا تباهى = تعال أريك قومي خاذلينا
ننام على عروبتنا وننسى = والظلم كفارس يمتطينا
نرى ونعي ونسمع حين نسمع = وإن تكلمت فيهم يعدمونا
فقل لتميم حين هبوا يزولوا = فعرشنا تهاوى من سنينا
أبا هند ألا جاوب سؤالي = وقل لنا وأوجز إن ترينا
أيرضيك هواننا وترضى = على الدهر أن يهين فينا؟
تباهي في كلامك إذ تقول = (ونضرب بالسيوف إذا غشينا)
فأين السيوف إذا ننادي = وأين ضرب المحاربينا
ألا يا ابن هند مالقلبي = إذا تذاكروا فيها يلينا
أنام وأغتدي على هواها = أخوض بعشقها بحرا هجينا
فإن تساءلوا فيها وقالوا = أليس لها حبيب ما رأينا؟
أقول وسهمها يغفو بصدري = فلولا تنظروا نجما ترونا
ألا يا ابن هند إني أعاني = وأجرع خمرها سما يهترينا
فديني قد حماني لمسها = وأنت جعلت من هواك دينا
إلهك قد صنعت من تمور = وإن جعت يكن طعما ثمينا
أيامك قد تهاوت عند ديني = وصرنا إذ يقولوا مسلمينا
نخوض قرون الهيجا ونطحن = كالرحى إذا صنعت طحينا
(إذا بلغ الفطام لنا صبي) = خررنا للإله ساجدينا
شريعتنا رسول الله قد هدانا = وحكمنا كتاب الله فينا
إني بدأت شعرا بألفٍ = وها قد انتهى شعري بنونا
وسلامتكم.....
عاشق دمشق