العودة   منتديات الفطاحله > المنتديات العامة/يمنع الفيديو > تاريخ وآثار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-10-2007, 11:44 PM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي التنقيب عن الآثار في السعوديه


عام 1384هـ ، أتجهت أول بعثة لمسح منطقة العلا والحجر وتيماء ، وقد أسفرت نتائج أعمال هذه البعثة عن اكتشاف عدد من مواقع المدن الإسلامية والقديمة والمستوطنات السكنية، وأعقب ذلك عام 1385هـ مسح للنقوش والرسوم الصخرية ، حيث تم تسجيل مواقع النقوش والرسوم الصخرية في كل من بئر حما في منطقة نجران ، وتسجيل النقوش في منطقة عرعر بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصصين السعوديين بجانب عدد من البعثات العلمية الأجنبية ، كما شاركت أيضاً في إجراء مسح أثري للمنطقة الشرقية في عام 1388هـ ، والتي أسفرت نتائجها عن اكتشاف وتسجيل أكثر من عشرين موقعاً أثرياً يعود لمختلف العصور ، وكذلك إرسال بعثة لمسح المنطقة الجنوبية،
وكانت حصيلة أعمال المسح كبيرة جداً حيث تم حصر ما يربو على أربعة آلاف موقع أثري ، تنتمي إلى عصور وأزمنة مختلفة ، بدءاً من العصور السحيقة إلى عصور ماقبل التاريخ حتى العصور التاريخية مروراً بالعصر الإسلامي بفتراته المختلفة،
ومن أهم الحفريات التي أجريت في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية على النحو الآتي:
1. حفرية الدوادمي.
2. حفرية الثمامة بمنطقة الرياض.
3. حفرية جنوب الظهران.
4. حفرية الصناعية بتيماء.
5. حفرية قصر الحمراء بتيماء.
6. حفرية البجيدي بتيماء.
7. حفرية ثاج بالمنطقة الشرقية.
8. حفرية زبيدة بالقصيم.
9. حفرية الصنيميَّات بالجوف.
10. حفرية الجوف.
11. حفرية الجبيل.
12. حفرية العقير.
13. حفرية المابيات بالعلا.
14. حفرية مدائن صالح.
15. حفرية سهي جنوب جازان.
16. حفرية عثّر جازان.
17. حفرية رأس الزور بالمنطقة الشرقية.
18. حفرية الرياض.
19. حفرية الأخدود.
20. حفرية بليدة بالمزاحمية.







توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس
قديم 16-10-2007, 11:47 PM   رقم المشاركة : 2
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


رحلات الأوروبيين والعرب إلى المملكة العربية السعودية:
أ – الرحالة الأوروبيون :
شهدت الجزيرة العربية مجيء عدد من الرحالة الأوروبيين منذ القرن الخامس عشر الميلادي وذلك مع بدايات ظهور الإمبراطوريات الغربية والصراع فيما بينها بهدف الاحتلال والسيطرة على أجزاء من العالم الإسلامي في أفريقيا وآسيا ، والسيطرة على الممرات المائية الحيوية في البحر الأحمر والخليج العربي وجزر المحيط الهندي بغرض تأمين الحاميات البحرية وقوافل التجارة، ومن تلك القوى البرتغالييون والهولنديون والفرنسيون والبريطانيون.
وقد تنوعت أهداف الرحالة الغربيين، الذين وجدوا الدعم والتشجيع من دولهم، فمنهم من جاء لهدف تبشيري، ومنهم لأغراض سياسية واقتصادية ، ومنهم من جاء لأهداف علمية وحب المغامرة والاكتشاف، ويمكن ذكر بعض أهم الرحالة الأوربيين على النحو الآتي:

– لودوفيكو فارتيما (Ludovico Varthema)
وكان من أوائل الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية حيث تمكن عام 1502 م من مرافقة قافلة للحج كواحد من الجنود الأتراك، ودخل مكة وبعدها وصل إلى جدة التي غادرها إلى عدن مروراً بجازان وانتهت به الرحلة عودة إلى روما بين 1508 و 1509 م( [7]).
– كارستين نيبور: (Carsten Niebuhr)
دانماركي الأصل، أرسله ملك الدانمارك عام 1761م ضمن بعثة علمية عدد أفرادها ستة، حددت لكل منهم مهمة محددة، كان نيبور بصفته مختصاً بالرياضيات والفلك هو رسام ومساح هذه البعثة العلمية، وبعد ثمانية عشر شهراً من مغادرتها كوبنهاجن وصلت البعثة إلى مصر ومكثوا فيها عاماً تجولوا خلالها في أنحاء من مصر وشبه جزيرة سيناء.
ومن السويس غادرت البعثة إلى جدة وبقوا فيها ستة أشهر ، وبعدها غادرت إلى ميناء اللحيَّة في 29 ديسمبر 1726 م، وتجول أفراد البعثة في أجزاء من اليمن شاهدوا فيها حياة الناس وأساليب معيشتهم، وتجولوا في بعض القرى والمدن اليمنية مثل بيت الفقيه وتعز وتريم وصنعاء.
غادرت البعثة ميناء المخا إلى الهند بعد أن توفي أثنان من أفرادها في اليمن ، وتوفي اثنان آخران قبل وصولهما للهند ، وتوفي طبيب البعثة في بومباي، وبقي نيبور علي قيد الحياة حيث واصل رحلته إلى فارس والعراق وفلسطين والشام وفي طريقه، عرج نيبور على سواحل الخليج ووصف بعض مدنها وجزرها والأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها مثل مسقط والأحساء والقطيف والبحرين ، وفي البصرة سمع نيبور عن الدعوة الإصلاحية في نجد وكان تصوره عنها أنها تستهدف العودة إلى بساطة الإسلام الأولى ونبذ كل ما أدخل على العقيدة من مديح وشعائر وتخريف ، وكانت نظرة نيبور للحركة الإصلاحية هذه أنها محاولة لتوحيد نجد والقضاء على التمزق القبلي السائد فيها ، وتوقع لها أنها ستلعب دوراً مهماً في مستقبل شبه الجزيرة العربية.
عاد نيبور إلى كوبنهاجن في شهر نوفمبر 1767م وبقى فيها حتى توفي عام 1815 م عن عمر يناهز الثمانين.
حقاً لقد تركت لنا رحلة نيبور سجلاً حافلاً بالمعلومات عن الجزيرة العربية وعن أحوالها الاجتماعية والاقتصادية، وكان نيبور أول من اطلع على جوانب حضارية وثقافية وتراثية من أهمها ذكر لبعض الكتابات والنقوش القديمة، وترك لنا بعض الخرائط الجغرافية التي رسمها، منها خارطة بلاد اليمن التي بقيت مستخدمة حتى فترة من الزمن ، لقد أذكت رحلة نيبور حماس الرحالة والمستشرقين الأوربيين لإجراء المزيد من المغامرات والرحلات الاستكشافية لبلاد العرب( [8]).
– دومنغوباديالبليش– علي بيك العباسي Ali Bey el–Abbassi)
وهو عالم أسباني ادعى اعتناق الإسلام وسمى نفسه علي بيك العباسي، ويعد من أشهر الرحالة الأوروبيين الذين زاروا منطقة الحجاز. فقد وصل إلى جدة عام 1807م قادماً من طنجة مروراً بطرابلس وقبرص والقاهرة ، تمكن على بيك العباسي من الإقامة في مكة، وفي ذلك العام قام بأداء مناسك الحج وزار المدينة المنورة ، وحدد الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمكة بكل دقة ، كما أنه وصف الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الحجاز وعلى وجه الخصوص مكة المكرمة( [9]).
ومما يسترعي الانتباه هو الانطباعات التي سجلها عن جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1221هـ/1807م ويصف أخلاق جيش الإمام ، وأنهم يتحملون صامتين كل أنواع المشاق ، ويتمتعون بخصال حميدة ، ويؤدون أثمان كل مايشترونه وأجور الخدمات التي تقدم لهم بالعملة التي لديهم ، ويقول: أنه وجد جميع الوهابيين الذين تحدث إليهم على جانب من التعقل والاعتدال ، وأنهم طبقوا نصوص الشريعة كما وردت في القرآن الكريم ، وأن الناس التزموا بتعاليم الإسلام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها( [10]).
– أولريخ جاسبار سيتزن: (Ulrich Jasper Seetzen)
ألماني الجنسية ورحالة مغامر قام بجولات في أنحاء الشام ووصل إلى حدود الجزيرة، وفي عام 1809هـ اعتنق الإسلام وسمى نفسه (الحاج موسى) ، وتظاهر بالتقوى حتى لا يتهم بالجاسوسية، وتمكن من مرافقة قافلة للحج غادرت القاهرة إلى مكة مروراً بينبع، ولم يتمكن من زيارة مدائن صالح، ولكنه وصف مكة والحج واستطاع أيضاً زيارة المدينة المنورة. وكان سيتزن يسجل مشاهداته وانطباعاته عن المناطق التي يزورها ، ويبعث بها في رسائل إلى أحد أصدقائه ويدعى (فون زاخ). ومن خلال رسائله تلك عرفت رحلة ستيزن.
وفي مارس من عام 1810م غادر سيتزن جدة بحراً إلى الحديدة ، وتجول في مناطق عدة من اليمن يسجل المواقع الأثرية ومواقع الكتابات والنقوش ، ولم يكتب لرحلته أن تكتمل فقد لقى حتفه في تعز، في ديسمبر من عام 1181م. ويعد ستيزن أول من عرَّف أوربا بالكتابة الأثرية الحميرية( [11]).
– يوهن لودفيك بوركهارت: (Johann Ludwig Burckhardt)
قام الرحالة يوهن بوركهارت برحلات استكشافية إلى أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وعاش متنقلاً ومتجولاً ودارساً لحياة البدو الرحل حيث عاش معهم أياماً طوالاً وكتب عنهم وعن حياتهم، وهو سويسري الجنسية وتسمى باسم الشيخ إبراهيم عبدالله الشامي.
تحدث بوركهارت عن حياة الأنباط وعن تاريخهم ، وقام بزيارة إلى مكة المكرمة عام 1814م انطلاقاً من ميناء سواكن إلى مدينة جدة ثم أتجه إلى الطائف، وأدى فريضة الحج وقام بزيارة قصيرة للمدينة المنورة ، وتحدث عن رحلته إلى مكة قائلاً بأنها من أحلى أيام حياته التي لا ينساها ، حيث وصف سكان مدينة مكة المكرمة بالنباهة والذكاء والشجاعة وحسن الضيافة والإستقبال ، كما تحدث عن الجو الروحاني خلال فترة صيام شهر رمضان المبارك في الأماكن المقدسة ، وقدم وصفاً دقيقاً للمسجد الحرام وكيفية أداء نسك الحج ، وقد وافق وجود بوركهارت في الحجاز فترة الحملات العسكرية التي كان يقودها محمد علي باشا على المنطقة ، وبعد مغادرة بوركهارت الحجاز بسنتين وافته المنية في القاهرة في 15 أكتوبر 1815م، وترك لنا سجلاً حافلاً بالمعلومات التاريخية والاجتماعية والسياسية( [12]).
– جورج أوغسط والن: (Georg August Wallin)
فنلندي المولد عام 1811م، قام بتكليف من محمد علي بزيارة إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مرتين وتجول في منطقة النفوذ وحائل وشاطئ المويلح ، وزار أيضاً أرض مدين وتبوك وتيماء ومدينة حائل والجوف ، وقدم معلومات تاريخية وأثرية عن الأوضاع السياسية والاجتماعية عن تلك المناطق التي قام بزيارتها، وتعتبر المعلومات التي جمعها من أهم المعلومات التاريخية والأثرية التي تحدثت عن تلك المواقع( [13]).
– ريتشارد بيرتون: (Richard Francis Burton)
بريطاني الجنسية، استطاع بعد رحلة شاقة أن يصل إلى المدينة المنورة في 25 يوليو عام 1853م. حيث غادر السويس بحراً إلى ينبع ، ومن المدينة غادر إلى مكة المكرمة مستخدماً طريق الحج الشرقي ، وتمكن من أداء نسك الحج ومشاهدة المشاعر المقدسة للتعرف على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وبعدها غادر الحجاز متوجهاً إلى مصر. وبعد مغامرات ورحلات استشكافية متعددة في أفريقيا عاد بيرتون إلى الجزيرة العربية في 19 ديسمبر 1877م بعد ربع قرن من زيارته الأولى، وفي هذه المرة تجول في شمال غرب الحجاز بدعم وتمويل من الخديوي اسماعيل للبحث عن الذهب في المناجم القديمة في أرض مدين القديمة لتعزيز الخزائن المصرية، غير أن البعثة التي كان يرأسها لم تظفر بشيء وعادت خالية الوفاض اللهم إلا عينات من الصخور التي جمعوها من ثمانية عشر موقعاً بلغت خمسة وعشرين طناً من العينات ليس فيها كما يُذْكَر قطعة واحدة من الذهب ، لكن الرحلة الأخيرة هذه عرَّفْته على الجانب الأثري والحضاري للمنطقة ، وعلى أي حال فإن كتابات بيرتون عن مشاهداته في الحجاز وفي مدين تعد من المصادر التاريخية المهمة( [14]).
– تشارلز داوتي : (Charles Montagu Doughty)
رحالة بريطاني الجنسية، ومستكشف ماهر ، وعارف باللغات ، وصل إلى القاهرة ومنها غادر إلى صحراء سيناء عام 1875م حتى وصل البتراء؛ وهناك سمع عن مدائن صالح ، تنكر داوتي في زي رجل سوري واستطاع زيارة المنطقة الشمالية ، وقام بجمع مجموعة كبيرة من النقوش الشمالية المنتشرة على الجبال الواقعة في كل من تيماء ومدائن صالح والعلا.
وزار مدينة حائل واستقبل فيها استقبالاً حافلاً وأُكْرِمَ ، ووعده أميرها محمد بن رشيد بأنه سيصبح له شأن كبير إذا هو دخل في الدين الإسلامي، بعد ذلك ذهب إلى خيبر ، ومنها اتجه إلى عنيزة ، ثم قام بمرافقة قافلة متجهة إلى الحجاز ولم يتمكن من دخول مكة وكاد أن يُقْتَل في مكة بسبب عدم نطقه للشهادة، وقد أنقذ وغادر إلى الطائف بصحبة خادم شريف مكة ، وبعد حوالي عشر سنوات من مغادرته الجزيرة العربية ظهر كتابه المشهور (الصحراء العربية) الذي يعد أحد أبرز المراجع الأجنبية التي سجلت معلومات عن آثار المنطقة وجوانب من معالمها الجغرافية والاجتماعية( [15]).
– كريستيان سنوك : (Cristian Snouck Huggrnje)
الرحالة كريستيان سنوك هورخرونيه هولندي الجنسية، أعلن إسلامه وسمى نفسه عبد الغفار، وتحدثت كتاباته ومؤلفاته عن المشاهدات التاريخية في منطقة البحر الأحمر ومكة المكرمة، حيث زار مكة المكرمة ومكث فيها ستة أشهر ونصف، ودرس أحوالها ومسالكها وعادات وتقاليد المجتمع فيها ، وقد ألف كتاباً في مجلدين سماه (مكة في أواخر القرن التاسع عشر) تناول فيه الموقع الجغرافي لمكة المكرمة وتاريخها منذ فجر الإسلام وحتى فترة المؤلف، شاملاً مشاهداته وانطباعاته عن الحياة في مكة بمختلف أوجهها ، ومما زاد من أهمية الكتاب اشتماله علي صور فوتوغرافية نادرة لمكة المكرمة والحرم الشريف وعادات وتقاليد المجتمع المكي ، حيث تعد هذه الصور مصدراً تاريخياً مهماً للدارسين والباحثين ، توفي سنوك في 4 يوليو 1936م /1355هـ ( [16]) .
– تشارلز هوبر: (Charles Huber)
رحالة فرنسي، تجول في مناطق عدة من شمال المملكة، شملت منطقة حائل وأجزاء من منطقة نجد وسار على درب زبيدة قاطعاً النفوذ الكبير مروراً بجدة ، لقى مصرعه في ينبع سنة 1884م، ونشرت مذكراته بواسطة الجمعية الجغرافية الفرنسية في باريس باسم: (رحلة في الجزيرة العربية) وذلك في عام 1891م ، تتميز كتابات هوبر بأنها تشتمل على دراسات جرافية دقيقة ، وذِكْرٍ لمسارات الدروب والمعالم الباقية عليها، وتمكن أيضاً من جمع نقوش وكتابات كثيرة ، واشتهر هوبر كذلك بحصوله على حجر تيماء الشهير المعروض حالياً في متحف اللوفر بباريس( [17]).
– جوسين وسافينياك A. Jaussen and F. Savignaic)
باحثان فرنسيان كانا من آباء الدومينكان ومن أساتذة الكتاب المقدس بالقدس، قاما بزيارة المنطقة الشمالية من المملكة في عام 1907م وكذلك في عامي 1909، 1910م. وأبرز ما قاما به توثيق النقوش والآثار المعمارية في كل من مدائن صالح والعلا، وتعد دراساتهما تلك من أوفى وأشمل ما كتب عن هذه المنطقة لاشتمالها على خرائط ورسوم وصور فوتوغرافية، نشرت رحلتهما في سجل كبير في باريس عام 1914م( [18]).
– عبد الله فيلبي : (St. John Philby)
سانت جون فيلبي، إنجليزي الجنسية، عالم نبات ودارس للسياسة ورحالة مميز، قدر له أن يلتقي بالملك عبد العزيز إبَّان بداية توحيد المملكة وعمل لديه مستشاراً غير رسمي. أسلم وعرف فيما بعد باسم عبد الله فيلبي.
شارك فيلبي في مؤتمرات عدة ولجان ومعاهدات على النطاق السعودي والعربي والدولي، وقد كان محباً للملك عبد العزيز الذي قال فيه: " إن الملك عبدالعزيز كان عطوفاً على أهل العلم والفكر ، مكرماً لهم حتى ولو كانوا من جنسيات غير عربية ". وبدعم ومؤازرة من الملك عبد العزيز قام فيلبي برحلات استكشافية كثيرة للمواقع التاريخية والأثرية في مختلف أرجاء الجزيرة العربية، واستطاع اجتياز الربع الخالي إلى حضرموت ، له مؤلفات عديدة عن تاريخ المملكة العربية السعودية تعد من أهم ما كتب وعلى وجه الخصوص الفترة التي شاهدها وعاشها فيلبي بنفسه بحكم قربه من الملك عبد العزيز، كما أن مقالاته وكتاباته في الآثار تعد من المصادر المهمة في هذا الجانب لاشتمالها على معلومات دقيقة عن المواقع الأثرية والكتابات والنقوش، توفي فيلبي في شهر سبتمبر من عام 1960م ، وترك انتاجاً علمياً وافراً لا زال يحظى باهتمامات العلماء والدارسين على نطاق واسع( [19]).
ب – رحلات العرب :
لم تكن للعرب في العصور التي واكبت ظهور الدولة السعودية جهود تذكر مقارنة بالرحلات التي قام بها المستشرقون ومحبي المغامرات الاستكشافية، ومع ذلك فإن هناك عدداً محدوداً جداً من العرب الذين تهيأت لهم فرصة زيارة الجزيرة العربية إما للحج أو للالتقاء بالملك عبد العزيز أو ممن قدر له أن يعمل معه. وكتابات هؤلاء قد لا يكون لها صلة مباشرة بالآثار والتراث ولكنها تضمنت معلومات عن أوضاع البلاد بصفة عامة، من الناحية الاجتماعية وأساليب المعيشة والأوضاع الاقتصادية والثقاقية والعلمية التي كانت عليها، ومنهم من أشار إلى بعض الشواهد الأثرية التي وقعت عينه عليها، ومنهم من تركزت كتاباته عن الحجاز والحرمين الشريفين ، ولعلنا نشير إلى بعض هؤلاء على النحو التالي:
– إبراهيم رفعت باشا:
رئيس حرس المحمل المصري عام 1318هـ/1901م وأميراً للحج سنة 1320هـ /1903م، وكان أيضاً أميراً للحج المصري سنة 1321هـ /1904م، وسنة 1325هـ /1908م . وخلال حجاته الأربع دَون إبراهيم رفعت مشاهداته وانطباعاته عن طرق الحج التي سلكتها قافلة الحج المصري وأوضاع مكة والمدينة وجدة وحالة الناس بمنطقة الحجاز، ووضع وصفاً دقيقاً للكعبة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة والمسجد النبوي الشريف، كما سجل معلومات مهمة عن الآثار الإسلامية الباقية في الحجاز وخاصة في المدينتين المقدستين والمعالم الجغرافية المأثورة فيهما، وجاءت رحلته مسجلة في كتاب كبير من جزئين ، وقد زود مؤلفه هذا بصور فوتوغرافية التقطها المؤلف نفسه بعد أن تعلم وأتقن حرفــــة التصوير ، فجاءت الصور خير معين على توثيــق الأوضاع السائـــدة في الحجاز في ذلك الوقت، كما تضمن الكتاب خرائط ورسومات شكلت في مجموعهــا سفراً مهماً عن منطقة الحجاز والمدينتين المقدستين، صدرت الطبعة الأولى من الكتاب سنة 1344هـ /1925م ( [20]).
– محمد لبيب البتنوني:
كاتب وأديب مصري اشتغل بالأدب والتاريخ، له كتاب "الرحلة الحجازية" ألفه عندما حج بمعية الخديوي عباس باشا حلمي سنة 1327هـ، فقد وصل الخديوي توفيق إلى ميناء جدة في غرة ذي الحجة 1327هـ /15 ديسمبر 1909م، وعاد إلى مصر من المدينة المنورة بالقطار إلى تبوك في 15 يناير 1910م / شهر محرم 1328هـ ومنها إلى حيفاء ومن ثم إلى الإسكندرية بحراً والتي وصلها في 24 يناير 1910م. ويتميز هذا الكتاب بأن مؤلفه البتنوني وثَّق لفترة مهمة عندما كان تأسيس المملكة وتوحيد أجزائها في مراحلها الأولى، وتركزت مادة الكتاب على الحرمين الشريفين وشعائر الحج وأحكامه والطرق التي سلكتها قافلة الحج المصري برًا وبحرًا، ووصف المدن التي شاهدها مثل جدة ومكة والمدينة المنورة والمنازل على الطرق ووصف الحرم المكي والكعبة الشريفة والمسجد النبوي والأماكن المأثورة والتاريخية والمرافق والخدمات المتوفرة في المدينتين المقدستين من مدارس وأربطة وتكايا وأسواق وغيرها...
كما تضمنت رحتله هذه خلفية تاريخية وجغرافية عن الجزيرة العربية قبل الإسلام وعلى وجه الخصوص مكة المكرمة. وقد وثق البتنوني ما سجله في الرحلة الحجازية بالصور والرسوم والخرائط، فجاءت مادة الكتاب شاملة لمعلومات قيمة عن هذه الفترة التاريخية( [21]).
– الأمير شكيب أرسلان: (1286هـ – 1366هـ / 1869م – 1946م )
أديب ومؤرخ سياسي مشهور، وله إسهامات جليلة معروفة، حج عام 1348هـ وتجول في الطائف والمعالم الجغرافية والتاريخية حولها، واجتمع مع الملك عبد العزيز في زيارته تلك في جدة ورافق جلالته في عربته الخاصة إلى مكة المكرمة – كما اجتمع مع الملك فيصل بن عبد العزيز نائب جلالة الملك في الحجاز.
كتب الأمير شكيب أرسلان عن رحلته تلك كتاباً يعد تحفة أدبية وجغرافية وتاريخية، مزج مشاهداته في الحجاز– خاصة في مكة والطائف– بمعلومات تاريخية عن ماضي الحجاز في العهود الإسلامية الأولى. وتضمن كتابه الذي طبع بعد عامين من رحلته بعنوان: " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " معلومات جغرافية عن أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية خاصة المناطق التابعة لسيادة الدولة السعودية، ووصف طرق الحج وجهود المسلمين في عمارتها، وكتب عن المعالم التاريخية والأثرية التي شاهدها وأبدى ملاحظات وأفكار هادفة عن المشاعر المقدسة والحجاز بصفة عامة .
ومما قاله الأمير شكيب أرسلان عندما وطئت قدمه رصيف جدة: " إني عربي حر في بلاد عربية حرة – شعرت أني حر في بلادي وبين أبناء جلدتي – شعرت أن رئيسي هنا هو ابن جلدتي الذي يغار عليّ كما أغار على نفسي..." ثم شاهدت جلالة ملك هذه الديار وخادم الحرمين الشريفين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود وكان في جدة ذلك اليوم، فوجدت فيه الملك الأشم الأصيد، الذي تلوح سيماء البطولة على وجهه والعاهل الصنديد الأنجد الذي كأنما قد ثوب استقلال العرب الحقيقي على قده فحمدت الله علي أن عين رأسي فوق ما أذني سمعت وتفاءلت خيراً في مستقبل هذه الأمة"( [22]).
حقاً إن كتاب الأمير شكيب أرسلان يعد مصدراً مهماً من المصادر التاريخية والحضارية عن حقبة مهمة من مسيرة بناء المملكة العربية السعودية والتي وضع أسسها وثبت أركانها الملك عبد العزيز رحمه الله.
انتقل شكيب أرسلان إلى رحمة الله في بيروت في 9 ديسمبر 1946م /1366هـ عن عمر يناهز السابعة والسبعين .
– محمد حسين هيكل : (1305 – 1376هـ / 1888 – 1956م)
كاتب ومؤرخ وأديب مشهور ، زار الحجاز للحج منطلقاً بالباخرة من السويس في 25 فبراير 1936م /1355هـ وأدى مناسك الحج في ذلك العام ، وقابل الملك عبدالعزيز وتحدث إليه في أكثر من مناسبة ، وتجول محمد حسين هيكل في مكة وشاهد معالمها التاريخية والجغرافية المأثورة في التاريخ الإسلامي، وانتقل إلى الطائف وتقصى بعض المعالم المشهورة فيها والآثار الإسلامية المبكرة، كما زار المدينة المنورة وتجول فيها وفي المناطق المحيطة بها وشاهد كثيراً من آثارها ومعالمها الجغرافية المشهورة.
وفي 11 محرم 1356هـ/ 13 أبريل 1936م غادر هيكل المدينة المنورة إلى ينبع (مروراً ببدر) ، ومنها على ظهر الباخرة (زمزم) إلى السويس التي وصلها في 12 أبريل بعد توقف لمدة ثلاثة أيام في الطور لزوم الحجر الصحي.
أثمرت رحلة محمد حسين هيكل هذه في تأليف كتاب بعنوان "في منزل الوحي" سجل فيه المؤلف بأسلوب أدبي راق مشاهداته وانطباعاته عن الحرمين الشريفين ، ولمس بدايات إرساء دعائم الدولة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله.
كما قابل في هذه الرحلة عدداً من المسؤولين في الدولة والوجهاء والأعيان والأدباء والمفكرين وجلس مع عبد الله فيلبي وعبد القدوس الأنصاري وغيرهما وأستأنس بآرائهم عن تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية.
ويعد كتاب "في منزل الوحي" بحق تحفة أدبية وتاريخية رائعة في أدب الرحلات، وكان هيكل قبل رحلته هذه قد اطلع على كتابات بعض الرحالة الغربيين والمؤلفات التاريخية والأدبية القديمة عن الحرمين الشريفين والجزيرة العربية.
ولهذا جاء كتابه ثرياً بالمعلومات عن ماضي البلاد وحاضرها وتطلعاتها للمستقبل، والأمن الوارف الذي مد ظلاله في ربوع رقعتها الجغرافية الكبيرة ، والذي لم تشهده أرض العرب منذ قرون( [23]).
4 – الرحالة والمؤرخون السعوديون وإسهاماتهم في التعريف بآثار المملكة وحضارتها
شهدت المملكة العربية السعودية مع البدايات الأولى لتأسيسها إسهامات عدد من الرحالة والمؤرخين السعوديين ممن عايشوا حركة تأسيس الدولة الحديثة على يد مؤسسها الملك عبد العزيز رحمه الله ومن أبرز هؤلاء الشيخ محمد بن بليهد، عبد القدوس الأنصاري، حمد الجاسر، عبد الله بن خميس، محمد بن أحمد العقيلي، عاتق بن غيث البلادي، والعبودي وسعد بن جنيدل وغيرهم.
وجاءت إسهامات هؤلاء في مجال تحقيق المعالم والمواضع الجغرافية والتاريخية ومنازل القبائل الواردة في الشعر العربي القديم والمصادر التاريخية والجغرافية المبكرة وما له علاقة بأيام العرب والأحداث التي جرت في المناطق المختلفة من أرض المملكة.
ونجد فيما كتبوه معلومات وإشارات مفيدة تتعلق بالمواقع الأثرية البارزة أو المطمورة، ومواقع لوجود الرسوم الصخرية والكتابات والنقوش وغير ذلك مما له صلة بعلم الآثار ، ومن هذا المنطلق جاءت مؤلفاتهم خير معين للاستئناس بها في المسوحات الأثرية، وفيما يلي إشارة عاجلة عن بعضهم:
– الشيخ: محمد بن عبد الله بن بليهد (1310– 1377هـ / 1892 – 1957م)
عالم في الأدب والشعر، عمل في التجارة على ظهور الجمال ، وعرف جغرافية الجزيرة العربية ومعالمها الجغرافية والتاريخية ، ومنازل القبائل ، ومواقع القرى والهجر والمدن ، والطرق البرية ومسافاتها والمعالم الواقعة عليها، له ديوان شعري مطبوع أسماه "ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام" وحقق كتاب "صفة جزيرة العرب للهمداني" ، ويعد كتابه "صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار" من أهم المؤلفات في التراث الجغرافي، ويتكون من جزئين تناول فيه الأماكن الواردة في الشعر العربي القديم وخاصة المعلقات العشر وما جاء في أشعار أصحاب تلك المعلقات وغيرهم من شعراء الجاهلية والإسلام( [24]) .
وقبل وفاته رحمه الله أملى على ابنه (عبد الله بن بليهد) كتاباً أسماه: "ما تقارب سماعه وتباينت أمكنته وبقاعه"( [25]).
ويعد انتاج ابن بليهد مادة مهمة وأنموذجاً مميزاً في الجغرافية الأدبية.
– عبد القدوس الأنصاري: ( 1324 – 1403هـ / 1905 – 1983م)
كاتب وأديب ومؤرخ وعاشق للتراث، تنبَّه منذ سن مبكرة لأهمية الآثار والتراث فكتب عنه مقالات نشرت في عدد من الصحف والمجلات، وألف عدداً من الكتب في نفس الموضوع. ويعد كتاب "آثار المدينة المنورة" الذي صدر عام 1353هـ / 1935م( [26]) من أهم الكتب التي تسجل بشكل مباشر بعض المعالم التاريخية والأثرية بالمدينة المنورة، ومن مؤلفاته كتاب "تاريخ مدينة جدة" 1383هـ / 1963م ، وتاريخ العين العزيزية 1389هـ / 1969م، و"بين التاريخ والآثار 1389هـ / 1969 و"بنو سليم" 1391هـ / 1971م، و"طريق الهجرة النبوية" 1398هـ / 1978م .
ومن أهم إنجازاته رحمه الله إصداره مجلة "المنهل" عام 1357هـ / 1937م التي يجد الباحثون فيها عدداً وافراً من المقالات والتحقيقات والمشاهدات والانطباعات عن المواقع والمعالم التاريخية والأثرية والحضارية مما كان يكتبه عبد القدوس الأنصاري أو بأقلام غيره من الكتاب( [27]) .
– حمد بن محمد الجاسر: (1328هـ / 1910م)
يعد الشيخ حمد بن محمد الجاسر أبرز العلماء والباحثين في اللغة والأدب والتحقيق والتأليف في عالمنا العربي، وله سمعة عالمية لدى العلماء المتخصصين في الدراسات العربية في مختلف جامعات العالم، ويعد العلامة حمد الجاسر أيضاً أنه أقرب العلماء إلى كل دارس وباحث في حقل التاريخ والتراث والأدب في الجزيرة العربية بسبب عمله الطويل في هذا الميدان، وكان لرحلات حمد الجاسر في مختلف أرجاء الجزيرة العربية خير معين لشحذ همم الدارسين في مجال الآثار ، كما أن اطلاع الشيخ الجاسر على مؤلفات المستشرقين والرحالة الأوربيين وكتاباتهم ما يجعله يمعن النظر في إنتاجهم ويتتبع ما كتبوه عن جزيرة العرب مؤيداً ما صح منها ومصححاً مغالطاتهم وموضحاً ما غفلوا عنه. ومن أهم إسهامات الشيخ حمد الجاسر هو تحقيقه للتراث الجغرافي ورحلات الحج، فجاءت تعليقاته على تلك المصادر مصدراً من مصادر البحث العلمي لا تقل أهميته عن المصادر الأصلية.
وجاء إصداره لمجلة العرب في شهر رجب 1386هـ/أكتوبر 1966م مناسبة عظيمة لفتح أفق جديد في التواصل العلمي وإمداد الباحثين والدارسين بالأخبار والتحقيقات والدراسات الجديدة في مجال الأدب والتراث الجغرافي( [28])، ومن أهم المؤلفات والتحقيقات التي أفاد منها طلاب العلم والباحثين في الآثار والتاريخ نورد منها الآتي:
– مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، 1386هـ / 1966م .
– البرق اليماني في الفتح العثماني، لقطب الدين محمد بن أحمد النهر والي المكي، 1387هـ / 1967م .
– المغانم المطابة في معالم طابه للفيروزآبادي، 1389خـ / 1969م .
– رسائل في تاريخ المدينة المنورة، 1392هـ / 1972م .
– في سراة غامد وزهران، 1397هـ / 1977م .
– المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، 1397هـ / 1977م .
– في شمال غرب المملكة، 1401هـ / 1981م .
– أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع، 1413هـ / 1992م .
– كتاب "المناسك" وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة للحربي، 1389هـ / 1969م .
– ابن عربي موطد الحكم الأموي في نجد، 1414هـ / 1993م .
وهناك عشرات من المؤلفات والتحقيقات الأدبية والتاريخية والمقالات والتعقيبات التي كتبها الشيخ الجاسر لا يتسع المجال لذكرها( [29]) .
– محمد بن أحمد العقيلي: 1336هـ / 1917م
الشيخ محمد بن أحمد العقيلي باحث ومحقق وأديب، ويعد من أبرز من أرَّخ لمنطقة جازان، وقدم للمكتبة العربية سلسلة من البحوث والدراسات ساعدت في إثراء البحث العلمي.
ومن أهم مؤلفاته في مجال التاريخ والجغرافيا كتاب المخلاف السليماني، صدر في ثلاثة أجزاء 1378 – 1381هـ / 1958م – 1961م . والمعجم الجغرافي لمنطقة جازان 1389هـ / 1969م، الآثار التاريخية في منطقة جازان 1400هـ / 1980م وغير ذلك من المؤلفات والكتب المحققة في الأدب والشعر وجميعها غنية بالتعليقات والإشارات للمواقع التاريخية والمعالم الحضارية في منطقة جازان( [30]) .
– عبد الله بن خميس : (1339هـ / 1920م)
مغرم منذ صباه بالشعر العربي القديم والشعر العامي، والأدب، ومهتم بالتاريخ العربي والإسلامي وعلى وجه الخصوص التاريخ المحلي لمنطقة نجد، له إسهامات ومشاركات كثيرة في الكتابة والنشر وحضور الندوات والمؤثرات العلمية.

ومن أهم مؤلفات ابن خميس :
معجم اليمامة ـ جزءان، 1398هـ / 1978م ، وكتاب (المجاز بين اليمامة والحجاز 1402هـ / 1981م) والدرعية العاصمة الأولى 1402هـ / 1982م ومعجم جبال الجزيرة، وغير ذلك من الإنتاج الأدبي.
ويأتي انتاج ابن خميس أحد أبرز المصادر التي يعتمد عليها في الدراسات التاريخية والحضارية لمنطقة نجد وعلى وجه الخصوص منطقة الرياض ووادي حنيفة وما له صلة بتاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها(30).
– عاتق بن غيث البلادي: (1352هـ / 1933م)
يعد عاتق بن غيث البلادي أحد الباحثين والرحالة السعوديين الذين خصوا منطقة الحجاز بأعمال مميزة في تحقيق المعالم الجغرافية والمواضيع التاريخية المتصلة بالسيرة النبوية، وله انتاج أدبي وتاريخي وجغرافي غزير، ومن أهم أعماله: معجم معالم الحجاز، صدر في عشرة أجزاء عام 1398هـ / 1978م وفيه معلومات مهمة في الأدب الجغرافي والتاريخي وإشارات لعدد من المعالم والمواقع التاريخية. وكتاب بين مكة وحضرموت 1402هـ / 1982م، ومعالم مكة التاريخية والأثرية 1403هـ / 1983م) بين مكة واليمن 1404هـ / 1984م، أودية مكة 1405هـ / 1985م، وهناك مؤلفات أخرى ومشاركات أدبية منشورة في الصحف والمجلات.
وفي مجمل كتابات عاتق البلادي نجدها مزيجاً من التحقيقات الجغرافية الميدانية والانطباعات الشخصية، وربطها بالمصادر الأدبية والتاريخية، وجاءت خبرته بالقبائل وانتشارها في المناطق التي تجول فيها منسجمة في إطار أدبي جميل( [31]).
هذه إلمامة عن أبرز الكتاب والرحالة السعوديين الذين ألفوا في جغرافية المملكة العربية السعودية وتراثها الثقافي، ولا يتسع المجال لذكر آخرين لهم إسهامات جليلة في هذا الباب مثل الشيخ محمد بن ناصر العبودي( [32])، والشيخ سعد بن جنيدل( [33])، وعلي ابن صالح السلوك الزهراني( [34])، وعبد الله بن محمد الشايع( [35]).

حقاً لقد أمدتنا كتابات الرعيل الأول من المؤرخين والرحالة السعوديين بمعلومات وفيرة وقيمة عن مواقع أثرية ومعالم تاريخية وحضارية ومناطق جغرافية لها صلة بتاريخنا العربي والإسلامي، وأصبح لدينا منهج تقليدي متبع في إعداد التقارير الأثرية وأعمال المسوحات الأثرية وهو أن يكون لدى الباحثين والدارسين إلمام بما كتبه هؤلاء.
5 – البدايات الأولى للبعثات الأجنبية :
مع بداية الخمسينات من هذا القرن شهدت أرض المملكة نشاطاً علمياً وأثرياً أجنبياً كان نواة لأعمال أخرى فيما بعد؛ وقد كان لشركة أرامكو في ذلك الوقت النصيب الأوفر في رصد المواقع الأثرية والمعالم الحضارية، أثناء القيام بالبحوث الجيولوجية للكشف عن حقول البترول ومد الأنابيب من منابع استخراج البترول من المنطقة الشرقية إلى موانئ التصدير على ساحل الخليج العربي أو عبر البلاد العربية إلى البحر المتوسط وفيما بعد الى البحر الأحمر، وكان للمسح الطبوغرافي والجيولوجي أثره في الكشف والاهتداء إلى مواقع أثرية عديدة ، مما دفع بعض العاملين في الشركة من المهتمين بالآثار بتسجيل وتوثيق بعض المعالم والمواقع الأثرية، وجمع عينات من تلك الآثار، فعلى سبيل المثال قامت السيدة مارني جولدنج قبل ثلاثين سنة بدراسة الملتقطات السطيحة التي عثر عليها في مستوطنات تعود لما قبل الإسلام في شرق الجزيرة العربية( [36])، كذلك اكتشف الجيولوجيون التابعون للشركة برئاسة سجير O.A.Seager ويرافقه عبدالله فيلبي موقع قرية الفاو ، حيث تم تحديد مكانها ، والكشف أيضاً عن مجموعة من النقوش السبئية التي تقع على الواجهات الصخرية بالقرب من الموقع وفي مواقع أخرى جنوب وادي الدواسر، إضافة إلى عثورهم على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الحديث ، وملتقطات أثرية من مواقع عديدة في المملكة العربية السعودية تعود لفترات مختلفة، وفي عام 1955م وضع مكليرMcClure خريطة للمواقع الأثرية في الجزيرة العربية ، وتعتبر هذه
الخريطة الثانية بعد الخارطة التي وضعها هنري فيلدH.Field، وكان تركيز هذه الخريطة على المواقع التي تعود إلى ما قبل التاريخ إلى جانب هؤلاء يأتي كل من زيينر .E.Zeuner ، وسمبسون G.Simpson ، وسوردناس A.Sordinas، وأوفر ستربتW.Overstreet كل هؤلاء كانت أبحاثهم تدور حول العصور الحجرية القديمة عن طريق تصنيف الأدوات الحجرية وغيرها من المخلفات الأثرية التي عثروا عليها أثناء مسوحاتهم الجيولوجية ، كما أننا لا ننسى البعثات الأجنبية من قبل الجامعات والمعاهد الأكاديمية الغربية التي ساهمت ببعض الأعمال الأثرية خلال الخمسينات، ومن أهمها البعثة البلجيكية التي قام بها كل من ريكمانز G.Ryckmans ، وليبنزLippens وبمشاركة فيلبي Philby . وتركزت أعمال هذه البعثة في الكشف عن عدد من المواقع الأثرية في جنوب غرب المملكة خلال 1951 – 1952م ، كما أنها تمكنت من تسجيل وتصوير مجموعة كبيرة من الرسوم الصخرية والنقوش.
أما البعثـــة الدانماركية التي أشرف على أعمالها الجيولوجي جفري بيبي G.Bibby فقد قامت بأعمال مسح شملت مناطق واسعة تمتد من ثاج بالمنطقة الشرقية حتى قرية الفاو بوادي الدواسر( [37]) .
وخـــلال عام 1962م و1967م قامت بعثة جامعـــة تورنتو الكنديــة برئاسة فردريك وينيت F.Winnet ومعه وليم ريد W.Reed بأعمال مسوحات أثرية في شمال المملكــة وشمالها الغربي، وتركز عملها في تسجيل الملتقطات السطحية من المواقع الأثريــــة من فخاريـــات وغيرها بالإضافة إلى تسجيل مجموعة من النقوش والكتابات القديمة( [38]) .
أما بعثة معهد الآثار بجامعة لندن والمكونة من بيتربار P.Parr وجون دايتون J.Dayton ولانكستر هاردنج L.Harding فقد قامت برحلة آثارية علمية شملت مسح بعض المواقع الأثارية الواقعة في شمال غرب المملكة( [39]) .
وبالرغم من محدودية عدد البعثات الأثرية الأجنبية في المملكة خلال هذه الفترة إلا أن النتائج العلمية التي تم التوصل إليها حققت الهدف في توضيح جوانب حضارية من تراث المملكة والحضارات التي قامت.
فالعدد الكبير من الرسوم الصخرية والكتابات والنقوش، والمواقع الأثرية، والمعالم الأثرية البارزة التي تم مشاهدتها والمتلقطات السطحية التي تم جمعها مكنت من توفير مادة علميَّة للدارسين والباحثين ، ومهدت الطريق أمام دراسات مستقبلة واسعة في المعاهد العلمية الغربية والشرقية وكذلك علي الصعيد المحلي







توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس
قديم 19-11-2007, 09:04 PM   رقم المشاركة : 3
أبو مشاري
ضيف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :أبو مشاري غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


تحيّة لك يا دكتور فقد جعلت من موقعك موسوعة الكترونية لا غنى عنها للمهتمين بتراث هذه الجزيرة







توقيع أبو مشاري
 
  رد مع اقتباس
قديم 24-05-2009, 03:29 AM   رقم المشاركة : 4
همس الورد
عضو شرف
 الصورة الرمزية همس الورد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :همس الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


مشكووووووور

طرح رائع و مميز







توقيع همس الورد
 
  رد مع اقتباس
قديم 25-05-2009, 07:01 AM   رقم المشاركة : 5
نفحات حساسة
عصو شرف
 الصورة الرمزية نفحات حساسة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة : نفحات حساسة متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


تسلم يالطائر على اثراءنا
مشكور







توقيع نفحات حساسة
 
  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2009, 02:35 AM   رقم المشاركة : 6
عالي مستواها
عضو شرف
 الصورة الرمزية عالي مستواها





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :عالي مستواها غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


يعطيك العافيه
وتسلم على جهودك الرائعه ماقصرت







توقيع عالي مستواها
 

،،لاإله إلا الله ..أجمل العبارات إن ضاقت الكربات ،،و زادت الآهات واشتدت الأزمات ،،
فاللهم ارزقنا نطقها عند الحاجات ونجنا بها بعد الممات
  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2009, 10:54 PM   رقم المشاركة : 7
حي الضمير
خالد الحمد/ شاعر/عضو شرف
 الصورة الرمزية حي الضمير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :حي الضمير غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


موضوع رائع ومفيد
جزاك الله خير ونفع بقلمك






توقيع حي الضمير
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
  رد مع اقتباس
قديم 10-09-2009, 11:02 PM   رقم المشاركة : 8
حمود السكراني
شاعر/VIP





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :حمود السكراني غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


سلمت يادكتور بحق موضوع في غاية


الأهمية كل الشكر على تلك المعلومات القيمة







توقيع حمود السكراني
 
  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2009, 05:50 PM   رقم المشاركة : 9
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


شكرا مشرفنا

معلومات تاريخيه قيمه

لاهنت وام طرحك






توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
قديم 16-05-2010, 09:11 PM   رقم المشاركة : 10
عبير الورد
شاعره/
 الصورة الرمزية عبير الورد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :عبير الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: التنقيب عن الآثار في السعوديه


جهود جباره سلمت اياديك ربي يعطيك العافيه







توقيع عبير الورد
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعوديه والامارات تقرران تنقل مواطنيهما ببطاقات الهويه فقط! ||+ السفيرة تعليم وثقافة عامة 15 16-12-2010 06:50 AM
بنات السعوديه ..... شموخ سدير وسع صدرك 19 15-12-2010 12:00 PM
نفجار عنيف..في صدور بنــــــات السعوديه..!! احلام^_^الخيال المواضيع العامة 24 09-12-2010 01:26 AM


الساعة الآن 10:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة