العودة   منتديات الفطاحله > منتديات الأدب العربي/يمنع الفيديو > منتدى الشعر والخواطر بالفصيح

منتدى الشعر والخواطر بالفصيح يمنع نشر ماليس فصيحا هنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-11-2011, 04:39 PM   رقم المشاركة : 1
لطفي الياسيني




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي لروح الشاعر برهان الدين العبوشي /








صورة المرحوم الشاعر الكبير الاستاذ برهان الدين العبوشي





مولاي قد جئت، والبشرى على عَجَلٍ ***** وما اشترطَّ على الأحلافِ مقبولُ

ويؤكد الرسول للشريف حسين تعهدات الإنجليز المزيفة:

فقدسُكُمْ، وبلادُ العرْبِ، حقُكُمُ ***** وشرطُكُمْ، بوفاء العهدِ، مقبولُ

في الوقت الذي كان خنجر بريطانيا يغرس في ظهر هذا التحالف غير المتكافئ، وهذه التبعية الدونية التي كانت تمهيداً لما وصلت إليه الأوضاع في فلسطين. فكان وعد بلفور هو الطعنة النجلاء التي سددتها بريطانيا إلى الأمة العربية، وأحدثت النزف المتواصل في جسد الوطن العربي، والذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، وما نعيشه ونعانيه.

يُمْعِنُ الرسول الإنجليزي في خداعه، ويقدم التعهد الخطي - إن كان موجودا؛ فيسلم الحسين رسالة من رسائله التي أطلق عليها مراسلات الحسين - مكماهون:

هاكَ الكتابَ؛ (مكماهون) ناصركمْ ***** بجيشه، وعدو العُرْبِ مخذولُ

قرأ الحسين بن علي كتاب مكماهون، وبدت عليه دلائل الانشراح وإمارات الارتياح، واطمأن إلى الوعود الإنجليزية، فكتب جوابه وسلمه للرسول، وهو يقول:

اليوم قد تم عهد الله بينكم ***** وبين قومي، وحبل الود موصول

يصور المؤلف في مسرحيته - وطن الشهيد - أساليب الخداع الإنجليزية وإغراءاتهم:

لقد نبذنا إليكم خير عدتنا ***** فيها لقومك ملبوسٌ ومأكولُ

هذا هو التصور الإنجليزي: المظهر دون الجوهر؛ وهي نفس السياسة التي تتعامل بها بريطانيا خاصة والغرب عامة: السلع الاستهلاكية من الملبوس والمأكول. هل رأيت كيف أدرك هذه الحقيقة برهان الدين، وكيف أنها قانون سائد في أيامنا، وهو الذي يطبقه الغرب وينفذه زعماؤنا؟ لكن الحسين ينبه الرسول إلى أن أسباب النصر لا تقف عند اللباس والطعام:

بل أسعفونا ببعض من مدافعكم ***** فبالمدافع يُحمى العرضُ والطولُ

وبالرغم من بساطة التعبير، فهو يريد أن يقول بأنه لا يستطيع بدون الدعم والإسناد العسكري المتمثل بالسلاح الثقيل، وليس بالليرات الإنجليزية الذهبية التي كان المخادع الكبير- لورنس - يقدمها إلى شيوخ القبائل والزعماء؛ لكي يستميلهم إلى جانبه، ولكي يشتري بها الذمم، ويكسب الولاء.



ويستمر الحوار حول هذا الموضوع، إلى أن يدخل ساعي البريد، ويسلم الحسين بن علي برقية، يبدو أن الحسين كان ينتظرها من ولده فيصل، مبعوثه إلى جمال باشا، يتشفع إليه بالعفو عن الذين أرادهم السفاح التركي، وطالب برؤوسهم وعلق بعضهم على أعواد المشانق في ساحة البرج في بيروت وفي ساحة المرجة في دمشق، وفي ساحة بلدة عاليه، مقر قيادته في لبنان.

لقد كانت البرقية رداً من فيصل؛ يشير إلى أن جمال باشا قد تمادى في طغيانه، وهو مستمر في تنفيذ أحكامه القاسية والظالمة. ولذلك فان الحسين بن علي يغضب ويعلن الحرب:

سوف نجتاح دمشق ***** سَنُصْلي البغيَ جمراً

وتتداخل الآراء وتتواصل المناقشات، ويدلي الحاضرون من الأبناء والأعوان بآرائهم المؤيدة لإعلان الثورة؛ فيقول الحسين:

سوف أدعو لجهادٍ ***** إخوتي براً وبحراً

وينتهي هذا المشهد أو (مجلس الحرب) بخروج الرسول وترديد الحسين بن علي لأبيات من الشعر القديم متمثلاً بها:

(إذا أنت أقررت الظُّلامةَ لامرئٍ ***** رماك بأخرى شِعبها يتفاقم)

(فلا تُبْدِ للأعداءِ إلاّ خشونةً ***** فما لَكَ؛ منهمْ إنْ تمكَّنَ راحمُ)

ثم نرى مشهداً يجلس فيه الحسين بن علي مع جماعته، يتحاورون في تخوف ويتشاورون في توجس؛ خوفاً على فيصل الذي كان أبوه قد أرسله رسولاً إلى جمال باشا، كما مرَّ سابقاً، حين نرى علياً بن الحسين يقول:

أرى قلبي يكاد يفر مني ***** إذا لم يأتِ فيصلُ عن قريبِ

أخاف عليه من مكر الأعادي ***** ومن عين لجاسوسٍ مريبِ

ويتواصل الحوار: فزيد يدعو لفيصل بالسلامة وحماية الله له، وعبد الله يعمم الرجاء ليشملهم جميعاً. ويرد علي هذا الخوف إلى الفوضى العارمة التي كانت قائمة في ذلك الوقت وسيطرت على المجتمع وعمت البلاد؛ حيث يقول علي:

لقد زعموا بان الأمرَ فوضى ***** بتركيا، وما هو بالعجيبِ

وواضح أن الشاعر يعبر عن وجهة نظره وما تناقلته الروايات والحقائق ولكن بشيء من التحامل حين يقول عبد الله:

وقيلَ عصابةُ الحكام تُرشى ***** وشمس العدل مالت للمغيبِ

ومن الواضح أيضاً أن نظرة الشاعر هي ضد ولاة السوء، وليس ضد شخص السلطان، الذي هو رمز للقيادة السياسية والدينية في الإسلام. ويكون ذلك على لسان علي بن الحسين؛ في تعليقه ورده على أخيه عبد الله:

لقد نقلوا إلى السلطان زوراً ***** فصدّقَ، وهو ذو العقلِ الأريبِ

وفي رد علي هذا، شرح إجمالي للأوضاع التي سادت فترة الحرب العالمية الأولى خاصة. ولا ننسى أن الشاعر كان قريب عهد منها؛ وإن لم يكن يعيها جيداً؛ حيث ولد في سنة 1911م، وكانت ذكرياته عن تلك المرحلة مجرد ذكريات الطفولة المبكرة الضبابية؛ غير الواضحة وغير الواعية. ومع ذلك فانه يتصور الأحداث كما كان يسمعها من محيطه وأسرته، ويسرد هذه التصورات وهذه الرؤية الشاعرة، وينقل إلينا تردد الناس في التمرد على تركيا، فيقول زيد لأخيه علي:

ألا تخشى إذا انتصروا علينا ***** وفازوا، أن نشرد كالعبيد؟

ويظهر التشكك بالوعود الإنجليزية والتخوف من مثل هذا التحالف:

وما أدراك أن الحلف يجدي***** إذا الحُلَفا استهانوا بالعهود

وفي هذه الأثناء، ومن خلال الحوار والنقاش، يصيح الحارس فرحاً:

إيه أسيادي! انظروا ***** عاد فيصلُ، فابشروا

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشاعر يضع تعليقاً في أسفل الصفحة الثالثة عشرة من الكتاب؛ يدرأ التوهم عن وضع تركيا الحديثة؛ حيث يقول بخط صغير، استدراكاً للحديث عن الفوضى التي كانت قائمة، فيقول: (تركيا الحديثة منظمة خير تنظيم). ونعتقد أن الشاعر كغيره؛ كان يقع تحت تأثير الإعلام الغربي الذي صور كمال أتاتورك على أنه منقذ تركيا وبانيها الحديث؛ في انقلابه على الخلافة الإسلامية وإلغائها، حتى قال أمير الشعراء في كمال أتاتورك قبيل إلغاء الخلافة؛ يمدحه في انتصاره على اليونان:

الله اكبر! كم في الفتح من عَجَبِ ***** يا خالدَ التركِ جدِّدْ خالدَ العربِ!

-----------------------------------------------------------

لروح الشاعر برهان الدين العبوشي / الحاج لطفي الياسيني

-----------------------------------------------

لا تامنن.... على الاحلاف قاطبة

فالانجليز .. هم الاعداء وسخول

مذ وعد بلفور والتفريق مبدؤوهم

سلبوا فلسطين هذا القول مفصول

صدقت يا شاعر الثوار .. عمدتهم

برهان عبوشي ... ان القيد مغلول

مكر اليهود .. وامريكا .. ولندنهم

والعرب قد صدقوا ... والكل مختول

مضوا على القدس مذ ايام نكبتنا

وحرب نكستنا ... والكل مشغول

جمعوا المصاري وقد باعوا عروبتها

في بيت اسودهم ... والفعل موصول

الى العمالة ... من اذناب .. قادتنا

عرب الملاهي ... وفي البارات دندول

لا در .. در .. من ابتاعوا مقدسنا

للانجليز ... وهم في الاست مفعول

ضحكوا علينا ... واعطوهم مساجدنا

مع الكنائس .... حتى جاءنا الغول

الغول نتن .. ومن صهيون سيدهم

سلب الديار ... وابن الحق مجهول

تآمر الكل ... حتى شردوا اهلي

الى المنافي ... وهذا القول مكفول

عندي الوثائق .. ايم الله احفظها

مذ وعد بلفور ... هذا الامر مسدول

لا بارك الله......... في قادات امتنا

باعوا العروبة .... ان الوضع مشلول

في كل قطر ... تطاردنا .. جلاوزة

وفي السجون ... جميع الشعب مقتول

------------------------------

الحاج لطفي الياسيني







توقيع لطفي الياسيني
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقارنات بين الشعر القديم والشعر الحر وقصيدة النثر مازن حجازي مرآة الأدب العربي 15 16-12-2010 06:50 AM
الشعر الحر ( لمن أراد ان يتعلم الشعر الحر ) مازن حجازي مرآة الأدب العربي 17 15-12-2010 11:58 AM
كل ماترغب معرفته عن الشعر العربي الطائر المهاجر حكم وامثال 17 15-12-2010 11:58 AM
قبيلة قحطان فهدة الهياثم القبائل بلدانها وشعرائها 57 16-05-2010 09:37 PM


الساعة الآن 08:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة