العودة   منتديات الفطاحله > المنتديات العامة/يمنع الفيديو > العقيدة والحياة

العقيدة والحياة لكل مايجمع كلمة المسلمين ويجتمعون عليه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-11-2008, 02:04 AM   رقم المشاركة : 1
راجي الحاج
(ابو معاويه)V.I.P/عضو شرف
 الصورة الرمزية راجي الحاج





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :راجي الحاج غير متواجد حالياً

 

افتراضي سلسلة الحج1


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197
تعريف الحج
الحج لغة القصد
وشرعاً: قصد مكة المكرمة ، والمشاعر المقدسة للنسك.
حكمه
ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ، من جحد وجوبه فقد كفر.
دليل الحج الكتاب ومن السنة
ﭧ ﭨ
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97
قال الأمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي في تفسيره

وقوله: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } هذه آية وُجُوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة:196] والأول أظهر.
وقد وَرَدَت الأحاديثُ المتعددة بأنه أحدُ أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا، وإنما يجب على المكلَّف في العُمْر مَرّة واحدة بالنص والإجماع.
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القُرَشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ فَحُجُّوا". فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قُلْتُ : نَعَمْ، لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ". ثم قال: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ". ورواه مسلم، عن زُهَير بن حرب، عن يزيد بن هارون، به نحوه.
وقد روى سُفْيان بن حسين، وسليمان بن كثير، وعبد الجليل بن حُمَيد، ومحمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي سنَان الدؤلي -واسمه يزيد بن أمية-عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يَأيُّهَا النَّاسُ، إنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُم الحَجَّ". فقام الأقرع بن حابس فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ قال: "لَوْ قُلْتُهَا، لَوَجَبَتْ، ولَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تَعْمَلُوا بِهَا؛ الحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ".
رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم من حديث الزهري، به. ورواه شريك، عن سِمَاك، عن عِكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وروي من حديث أسامة يزيد.

[]قال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وَرْدَان، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البَخْتَرِيّ، عن علِيّ قال: لما نزلت: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فسكت، قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ قال: "لا ولَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ". فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }
وكذا رواه الترمذي، وابن ماجة، والحاكم، من حديث منصور بن وَرْدان، به: ثم قال الترمذي: حسن غريب. وفيما قال نظر؛ لأن البخاري قال: لم يسمع أبو البَخْتَرِيّ من عليّ .
وقال ابن ماجة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، حدثنا محمد بن أبي عُبَيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله، الحج في كل عام؟ قال: "لَوْ قُلْتُ: نعم، لوجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، ولَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا لَعُذِّبتُمْ".
وفي الصحيحين من حديث ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن جابر، عن سُراقة بن مالك قال: يا رسول الله، مُتْعَتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: "لا بَلْ لِلأبَدِ". وفي رواية: "بل لأبَد أبَدٍ" .
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن أبي داود، من حديث واقد بن أبي واقد الليثي، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته: "هَذِه ثُمَّ ظُهُورَ الحُصْر" يعني: ثم الزَمْنَ ظُهور الحصر، ولا تخرجن من البيوت.
وأما الاستطاعة فأقسام: تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه، وتارة بغيره، كما هو مقرر في كتب الأحكام.
قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا عَبْدُ بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا إبراهيم بن يزيد قال: سمعت محمَّد بن عَبَّاد بن جعفر يحدث عن ابن عمر قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مَن الحاجّ يا رسول الله؟ قال: "الشَّعثُ التَّفِل" فقام آخر فقال: أيّ الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: "العَجُّ والثَّجُّ"، فقام آخر فقال: ما السبيل يا رسول الله (؟ قال: "الزَّادُ والرَّاحِلَة".

من حديثه، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. كذا قال هاهنا. وقال في كتاب الحَجّ: هذا حديث حسن .
لا يشك أن هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات سوى الخوزي هذا، وقد تكلموا فيه من أجل هذا الحديث.
لكن قد تابعه غيره، فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن محمد بن عباد بن جعفر قال: جلست إلى عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما السبيل؟ قال: "الزَّادُ والرِّحْلَة". وكذا رواه ابن مَرْدُويَه من رواية محمد بن عبد الله بن عُبَيد بن عمير، به.
ثم قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن ابن عباس، وأنس، والحسن، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والربيع بن أنس، وقتادة -نحو ذلك.
وقد روي هذا الحديث من طُرُق أخَر من حديث أنس، وعبد الله بن عباس، وابن مسعود، وعائشة كُلها مرفوعة، ولكن في أسانيدها مقال كما هو مقرر في كتاب الأحكام، والله أعلم.
وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مَرْدُويه بجمع طرق هذا الحديث. ورواه الحاكم من حديث قَتَادَة) عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : { مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } فقيل ما السبيل ؟ قال: "الزَّاد والرَّاحِلَة". ثم قال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا ابن عُلَيَّة، عن يُونس، عن الحسن قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } قالوا: يا رسول الله، ما السبيل؟ قال: "الزَّادُ والرَّاحِلَةُ
ورواه وَكِيع في تفسيره، عن سفيان، عن يونس، به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، عن إسماعيل -وهو أبو إسرائيل الملائي-عن فُضَيْل -يعني ابن عمرو-عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَجَّلُوا




إلى الحَجِّ -يعني الفريضة-فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرضُ لَهُ
وقال أحمد أيضًا: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحسن بن عمرو الفُقَيْمي، عن مِهْرَان بن أبي صفوان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ".
ورواه أبو داود، عن مسدد، عن أبي معاوية الضرير، به.
وقد روى ابن جُبَير، عن ابن عباس في قوله: { مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } قال: من مَلَك ثلاثمائة دِرْهم فقد استطاع إليه سبيلا.
وعن عِكْرمة مولاه أنه قال: السبيل الصِّحَّة.
وروى وَكِيعُ بن الجَرّاح، عن أبي جَنَاب -يعني الكلبي-عن الضحاك بن مُزاحِم، عن ابن عباس قال: { مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } قال: الزاد والبعير.
وقوله: { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: أي ومن جَحَد فريضة الحج فقد كفر، والله غني عنه.
وقال سَعيد بن منصور، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن عِكْرِمة قال: لما نزلت: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } قالت اليهود: فنحن مسلمون. قال الله، عز وجل فاخْصَمْهُمْ فَحَجَّهُمْ -يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى الْمسلمِينَ حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاع إِلَيْه سَبِيلا" فقالوا: لم يكتب علينا، وأبَوْا أن يحجوا. قال الله: { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.
وروى ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، نَحْوَه.
وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، أخبرنا مسلم بن إبراهيم وشَاذ بن فياض قالا أخبرنا هلال أبو هاشم الخُراساني، أخبرنا أبو إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً وَلَمْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ، فَلا يَضُرُّهُ مَاتَ يَهُودِيّا أوْ نَصْرانِيّا، ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ قَالَ: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } .
ورواه ابن جرير من حديث مسلم بن إبراهيم، به.
وهكذا رواه ابنُ أبي حاتم عن أبي زُرْعة الرازي: حدثنا هلال بن فياض، حدثنا هلال أبو هاشم


والدليل من السنه
روى الحافظ المحدث محمد بن

إسماعيل البخاري رحمة الله في صحيحة في كتاب الأيمان من صحيحة قال باب بني الإسلام على خمس قال

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ


قال الأمام الحافظ المحدث أبو الفضل أحمد على بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله
قوله : ( حنظلة بن أبي سفيان ) هو قرشي مكي من ذرية صفوان بن أمية الجمحي , وعكرمة بن خالد هو ابن سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي , وهو ثقة متفق عليه , وفي طبقته عكرمة بن خالد بن سلمة بن هشام بن المغيرة المخزومي , وهو ضعيف , ولم يخرج له البخاري , نبهت عليه لشدة التباسه , ويفترقان بشيوخهما , ولم يرو الضعيف عن ابن عمر . زاد مسلم في روايته عن حنظلة قال : سمعت عكرمة بن خالد يحدث طاوسا أن رجلا قال لعبد الله بن عمر : ألا تغزو ؟ فقال : إني سمعت . . . فذكر الحديث . ( فائدة ) : اسم الرجل السائل حكيم , ذكره البيهقي . قوله : ( على خمس ) أي دعائم . وصرح به عبد الرزاق في روايته . وفي رواية لمسلم على خمسة أي أركان . فإن قيل الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد ؟ أجيب بجواز ابتناء أمر على أمر ينبني على الأمرين أمر آخر . فإن قيل : المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه , أجيب : بأن المجموع غير من حيث الانفراد , عين من حيث الجمع . ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان , فما دام الأوسط قائما فمسمى البيت موجود ولو سقط مهما سقط من الأركان , فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت , فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد , وبالنظر إلى أفراده أشياء . وأيضا فبالنظر إلى أسه وأركانه , الأس أصل , والأركان تبع وتكملة . ( تنبيهات ) : أحدها : لم يذكر الجهاد لأنه فرض كفاية ولا يتعين إلا في بعض الأحوال , ولهذا جعله ابن عمر جواب السائل , وزاد في رواية عبد الرزاق في آخره : وإن الجهاد من العمل الحسن . وأغرب ابن بطال فزعم أن هذا الحديث كان أول الإسلام قبل فرض الجهاد , وفيه نظر , بل هو خطأ , لأن فرض الجهاد كان قبل وقعة بدر , وبدر كانت في رمضان في السنة الثانية , وفيها فرض الصيام والزكاة بعد ذلك والحج بعد ذلك على الصحيح . ثانيها : قوله " شهادة أن لا إله إلا الله " وما بعدها مخفوض على البدل من خمس , ويجوز الرفع على حذف الخبر , والتقدير منها شهادة أن لا إله إلا الله . أو على حذف المبتدأ , والتقدير أحدها شهادة أن لا إله إلا الله . فإن قيل : لم يذكر الإيمان بالأنبياء والملائكة وغير ذلك مما تضمنه سؤال جبريل عليه السلام , أجيب بأن المراد بالشهادة تصديق الرسول فيما جاء به , فيستلزم جميع ما ذكر من المعتقدات . وقال الإسماعيلي ما محصله : هو من باب تسمية الشيء ببعضه كما تقول : قرأت الحمد وتريد جميع الفاتحة , وكذا تقول مثلا : شهدت برسالة محمد وتريد جميع ما ذكر . والله أعلم . ثالثها : المراد بإقام الصلاة المداومة عليها أو مطلق الإتيان بها , والمراد بإيتاء الزكاة إخراج جزء من المال على وجه مخصوص . رابعها : اشترط الباقلاني في صحة الإسلام تقدم الإقرار بالتوحيد على الرسالة , ولم يتابع , مع أنه إذا دقق فيه بان وجهه , ويزداد اتجاها إذا فرقهما , فليتأمل . خامسها : يستفاد منه تخصيص عموم مفهوم السنة بخصوص منطوق القرآن , لأن عموم الحديث يقتضي صحة إسلام من باشر ما ذكر , ومفهومه أن من لم يباشره لا يصح منه , وهذا العموم مخصوص بقوله تعالى ( والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم ) على ما تقرر في موضعه . سادسها : وقع هنا تقديم الحج على الصوم , وعليه بنى البخاري ترتيبه , لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن ابن عمر بتقديم الصوم على الحج , قال , فقال رجل : والحج وصيام رمضان , فقال ابن عمر : لا , صيام رمضان والحج , هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهى . ففي هذا إشعار بأن رواية حنظلة التي في البخاري مروية بالمعنى , إما لأنه لم يسمع رد ابن عمر على الرجل لتعدد المجلس , أو حضر ذلك ثم نسيه . ويبعد ما جوزه بعضهم أن يكون ابن عمر سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم على الوجهين ونسي أحدهما عند رده على الرجل , ووجه بعده أن تطرق النسيان إلى الراوي عن الصحابي أولى من تطرقه إلى الصحابي , كيف وفي رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج , ولأبي عوانة - من وجه آخر عن حنظلة - أنه جعل صوم رمضان قبل , فتنويعه دال على أنه روي بالمعنى . ويؤيده ما وقع عند البخاري في التفسير بتقديم الصيام على الزكاة , أفيقال إن الصحابي سمعه على ثلاثة أوجه ؟ هذا مستبعد . والله أعلم . ( فائدة ) اسم الرجل المذكور يزيد بن بشر السكسكي , ذكره الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى .

يجب الحج في العمر مرة على المستطيع

قال الأمام الحافظ المحدث أبو الحجاج مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رحمة الله في كتاب الحج باب فرض الحج مرة في العمر

و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ


وقال الأمام الحافظ المحدث الفقيه أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي رحمة الله في شرحه على صحيح مسلم

قوله صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت , ولما استطعتم , ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم , فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم , وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ) هذا الرجل السائل هو ( الأقرع بن حابس ) كذا جاء مبينا في غير هذه الرواية , واختلف الأصوليون في أن الأمر هل يقتضي التكرار ؟ والصحيح عند أصحابنا لا يقتضيه . والثاني يقتضيه . والثالث : يتوقف فيما زاد على مرة على البيان فلا يحكم باقتضائه ولا بمنعه , وهذا الحديث قد يستدل به من يقول بالتوقف ; لأنه سأل فقال أكل عام ؟ ولو كان مطلقه يقتضي التكرار أو عدمه لم يسأل ولقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا حاجة إلى السؤال , بل مطلقه محمول على كذا , وقد يجيب الآخرون عنه بأنه سأل استظهارا واحتياطا . وقوله : ( ذروني ما تركتكم ) ظاهر في أنه لا يقتضي التكرار , قال الماوردي : ويحتمل أنه إنما احتمل التكرار عنده من وجه آخر , لأن الحج في اللغة قصد فيه تكرر , فاحتمل عنده التكرار من جهة الاشتقاق لا من مطلق الأمر , قال : وقد تعلق بما ذكرناه عن أهل اللغة ها هنا من قال بإيجاب العمرة , وقال : لما كان قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت } يقتضي تكرار قصد البيت بحكم اللغة والاشتقاق , وقد أجمعوا على أن الحج لا يجب إلا مرة كانت العودة الأخرى إلى البيت تقتضي كونها عمرة ; لأنها لا يجب قصده لغير حج وعمرة بأصل الشرع , وأما قوله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت . ففيه دليل للمذهب الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يجتهد في الأحكام , ولا يشترط في حكمه أن يكون بوحي , وقيل : يشترط , وهذا القائل يجيب عن هذا الحديث بأنه لعله أوحي إليه ذلك . والله أعلم . قوله صلى الله عليه وسلم : ( ذروني ما تركتكم ) دليل على أن الأصل عدم الوجوب , وأنه لا حكم قبل ورود الشرع , وهذا هو الصحيح عند محققي الأصوليين لقوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) هذا من قواعد الإسلام المهمة , ومن جوامع الكلم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم , وبدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام كالصلاة بأنواعها , فإذا عجز عن بعض أركانها أو بعض شروطها أتى بالباقي , وإذا عجز عن بعض أعضاء الوضوء أو الغسل غسل الممكن , وإذا وجد بعض ما يكفيه من الماء لطهارته أو لغسل النجاسة فعل الممكن , وإذا وجبت إزالة منكرات أو فطرة جماعة من تلزمه نفقتهم أو نحو ذلك , وأمكنه البعض فعل الممكن , وإذا وجد ما يستر بعض عورته أو حفظ بعض الفاتحة أتى بالممكن ; وأشباه هذا غير منحصرة , وهي مشهورة في كتب الفقه , والمقصود التنبيه على أصل ذلك , وهذا الحديث موافق لقول الله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } وأما قوله تعالى : { اتقوا الله حق تقاته } ففيها مذهبان أحدهما : أنها منسوخة بقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } والثاني وهو الصحيح أو الصواب وبه جزم المحققون أنها ليست منسوخة , بل قوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } مفسرة لها ومبينة للمراد بها , قالوا : { وحق تقاته } هو امتثال أمره واجتناب نهيه , ولم يأمر سبحانه وتعالى إلا بالمستطاع , قال الله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } . وقال تعالى : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } والله أعلم . وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( واذا نهيتكم عن شيء فدعوه ) فهو على إطلاقه , فإن وجد عذر يبيحه كأكل الميتة عند الضرورة , أو شرب الخمر عند الإكراه , أو التلفظ بكلمة الكفر إذا أكره , ونحو ذلك , فهذا ليس منهيا عنه في هذا الحال . والله أعلم . وأجمعت الأمة على أن الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة بأصل الشرع , وقد يجب زيادة بالنذر , وكذا إذا أراد دخول الحرم لحاجة لا تكرر , كزيارة وتجارة على مذهب من أوجب الإحرام لذلك بحج أو عمرة , وقد سبقت المسألة في أول كتاب الحج . والله أعلم .

والبقية تتبع إن شاء الله






توقيع راجي الحاج
 
  رد مع اقتباس
قديم 20-11-2008, 04:00 PM   رقم المشاركة : 2
شذى العطر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


الاخ راجي الحاج
جزاك الله خيرا
وجعله لك في ميزان حسناتك
لك كل الشكر والامتنان







توقيع شذى العطر
 
  رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 12:57 AM   رقم المشاركة : 3
حوريه
عضو شرف
 الصورة الرمزية حوريه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :حوريه غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


جزاك الله خيرا راااجي
وجعله في ميزان حسناتك ووالديك
مجهود رااائع تشكر عليه







توقيع حوريه
 
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
  رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 04:01 PM   رقم المشاركة : 4
الطامي
منصور المري/شاعر/نائب المشرف العام
 الصورة الرمزية الطامي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الطامي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


راجي
مجهود رائع اثابك الله عليه
شكرا لك اخي
ولاهنت عيني







توقيع الطامي
 
ماتعودنا على خضع الجماهي=غير للي خالق انسه وجِنه
الفعول اخير من حكي الفكاهي=وكل رجال بفعله فاح بِنه
  رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 05:03 PM   رقم المشاركة : 5
سالم المغيلث
مشارك
 الصورة الرمزية سالم المغيلث





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :سالم المغيلث غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


راجي مشكوووور يالغالي وتسلم يمينك والله يجزاك الف خير
تحياتي







توقيع سالم المغيلث
 
  رد مع اقتباس
قديم 25-11-2008, 03:33 PM   رقم المشاركة : 6
راجي الحاج
(ابو معاويه)V.I.P/عضو شرف
 الصورة الرمزية راجي الحاج





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :راجي الحاج غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى العطر مشاهدة المشاركة
الاخ راجي الحاج
جزاك الله خيرا
وجعله لك في ميزان حسناتك
لك كل الشكر والامتنان
حياك الله اختنا

وشكرا لك






توقيع راجي الحاج
 
  رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 12:07 AM   رقم المشاركة : 7
حي الضمير
خالد الحمد/ شاعر/عضو شرف
 الصورة الرمزية حي الضمير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :حي الضمير غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


جزاك الله خير ياراجي
موضوع قيّم وفي وقته







توقيع حي الضمير
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
  رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 02:08 AM   رقم المشاركة : 8
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


اخى الرائع راجى

جزاك الله خير الجزاء

والله يقبل من الحجاج

صالح الاعمال

سلمت ودمت بخير







توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 10:24 PM   رقم المشاركة : 9
طَعْمُ المَسَاءِ
أديبه V.I.P
 الصورة الرمزية طَعْمُ المَسَاءِ







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :طَعْمُ المَسَاءِ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة الحج1


دَائِمَاً أَيُّهَا الطَّاهِرُ تُسَابِقُ الهَوَاءَ فِي طَرْحِ كُلِّ عَظِيمٍ

دَائِمَاً أَيُّهَا الصَّادِقُ تُنَافِسُ الضَّوْءَ فِي إِدْراجِ كُلُّ خَيْرٍ

نَشْتَمُّ رَائِحَةَ الابْيِضَاضِ مَعَ كُلِّ سَطْرٍ

وَ يَلْهَجُ اللِّسَانُ لا إِرَادِيَّاً

للهِ دُرَّكَ

ثُمَّ للهِ دُرَّكَ


حَفِظَكَ الله بِحِفْظِهِ يَا سَيِّدِي

وَ بَارَكَكَ الخَالِقُ أَيْنَمَا كُنْت وَ أَيْنَمَا تَكُونُ

وَ بَانْتِظَارِ البَقِيَّة

احْتِرَامِّي وَ عَمِيقُ وَقَارِّي






توقيع طَعْمُ المَسَاءِ
 
{...كُنْتُ وَ مَا زِلْتُ .../ أُقَدِّسُ حَرْفِّي ....!!!
  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2010, 08:15 PM   رقم المشاركة : 10
البواسل
ضيف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :البواسل غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بارك الله فيك
جميل ما اطلعت عليه
تحياتي







توقيع البواسل
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة سوالف ذيب السنافي (الحلقة الثانية) ذيب السنافي القصة والرواية والمقال 16 20-08-2014 11:54 AM
سلسلة (( تعلم الشعر بسهوله )) يوسف الشقران اكاديمية الشعر النبطي 47 08-01-2013 12:55 AM
سلسلة بعض الأحداث الطائر المهاجر تاريخ وآثار 15 16-12-2010 06:50 AM
فضائل سور القرآن الكريم الخنساء العقيدة والحياة 15 16-12-2010 06:50 AM
سلسلة مقالات الطائر المهاجر .... الطائر المهاجر القصة والرواية والمقال 15 16-12-2010 06:50 AM


الساعة الآن 03:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة