】o O
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
البعض يقول " كل عام وجرحي بخير " ولكن لسنا هنا لـ قلب المواجع وترديد الآهات
من الجميل أن نتبادل أحلامنا ونجاحاتنا .. وأن نختبر أفكارنا إن كانت في طور التطور أم ما زالت قابعة في حفرات الجهل والضياع والتسويف
وحينما نحقق شيء نبدو في غاية السعادة والحماسة .. ونود مشاركة الأصحاب والأحباب بمشاعرنا الرائعة التي نعتبرها حدثاً جميلاً في حياتنا
لنراجع أوراق هذه السنة التي شارفت على الإنتهاء اليوم .. يا ترى ماذا حققنا ..؟ ماذا أنجزنا ..؟ وهل نحن إيجابيين ومؤثرين ..؟
هل استغلينا المواقف الصعبة لنقفز بها إلى أشخاص أقوياء عظماء كالمشاهير الذين غالَبوا الصعاب .. وحاولوا واستمروا بالبحث والتنقيب والتجارب .. وعادوا الكرة بعد الكرة الى أن حفرت أسمائهم بماء الذهب في مجلدات التاريخ الخالدة ..؟
أم لازلنا نختلق المعاذير .. ونُعلق أخطاؤنا وقعودنا لأننا ضحايا الظروف القاهرة .. وأبناء الأسرة الظالمة .. وأصحاب البيئة الجاهلة .. ونُندب حظنا العاثر الذي بسببه جعلنا واقفون مخفقون وعاجزون في أماكننا ..؟
لا تتحجج بأنك خالي من المعطيات والقدرات فلن تكون أعلم من الله الذي خلقك وسواك فعدلك .. الذي قال في كتابه الكريم : " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ "
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
لا تستصعب الأعمال الخيرة النيرة التي تعود عليك بالبركة والفائدة .. ولا تستصعب النجاحات والإنجازات فالمنجزين لم يتفوقوا عليك بخلايا دماغية ليست لديك .. فكل ما لهم هو لك تماماً .. لا تقل حاولت وفشلت .. بل حاول و واصل لأن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال : "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف , واستعن بالله ولا تعجِز، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن (لو) تفتح عمل الشيطان"
إذ أن السر والفرق يعود الى حديث النفس فقط .. فهل تُحدث نفسك بالقوة والإصرار والعزيمة والإرادة وإن كنت ضعيفاً مبدئياً بعض الشي ..؟
أم أنك تُحدثها بعبارات الفشل والكسل .. واليأس والتقاعس .. وأنك ضحية العائلة والمجتمع فلا يناسبك النجاح بل القبوع في مكانك ..؟
أم أنك تهزأ وتسخر من إنتاجك وكأن الجميع خرجوا من بطون أمهاتهم يعلمون .. وكأن البداية مشروطة أن تكون موفقة ومبدعة ومميزة ..؟
إن كانت تلك الكلمات السيئة السلبية لازالت في عقلك الباطن التي تؤثر على عقلك الظاهر لا شعورياً .. فصدق بأنك لن تنجح ما حييت .. لأنه يجب عليك
" التخلية قبل التحلية "
بمعنى أن تتخلى عن الصفات التي تقودك الى الإحباط والإخفاق .. بالتالي يمكنك أن تتحلى على الصفات التي تقودك الى العطاء والنجاح
* هل تعلم أن الشيخ ابن باز (رحمه الله) كان يتيماً وفقد بصره وهو ابن العشرين عاماً ومع ذلك حفظ القرآن قبل سن البلوغ وبرز في العلوم الشرعية
ولازم البحث والتدريس والحلقات والتأليف وبرامج الإذاعة كل السنوات بالرغم من منصبة العالي كمفتي المملكة العربية السعودية ..!!
* الشيخ ورجل الأعمال السعودي سليمان الراجحي ترك الدراسة وهو في الصف الثاني الإبتدائي وبدأ العمل بحمل الأخشاب ثم بشراء الحلوى وحمل أمتعة الناس وصب الشاي والطبخ والخدمة بالتالي زادت أموالة وكبر بالتجارة إلى أن أصبحت أخيراً ثروته 8و11 مليار دولار فهو أحد أثرياء العرب المحترمين .. ومن أشهر أقواله ( لو ربطنا كل أمورنا بالقران لوجدنا أنفسنا نبدع ونقود العالم )
* رجل الأعمال الكبير السعودي عبدالرحمن الجريسي توفى والده وهو ابن السنتين وعاش مع جده وترك الدراسة بعدما أتم الخامسة الإبتدائية لكنه لم يجعل ذلك عائقاً أمام تطوير نفسه بل تحدى كل الصعاب وحصل على دورات الحاسب وإدارة الأعمال وأجاد اللغتين الإنجليزية والإيطالية وعمل بالتجارة بأجر قدره عشرون ريالاً فقط وأستمر بهذا المجال الى أن أصبحت ثروته ما يقارب ملياري دولار ..!
* أم نسيت البطل أحمد ياسين (رحمه الله) توفى والده وهو ابن خمس سنين وأصبح مشلولاً طيلة حياته وفقد بصره في العين اليسرى وتعبه من الحساسية بالرئتين وله احدى عشر ابن ومع ذلك شارك وكافح بالمظاهرات الى أن أصبح رمزاً مشهوراً واعتقل مرات كثيرة واستمر على خطاه رغم كل الصعاب ..!!
* هل تعلم أن ابن اللبان الأصبهاني حفظ القرآن الكريم وهو ابن خمس سنين فقط .. وحضر مجلس ابن المقري ليسمعون له وهو ابن اربع سنين ..!!
* أم تعلم أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : أنه إذا أمسك بذراع رجل لم يستطع أن يتنفس .. !!
* هل تعلم أن الإمام الشافعي حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين فقط .. ويختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة ..!!
وغيرهم الكثير من العمالقة الجهابذة الذي حفروا أسمائهم في سماء الكفاح والنجاح والإبداع
الأعمال الناجحة كثيرة لا حصر لها ولكن أُفضل أن أطرح شيئاً منها لعل وعسى في ذلك فائدة نافعة :-
تطوير وتفعيل تخصصك الدراسي .. إثراء مواهبك لصالحك وصالح مجتمعك .. بناء مساجد أو مدارس أو مراكز قيمة ..
حفظ القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .. مساعدة الأسر المحتاجة مالياً أومعنوياً
بشكل تفصيلي :-
إقرأ .. إكتب .. ألّف كتاباً .. إعد شريطاً .. إخطب بالمساجد .. أصدر مجلة .. أُخرج مطويه .. وزِع كُتيب .. إشتغل بالعمل الخيري .. تطوع بدار التحفيظ .. شارك في دار العجزة .. إذهب لدار الأيتام .. تدرب بقول النصيحة .. إصلح ذات البين .. فسّر أحلام .. تمرس على الحاسب .. تعلم لغات .. دوّن خواطر
إرسم .. صمم .. بارز.. غامر .. حاور .. تاجِر .. حاضِر .. إزرع .. إخترع .. إطبخ .. أحفظ .. إنشد .. إنصح .. ساعد .. أنفق ...
* خذ ما يناسب إمكانياتك وطموحاتك وقدراتك .. ركِز على نِعَم نفسك ولا تنظر الى نِعَم الآخرين .. لا تبدأ بعمل مقارنات وتأنيب الضمير وإرهاق النفسيات
* أعلم أن لا أحد معصوم من الإخفاق والأخطاء لأن كل ابن آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون .. وليكن شعارك " ما فات مات وانقضى " .. واليوم هو يومك الذي ينتظرك بفارغ الصبر
* جرّب ونوّع وابدّع .. كثّر المطالعة والمناظرة .. فكّر وكرّر واختّر وقرّر حتى تجد نفسك وتفجر طاقاتك الكامنة .. واعزم وتوكل الله على الله وثق بأن الله يبارك بجهدك وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا
* تذكر أن توماس أديسون الشهير أفضل المخترعين على مر العصور قال: ( الإبداع 1% إلهام و99% جهد وعرق )
* لا ترافق المتشائمين والفاشلين لأنهم مَنبت التثاقل والتكاسل بل هم مدينة الإحباط والإنحطاط .. لا تكون كالجاهلين الذين يغنون على أمجاد غيرهم .. ولا كالمتكبرين الذين يفتخرون بأموال والديهم .. ولا كالعنصريين الذين يرقصون على نسبهم
* رافِق وتعرّف على سير العظماء وإنظر الى صبرهم ومحاولاتهم وتاريخهم .. تأمل الى كلماتهم وتفكيرهم وانطباعهم مع المشاكل .. وأنظر الى رؤيتهم وسلوكهم مع الأحباب والأعداء والحياة ككل " وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
* إرفع المعنويات .. واشحذ الهمم لتصل الى القمم .. واستنفر الطاقات
* لا تعيش على هامش الحياة لأنك ستحاسب مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدماُ عبد يوم القيامة حتى يسأل عن : عمره فيما أفناه , وعن علمه فيما فعل , وعن ماله من أين اكتسبه , وفيما أنفقه , وعن جسمه فيما أبلاه )
وأخيراً
تذكر أنك ابن الإسلام .. قائل السلام .. طالب العَلام .. باني الدعوة .. ابن نهضة .. لك قدوه .. خلقت لهدف .. ولك الشرف
فإستغل هذا السلاح بالعلم المبين .. والإنجاز المتين .. إستغل هذا السلاح بالحياة الساطعة والقوانين القاطعة
لك يا إبن الإسلام الآيات والمعجزات والعِظات والإنجازات والخيرات والبركات بخلاف غيرك
فإستغل هذا السلاح في الكفاح والنجاح والصلاح والفلاح .. إستغله بالخير والنور والطهر
كن مُباركاً أينما حللت .. نافعاً أينما وطئت .. مًكافحاً مهما واجهت .. مُثابراً مهما تعبت
مقالة اعجيتنى ونقلتها لكم احبتى الفطاحلة
وكل عام وانتم بخير