الموضوع: دُخانُ جُذْوتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-2010, 10:03 AM   رقم المشاركة : 1
محمد اسماعيل الرفاعي
(أبوملاذ)كاتب وشاعر
 الصورة الرمزية محمد اسماعيل الرفاعي







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :محمد اسماعيل الرفاعي غير متواجد حالياً

 

افتراضي دُخانُ جُذْوتي


ولـســتُ بالشَحـيحِ كي تشيـحَ عنّكَ مُقْـلَتِي
تَغْـوصُ في مَحَـاجِري وحُـزْنِـيَ الدَفِـيـنْ
فَـنِـظْـرتي إليـكَ تَـسْـتَـدِرُ أدْمُعـي
تُعيْدُنـي إلى الوراءِ أربعاً من السنـينْ
وحينَهـا ..
تـفِيـضُ أضْـلُعِـي..
تجـودُ لي بِبؤسِـهـا وزفْـرِهـا السَخِـينْ
لِتكْتسي نواظِري غمـائـمٌ يَلِفُنّي سوادُهـا
بِكُلِ حينْ
تُـعَـاوِدُ المنـاظِرُ التي
ألفْتُـها بِشَـاشَتي، فأذهبت بَشـاشتي
ونبّتِتْ مشـاهِداً كَتِلْكُمُ التي رأيتُهـا
ولم أكُنْ بهـا ظَنينْ
كـأنّهـا بِمسرحِ الحيـاةِ أصبحتْ تُعـادُ
إذ تُعـادُ كي يُـعاودَ الأنينْ
وأشعلتْ بداخلي أوارَ نارٍ مثلما
نارَ المجوسِ تزْدَري دواخِلي ، تُحيطُ بي لأصطلي
بِجُذْوَةٍ رميتُها على الطريقِ لم أكن لها ..
بحارسٍ أميـنْ
تركْتُهـا بِذا العراءِ إذْ تَركتُها
تُعـاوِدُ اشتعـالَهـا
فيـا لفعْلِيَ القبيحَُ والقميءُ والمشينْ
تَعـاظِمتْ .. تَعَـاظَمتْ
وأجَّجتْ أوارَهـا .. وهَـا أنـا
يُحيطُـني رَمَادُها كأنّني دفينْ
فلَيتَ لو تَهُزُّني مَشَـاعِري..
تفيضُ بي عَـواطِفي ..
وترتقي رَهَافَتي لأستَكينْ
وليتني ..
أُعاودُ الرجوعُ للوراءِ بُرهةً
فقدْ يلوحُ في البعيدِ أصليَ الهَجينْ
أركِ خلفهُ ..
وأنتِ خلفَ ناظِري..
لدمّعَكِ الثخينِ تذرُفينْ
أغوصُ في مواجعي ..
تلوحُ لي مَراتِعي ..
تخونُني مَراجِعي ..
وتخْتَفي سواجِعي..
كأنّما , للحظةٍ غدوتُ أخرساً
ولم أفوهُ نابِساً ببنتِ شفّةٍ .. إليكِ يا أميرتي
عَساكِ تبسُمينْ
وعُدتُ خائباً لِقوقعي الذي ألفْتُهُ
وظِلتُ موقناً بهِ
كأنّني سَجْينْ
27 /11/2010م






توقيع محمد اسماعيل الرفاعي
 
  رد مع اقتباس