أسباب خفية لفقر الدم

الريم · 24-11-2006, 10:46 PM

الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي أمراض وراثية تسبب تكسر كريات الدم
الكثير من النساء يشكين من التعب والخمول من دون سبب ظاهر، ومع ان غذاءهن طبيعي (أو هكذا يعتقدن)، إلا أن الإرهاق الدائم يظل موجوداً. والحقيقة أن المرأة تتعرض بسهولة لفقر الدم نتيجة عوامل وأسباب تميز حياتها، من أهمها الحيض شهرياً، ثم الحمل والولادة، كذلك الهوس بخطط الريجيم والنحافة، التي قد لا تكون متوازنة غذائياً فتحرم الجسم من العناصر الأساسية الضرورية لنشاطه العضوي والذهني.

ما يميز فقر الدم أيضا ان الحديد ليس المؤشر الوحيد له، مما يعني أن هناك أسبابا كامنة أخرى له.

عندما تذهب المرأة، أو الرجل، لإجراء فحص للدم، بسبب المعاناة من فقر الدم، تجد أن نسبة الحديد طبيعية في الدم، مع ذلك فإن التشخيص هو فقر الدم.

وتفسير ذلك، ان نسبة الحديد ليست العامل الوحيد الذي يقرر فقر الدم، بل هناك عناصر أخرى تسبب فقر الدم من اهمها:
فيتامين B12، وحامض الفوليك، وبعض الانزيمات.

وسنشرح هنا مجموعة العوامل المسببة لفقر الدم

* قلة أو عدم إنتاج كريات الدم في نخاع العظم.
ـ إن نخاع العظم هو مصدر انتاج كريات الدم، وبوجود المواد الأولية المخزونة في الجسم، مثل الحديد وفيتامين ب 12، وحامض الفوليك، يمكن توليد المزيد والمزيد من كريات الدم. وفي حالة انعدام إحدى المواد الأولية، تتكون كريات دم مريضة لا تقوم بعملها بصورة صحيحة، ومن هنا تتضح أهمية توفير المواد الأساسية اللازمة لصنع كريات الدم، بتناول الغذاء الصحيح.

ـ هناك ايضا حالات يكون فيها نخاع العظم غير قادر على إنتاج الكريات لأسباب مرضية أو وراثية أو نتيجة للتسمم بمواد كيمياوية مثل البنزين وبعض العقاقير. وهنا يحدث نقص عام في إنتاج نخاع العظم لجميع الكريات، الحمراء مـنها والبيضاء.

* أحياناً توجد عوامل وراثية تسبب تكسر وتحلل كريات الدم، مثل مرض الثلاسيميا ومرض فقر الدم المنجلي، وهي امراض معروفة في المنطقة العربية. كذلك فإن نقص انزيم G6PD، يسبب تحلل الكريات.
وايضا التعرض لمواد كيمياوية وعقاقير أو للدغة الأفاعي أو الإصابة بارتفاع نسبة مادة اليوريا في الجسم، كذلك الرصاص، إلى درجة التسمم، هذا بالاضافة إلى الأسباب غير المعروفة المؤدية إلى تحلل الكريات الدموية.

* أحياناً توجد تقرحات داخلية في الأمعاء تسبب نزفاً داخلياً غير واضح للعيان، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة الخفية بفقر الدم.

* الإصابة بالديدان الشريطية تسبب ايضا فقر الدم، والإصابة بهذه الديدان أمر شائع في المنطقة العربية كذلك الامر بالنسبة للبلهارزيا.

* عندما تحمل المرأة يحتفظ جسمها بالسوائل، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف تركيز الدم فتظهر حالة مشابهة لفقر الدم.

أعراض فقر الدم

في الكثير من الأمراض تتشابه الأعراض، لكن الفحص المختبري والجسدي والتحاليل المختلفة، هي التي تبت في طبيعة الحالة، وبالنسبة لفقر الدم، فالأعراض هي:
ـ شحوب الوجه وشحوب ملتحمة العين (باطن الجفن).
ـ ضعف مناعة الجسم وسرعة تعرضه للالتهابات والأمراض.
ـ تعب وإرهاق ودوخة بعد أقل جهد.
ـ سرعة التنفس واللهاث بسبب قلة عدد كريات الدم الحمراء، وبالتالي قلة الأوكسجين.
ـ هناك اعراض اخرى مثل تكسر الأظافر وضعف الشعر وفقدانه لقوته ولونه ولمعانه.
ـ رغبة بالبقاء في السرير وعدم القدرة على القيام وممارسة النشاطات اليومية.

في الحالات الشديدة

إذا استمرت حالة فقر الدم من دون علاج، فستظهر اعراض اكثر شدة وخطورة مثل فقدان اللسان خشونته وظهور قرح حول زاويتي الفم، وتصبح اظافر اليد متقعرة كالملعقة، ويتساقط الشعر، ويصعب البلع بسبب حدوث تغيرات في المريء، كما يقل إفراز حوامض المعدة وقد تظهر خلايا سرطانية في الجزء الأعلى من المريء.

قياس فقر الدم

فقر الدم هو نقص في تركيز مادة الهيموغلوبين، بحيث تصبح اقل من 11.5 غ/ دل عند المرأة، وأقل من 13.5 غ/ دل عند الرجل.

مكونات الدم

يحتوي الدم على كريات حمراء لحمل الأوكسجين إلى خلايا الجسم وتغذيتها، وعلى كريات بيضاء تدافع عن الجسم ضد الجراثيم الغازية المسببة للأمراض.
كما يحتوي على صفائح لها دور في منع الإصابة بالنزيف عندما تحدث الجروح، وذلك بالتصاقها ببعضها مسببة لزوجة الدم.
وجميع هذه المكونات الدموية تسبح في سائل البلازما، الذي هو جزء من الدم (بلازما الدم).
وتصنع كريات الدم في نخاع العظام، الذي يحتوي على مخازن الحديد.
ولا تتجاوز فترة حياة الكرية الحمراء 120 يوما، بعدها تنتهي متحللة في الطحال، فيأخذ الجسم منها الحديد ليعيد خزنه في النخاع، بينما يستعمل الكبد المواد الأخرى لصنع المادة الصفراء.

تشخيص فقر الدم

بعد ان يلاحظ الطبيب الاعراض الآنفة الذكر، يقوم بإجراء فحص للدم مع مسحة للفحص المجهري. فالفحص يبين تعداد الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفائح، بينما المسحة تساعد على معرفة شكل الكريات وتركيز الهيموغلوبين فيها.
ويحاول الطبيب ايضا معرفة نسبة الحديد في البلازما وقابلية ارتباطه، لأن لهذه الناحية دوراً مهماً في الاستفادة من الحديد.
وقد يلجأ الطبيب أيضاً إلى فحص البول والخروج لمعرفة وجود أي نزف كامن من المعدة أو الأمعاء أو الجهاز البولي.

طرق العلاج

من المهم جداً التأكد من التشخيص قبل إعطاء أي علاج، ويجب عدم أخذ أي علاج من دون استشارة الطبيب، فهناك أسباب عديدة لفقر الدم، وبالتالي فإن العلاج العشوائي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد يصعب علاجها في ما بعد.

* الطعام
الطعام هو الحل الطبيعي والأول لمشكلة فقر الدم، إذ يجب أن يكون متوازناً من ناحية اللحوم والخضر والبقوليات والنشويات.
وتحتاج المرأة إلى حوالي 14.8 ملليغرام يومياً من الحديد، أما المرأة الحامل فتحتاج إلى اضعاف هذه الكمية، حوالي 400 ملليغرام يومياً خلال النصف الثاني من الحمل.
ويخزن جسم الإنسان حوالي 3 ـ 4 غرامات من الحديد.
ويوجد الحديد في اللحوم الحمراء التي يستحسن تناولها في هذه الحالة بعد نزع شحومها، ويوجد ايضا في المحاصيل النباتية كالعدس والسبانخ والفلفل الاخضر والمشمش. علماً ان الطحال في الجسم يعيد استعمال الحديد الموجود في كريات الدم الحمراء بعد موتها وتحللها، وبالتالي فهو أهم مصدر مباشر وذاتي للحديد.
ولتسهيل امتصاص الحديد في الجسم، فإن تناول فيتامين سي (بصورة عصير برتقال أو ليمون مثلا)، يساعد على الاستفادة منه بصورة أكبر.
كذلك فإن بعض العقاقير مثل مضادات الحموضة تعرقل امتصاص الجسم للحديد.

* فيتامين ب 12 وحامض الفوليك
ويعتبران من العوامل التي يؤدي نقصها إلى الإصابة بفقر الدم، رغم ان نسبة الحديد طبيعية. لذا فمن الضروري جداً الانتباه إلى وجودهما بنسب طبيعية في الجسم.
ويوجد فيتامين ب 12 في المنتجات الحيوانية كاللحوم والأسماك والبيض والحليب ويحتاج الجسم منه إلى 2 ـ 3 مايكروغرامات يومياً، ويخزن منه حوالي 2 ـ 3 ملليغرامات في الكبد. ويقل مستوى هذا الفيتامين بسبب الامراض المعوية وبعض العقاقير.
اما حامض الفوليك Folic Acid، فيكثر وجوده في الخضر الخضراء اللون مثل السبانخ والخس والبروكولي، كما يوجد في الكبد والكلى. ويشكل هذا الحامض اهمية بالنسبة للحامل لأنه يساعد على نمو انسجة الجنين، لا سيما الحبل الشوكي.

* الدواء
ويجب أن يعطى تحت الاشراف الطبي بعد استقصاء اسباب فقر الدم، وعموماً فإن أملاح الحديد تؤخذ بكمية تتراوح بين 80 ـ 120 ملغم ثلاث مرات يوميا، كما تستعمل الإبر في الحالات المرضية التي يصعب فيها امتصاص الحديد نتيجة لوجود امراض في الجهاز الهضمي.
وإذا لوحظ ان العلاج غير مجد، فقد يكون هناك سبب آخر كوجود نزف داخلي أو عدم الامتصاص.

منقووول