الكولسترول
الكولسترول هو مركب شمعي وطري القوام يوجد في جميع أجزاء جسم الإنسان بما فيها الجهاز العصبي والجلد والعضلات والكبد والأمعاء والقلب ،وينتج الجسم نحو 80% من مقداره الكلي ويحصل على الجزء الباقي من الأغذية الحيوانية في الطعام ،ويقوم الكبد بإنتاج الكولسترول لاستعماله في أداء الجسم بعض وظائفه الحيوية ومنها تكوين هرمونات وأحماض صفراء تساعد في عملية الهضم وفيتامين د ،وينتقل الكولسترول عبر تيار الدم لاستعماله في جميع أجزاء الجسم.
--------------------------------------------------------------------------------
يوجد الكولسترول فقط في الأغذية الحيوانية وبشكل رئيس في صفار البيض والدهون الحيوانية والزبد الحيواني والسمن الحيواني والأسماك الصدفية كالجمبري والكابوريا وستاكوزا ولحم الأعضاء (الكبد والكلى والمخ).
وتحتوي لحوم الأسماك عموماً على نسبة أقل من الكولسترول من اللحوم الأخرى كالأغنام والأبقار والدواجن ما عدا الأسماك الصدفية ،ولا يوجد الكولسترول في جميع الزيوت النباتية .
وبشكل عام لا يكون محتوى الأغذية من الدهون دليلاً جيداً على مقدار تركيز الكولسترول فيها ،فمثلاً يحتوي كبد الحيوانات على نسبة قليلة من الدهون ونسبة مرتفعة من الكولسترول .
يكون التركيز الطبيعي لمركب الكولسترول في الشخص السليم هو أقل من 200ملجم/100ملي لتر من دمه ويصبح ارتفاعه عن هذا المستوى عامل خطر لحدوث مرض القلب الأكليلي Coronary heart disease .
تركيز الكولسترول في الدم
تأثيراته على صحة الإنسان
أقل من 200ملجم/100ملي من الدم
مرغوب
200-239ملجم/100ملي لتر من الدم
الحد الأعلى المقبول
240ملجم/100مل وأكثر
ارتفاع خطر حدوث أمراض في القلب والدورة الدموية
ويتأثر تركيز الكولسترول في دم الإنسان بعوامل معينة أهمها :
· عمر الشخص :يرتفع تركيزه مع تقدم عمره.
· نوعية طعامه فيؤدي كثرة تناوله الأغذية الغنية بمركب الكولسترول والزيوت المهدرجة إلى رفع تركيزه في الدم.
· وزن الجسم :فالبدانة تؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثية وتقلل تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (الكولسترول المفيد ).
درجة النشاط البدني المبذول :فالحياة الكسولة تقلل تركيز الكولسترول المفيد في الدم.
الإصابة ببعض الأمراض :
مثل حدوث بعض الاضطرابات الهرمونية كنقص افراز الغدة الدرقية Hypothyrodism التي قد تؤدي إلى ارتفاع تركيز الكولسترول في دم المريض ،كما يؤدي زيادة نشاط إفراز الغدة الدرقية Hyperthyrodism إلى تقليل تركيز الكولسترول في الدم .
ويؤدي حدوث مرض كوشينجCushing,s syndrome إلى زيادة تركيز الكولسترول الكلي في الدم .
ويكون حدوث متلازمة نفروتية Nephrotic syndrome -وهي أحد أمراض الكليتين- سبباً في ارتفاع كلٍ من تركيز الكولسترول والدهون الثلاثية في دم المريض .
ويصاحب حدوث القصور الكلوي المزمن ارتفاع في تركيز كل من الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم .
ويؤدي حدوث أمراض في الكبد مثل تليف الكبد إلى إنقاص تركيز الكولسترول الكلي ،كما قد يصاحب حدوث مرض كبدي انسدادي Obstructive liver disease ارتفاع تركيز الكولسترول الكلي في الدم .
فيؤدي استعمال المرأة أقراص منع الحمل إلى رفع تركيز الكولسترول الكلي والدهون الثلاثية في الدم .
وقد يصاحب استعمال العقاقير بيتا بلوكر beta blocker في علاج ارتفاع ضغط الدم على زيادة تركيز الكولسترول الكلي وتقلل تركيز الكولسترول المفيد .
العامل الوراثي :يعاني بعض الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لحدوث حالة ارتفاع تركيز الكولسترول في الدم بين أفراد أسرهم familial hypercholesterolemia من هذه المشكلة الصحية الخطيرة .
وبصورة عامة يقل تركيز الكولسترول في النساء قبل توقف الحيض عنه في الرجال بنفس العمر ،ويرتفع تركيزه مع تقدم عمر المرأة حتى 60-65 سنة ،وتعاني بعد بلوغها 50 سنة أكثر من الرجل في نفس عمرها من ارتفاع في تركيز الكولسترول وبالتالي تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب منه .
كما يهم معرفة تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة Cholestrol-H.D.L في دم الإنسان واصطلح تسميتها الكولسترول المفيد وهي تتحرك بسهولة مع الدم وذات تركيب ثابت لا تلتصق بجدران الأوعية الدموية ،وهي تساعد على الوقاية من حدوث أمراض القلب عن طريق حملها مركب الكولسترول بعيداً عن الشرايين وعودته إلى الكبد ثم خارج الجسم ،وكذلك تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة L.D.L- Cholestrolفي الدم وتسمى الكولسترول الضار وهي مركبات تحتوي على كمية أكبر من الدهون وأقل من البروتين بالمقارنة بالبروتينات مرتفعة الكثافة وهي غير ثابت التركيب فتميل إلى التكسر إلى أجزاء أكثر من إزالتها من الجسم بواسطة الكبد وتلتصق بجدران الشرايين وتساهم في تكوين الخثرة الدموية التي قد تسدها .
تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة ملجم/ملي لتر من الدم
تركيزه في الدم
أقل من 100ملجم/100ملي لتر
مثالية
100-129/100ملي لتر
قريبة من المثالية
130-159/100ملي لتر
الحد الأعلى المقبول
160-189/100ملي لتر
مرتفع
190 وأكثر
مرتفع جداً
عوامل الدم ( الكولسترول الضار )
· تدخين السجائر .
· ارتفاع ضغط الدم الشرياني إلى 140/90ملم زئبق أو أكثر
· انخفاض تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (المفيدة )عن 40ملجم/100ملي لتر من الدم .
· وجود تاريخ عائلي للشخص لحدوث أمراض القلب في والده أو أخيه بعمر قل عن 55سنة وفي والدته وأخته بعمر قل عن 65سنة .
· يكون عمر الشخص (45سنة أو أكثر في الرجال و55سنة أو أكثر في النساء).
تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة وصحة الإنسان
تكون البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (الكولسترول المفيد )ذات دور وقائي ضد حدوث أمراض في القلب ،فكلما ارتفع تركيزها في دم الإنسان كان أفضل لصحته :
· عند انخفاض تركيزها عن 40ملجم/100ملي لتر من الدم يزداد خطر حدوث أمراض في القلب .
· إذا كان تركيزها في الدم 60ملجم/100ملي لتر وأكثر منه يؤدي إلى تقليل خطر حدوث أمراض في القلب لأنها تعيق ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين .
· تقوم الدهون الثلاثية Triglyceridesبزيادة خطر حدوث أمراض في القلب،فعندما يكون تركيزها 200ملجم أو أكثر /100ملي لتر في الدم يحتاج المريض إلى إنقاصها بتناوله أدوية وإتباعه إرشادات العلاج الغذائي الخاص بها
حساب عوامله
يمكن حساب إجمالي عدد عوامل الخطر التي يتعرض لها أي شخص بالتعرف على تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة L.D.L(الكولسترول الضار) في دمه المطلوب الوصول إليه ؟
عدد عوامل الخطر
تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة المطلوب الوصول إليه .....(ملجم%)
وجود أقل من عاملين في غياب وجود قصور في الشرايين التاجية للقلب
أقل من 160
وجود عاملين أو أكثر مع عدم وجود قصور في الشرايين التاجية للقلب
أقل من 120
مريض بالقلب (عانى من أزمة قلبية سابقة أو أجريت له عملية توسيع أو تغيير في شرايين القلب.
100 أو أقل
ويؤدي ارتفاع تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الضارة) في الدم L.D.Lإلى ترسبها على جدار الشرايين فيضيق قطرها مما يعيق تدفق الدم خلالها وقد ينتهي بانسدادها ،فمثلاً يؤدي ضيق قطر الشريان التاجي الذي يغذي عضلة القلب إلى حدوث نوبات قلبية للمريض ،لذا يفضل انخفاض تركيز هذه المركبات في دمه ما أمكن ذلك .
أما البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة HDL cholesterol في الدم فتساعد على إزالة الكولسترول المترسب على جدار الشرايين ،فكلما ارتفع تركيزها في الدم كان أفضل صحياً .،
كما تكون الدهون الثلاثية Triglyceridesشكل أخر من الدهون الموجودة في الدم ،وترتفع نسبة تركيزها في الدم فور تناول وجبات الطعام الدسمة ،ويؤدي ارتفاع تركيزها مع زيادة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار) إلى زيادة فرص حدوث أمراض في القلب.وتركيز الكولسترول الكلي Total cholesterol :هو محصلة جمع نسب مركب الكولسترول بنوعيه الضار والمفيد والدهون الثلاثية.تؤدي حالة الارتفاع المزمن تركيز الكولسترول في دم المريض إلى حدوث حالة تصلب الشرايين وبالتالي أمراض في القلب والدورة الدموية .ويقوم الكولسترول الضار في الدم LDL cholesterol بالترسب على جدران الشرايين فيضيق قطرها ثم يحدث انسداد فيها .أما الكولسترول الجيد HDL cholesterol فيساعد الكولسترول على عدم تجمع هذا الكولسترول على جدار الشرايين ،
يؤدي ارتفاع تركيز كولسترول الدم المزمن إلى حدوث أمراض في القلب والدورة الدموية وهي تشمل رئيساً :
تصلب الشرايين بما فيها شرايين تغذي عضلة القلب تؤدي إلى حدوث احتشاء عضلة القلب ومرض القلب الأكليلي Coronary heart disease ..
ويؤدي ترسيب مركب الكولسترول في شرايين الجسم إلى ضيق قطر اتساعها وبالتالي ضعف تدفق الدم عبرها إلى الأنسجة بما يسمى تصلب الشرايين ،ويؤدي حدوث تصلب الشرايين المغذية لعضلة القلب إلى ضعف الدم الوارد إليها تؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية ،وقد تسبب الموت المفاجئ للمريض .
ويفيد إنقاص تركيز هذا النوع من البروتينات الدهنية في تقليل حاجة المريض إلى إجراء عمليات توسيع أو تغيير الشرايين التاجية التي تغذي قلبه نتيجة إصابته بمرض قصور قلبي أكليلي ويقلل فرص حدوث نوبات قلبية له وموته المفاجئ .
يفيد في إنقاص تركيز الكولسترول المرتفع في دم المريض سواءً كان طفلاً أو شخصاً بالغاً إتباع النصائح الغذائية التالية:
· إنقاص نسبة ما تساهم به الدهون في الطعام من الطاقة إلى أقل من 30% من السعرات الحرارية الكلية لجسمه وأن يكون أقل من ثلثها دهون مشبعة والثلث الثاني دهون عديدة عدم التشبع تحتوي على حمض لينوليك وحمض لينولينك وحمض أراشيدونك والثلث الأخير دهون أحادية عدم التشبع (حمض أوليك )الموجود بوفرة في زيت الزيتون وزيت كانولا (بذور اللفت )،وبشكل عام حصول الشخص على أطباق طعام تحتوي على القليل من الدهون المشبعة ومنخفضة المحتوى من الكولسترول باستبعاد الأغذية الغنية بالكولسترول ما أمكن ذلك .
· تجنب استعمال الزيوت المهدرجة على شكل سمن صناعي أو زبد صناعي في تحضير أطباق الطعام لا حتوائها على أحماض دهنية من نوع ترانس Trans fatty acids التي تسبب ارتفاعاً في تركيز دهون الدم والكولسترول .
· أن يوفر الطعام اليومي للمريض سعرات حرارية كافية للمحافظة على وزنه المناسب وتجنب حدوث زيادة فيه.
· يمكن زيادة نسبة الألياف الغذائية في الطعام وخاصةً النوع الذائب منها كالبكتين والصموغ النباتية ،عن طريق تناول الحبوب الكاملة كالقمح والشوفان مثل الخبز الأسمر والبرغل والفريك وكذلك بذور البقول كالعدس والحمص والجزر وثمار الحمضيات والتفاح والمكسرات كاللوز والجوز لفائدة هذه الألياف في إعاقة امتصاص الكولسترول في الأمعاء .
· اكتشف العلماء فائدة تناول مستحضرات فول الصويا المحتوي على مركبات أيزوفلافونsoy isoflavones ذات التأثير الخافض لكولسترول الدم المرتفع .
· كما يفيد تناول أغذية نباتية مثل البصل والثوم والخرشوف التي تساعد في خفض تركيز الكولسترول المرتفع في الدم.
· يفيد تناول الأسماك لاحتوائها على أحماض دهنية من نوع أوميجا ن3 عديدة الروابط غير المشبعةomega-3 polyunsaturated fatty acids (PUFAs). كما يمكن تناول المستحضرات الصيدلانية لزيوت الأسماك في خفض تركيز الكولسترول المرتفع حسب مشورة الطبيب .
· تناول نباتات وخضراوات وفواكه تحتوي طبيعياً على مركبات ستيرولات نباتية sterols Plant تفيد في اعاقة امتصاص الكولسترول في الأمعاء .
· أفضلية شوي لحوم الدجاج وغيرها عن تحميرها في الزيوت والدهون لإمكانية التخلص من جزء من دهونها .
· وفرة تناول الخضراوات والفواكه الطازجين في الطعام لاحتوائها على مركبات نباتية ذات فوائد صحية وقائية لجسم الإنسان.
· أفضلية تناول اللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك عن اللحوم الحمراء من الأغنام والأبقار والجمال والماعز .
· أفضلية تناول الأغذية المصنوعة من حليب خالٍ من الدسم كالحليب ولبن الزبادي والجبن .
حدوث تغيرات سلوكية في حياة المريض وهي تشمل :
· إنقاص وزن المريض إذا كان زائداً أو بديناً ، فيساعد ذلك في خفض تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار )وخاصةً إذا كان يعاني ارتفاعاً في تركيز الدهون الثلاثية وانخفاض تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة(الكولسترول المفيد).
· ممارسته أنشطة جسمية كالمشي والسباحة والركض بشكل منتظم فترة لا تقل عن نصف ساعة كل يوم ، وهي تفيد في زيادة تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (الكولسترول المفيد )وخفض تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار )في الدم وهي ذات فائدة بشكل خاص للأشخاص زائدي الوزن ذوي خصر واسع ويعانون من ارتفاع في تركيز الدهون الثلاثية أو انخفاض تركيز البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة في الدم .
العلاج الدوائي
عندما لا يتمكن المريض من جعل تركيز الكولسترول الكلي في دمه قريباً من حدوده الطبيعية عن طريق إتباعه العلاج الغذائي وحدوث تغيرات سليمة في سلوكيات حياته بما يخص طعامه وممارسته أنشطة عضلية كافية بشكل يومي ،يتوجب حصوله على عقار واحد أو أكثر من الأدوية الفموية الخافضة لتركيزه في الدم حسب الجرعات والمواعيد المحددين من قبل الطبيب دون توقفه من تلقاء نفسه عن استعمالها مع استمرار إتباعه تعليمات العلاج الغذائي لهذه الحالة المرضية وهي تشمل رئيساً ما يلي :
· مركبات ستاتين Statin ومنها أتروفاستين كالسيوم Atrovastin calcium ويسمى تجارياً ليبتور Lipitor ومركب فلوفستاتينFluvastatin مثل ليسكول Lescole و مركب لوفاستاتين Lovastatin مثل ميفاكور Mevacor ومركب برافاستاتين Pravastatin مثل برافاكول pravachol .
· فيتامين النياسين (حمض النيكوتنيك ):وهو يفيد في خفض تركيز الدهون الثلاثية في الدم .
· مركب كولستيرامين Cholestyramineمثل كيوستران Questran .
· مركب Colestipol مثل كولستيد Colestid .
· جيمفبروزل Gemfibrozil مثل لوبيد Lopid
ويفيد استخدام هذه الأدوية في خفض تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكولسترول الضار )والدهون الثلاثية في دم المريض لوقايته من حدوث أمراض في القلب والدورة الدموية ومضاعفاتها الصحية الخطيرة على حياته .
نقلته لفائدته
26-03-2009, 04:31 PM
لكولسترول
