الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
أهـ ثم أهـ ثم أهـ كم من الآهات والزفرات تطلقها النفس التي راعها فوات مواسم الخيرات ...
بالأمس القريب ومنذ أشهر قليلة قد أشرقت شمس شهر كريم شهر الخير والبركات شهر رمضان وما أن لبثت حتى توارت شمسه للإنتظار للعودة العام القادم بحول الله ولنا فيه (( رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه من ادرك رمضان ولم يغفر له )) يالله ماذا يفعل من فاتته هذه المغفرة ...؟؟؟
آهـ ثم أهـ ثم أهـ وها هي تطلق تلك الآهات والزفرات مرة آخرى ياترى هذه المرة على ماذا ..؟؟؟
على فوات موسم الرجوع للإنسان كيوم ولد .]..(مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) ..
نعم رجعوا أنقياء أتقياء ترفف رحمات الكريم المنان عليهم فوجوهم كأنها النور من البشر بالمغفرة ..
كيف لا يفرحوا وقد رجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم ..
أنتم اليوم عدتم كما ولدتكم أمهاتكم خاليين من الذنوب ..
هنيئاً لكما هذه الولادة الجديدة وهذه الصفحة الناصعة البياض ..
فقد عشتم أعلى مراتب الخشوع وفاضت عيونكم بدموع التوبة في صعيد عرفات ..
يالها من ساعات ضجت فيها الأصوات بشتى اللغات ..
ولكن مهلا أحبتي ..
ماذا بعد الحج ؟
ماذا بعد أن رجمتم الشيطان بالحجارة وكنتم تتدافعوا لدرجة الموت ؟؟
هل ستعطوه الفرصة ليرجمكم بمكائده وحبائله ودسائسه ..
هل ستطلقون العنان لأنفسكم بتلويث أنفسكم بالمحرمات .. هل ستمتعون أبصاركم بما حرم الله ..
هل سنعصون الله بالعين التي وهبكم إياها .. وبالعقل الذي منحكم إياه .. وباللسان الذي خلقه لكم ..
اليس كلها نعمه وبها نعصيه..؟؟؟
نعم ماذا بعد الحج ؟؟ هل ستنتهي طاعة الرحمن بانتهاء موسم الحج ..
رحماك يارب العالمين ..
عميت عين لاتراك عليها رقيباً ..
الهي ماأقربك مني وأبعدني عنك ..
وقد ضرب الله عز وجل الأمثال للناس على هذه القضية، محذراً عباده من أن يبطلوا أعمالهم ، ويمحقوا طاعتهم ، فلا يجدونها في وقت هم أشد ما يكونون حاجة إليها وذلك في قوله جل وعلا : { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } ( البقرة 266 ) ، وهو مثل ضربه الله جل وعلا لمن حسن عملُه ، ثم أنقلب على عقبه بعد ذلك ، وبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله من ذلك ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية : " ضُربت لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " رواه البخاري . .......................
يا من وقفت بِعرفات ، وسكبت العبرات ، وأظهرت الندم على ما فات ، يا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود إلى ربقة الأوزار بعد أن تاب الله عليك منها ، إياك أن تقترب من النار بعد أن أعتقك الله منها .
أعقد النية وجدد العزم وأحرص على أن يكون حجك نقطة تحول في حياتك ، وحاسب نفسك ، وأنظر ما هي آثار الحج على قلبك وسلوكك وأقوالك وأفعالك ، داوم على العمل الصالح ولو كان قليلا ، فإن القليلَ الدائم خيرٌ من الكثير المنقطع ، وأعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ ، وأفتح صفحة جديدة من حياتك مع مولاك .
وإليك بعض التذكرة التي تساعدك في الإستمرار على العمل :
أولاً : عليك بالتدرج في فعل الطاعة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا))
ويمكنك ذلك من خلال وضع مشاريع فعلى سبيل المثال :
المشروع الأول : قيام الليل لمدة شهر
فتصلي بعد العشاء ثلاث ركعات بعد السنة الراتبة ، فإذا نجحت يمكن أن تزيد على هذا ولكن لا تنقص .
المشروع الثاني : قراءة شيء من القرآن لمدة شهرين :
فتقرأ صفحتين يومياً في هذا الفترة فإذا نجحت تزيد ولكن لا تنقص .
وهكذا في الصيام وقراءة كتب العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وغيرها من المشاريع التي تزيد من إيمانك .
ثانياً : المداومة على العمل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ))
وتقول عائشة رضي الله عنها : ((كان عمله ديمة ))
وتقول رضي الله عنها : ((كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه )).
فإذا عملت عملا صالحا فداوم عليه فقليل دائم خير من كثير منقطع .
ثالثاً : عليك بالصحبة الصالحة التي تعينك على الخير وتدلك عليه فهم خير معين بعد الله تعالى للاستقامة على دين الله تعالى .
رابعاً : قاطع وأتلف كل ما يبعدك عن الله ولا تتأخر: من أسباب العافية أن تبتعد كل البعد عن كل ما يبعدك عن الله تعالى والدار الآخرة من قنوات أو مجلات أو جلسات أو استراحات أو غيرها، فقاطع تلك الجلسات والاستراحات التي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وأتلف كل ما يغضب الله تعالى واصنع به كما صنع موسى عليه السلام بالعجل، يقول الله تعالى : ((وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)) (طـه: 97) .فموسى قام بإحراق العجل الذي عبدته بنو إسرائيل ثم نسفه في اليم حتى لا يعودوا إليه مرة أخرى ، فإذا كان عندك من أدوات اللهو والطرب فافعل كما فعل موسى بالعجل ولا يخدعنك الشيطان فإنه لك عدو مبين .
خامساً : عليك بالدعاء خاصة في أوقات الإجابة وأكثر من قول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك كما كان يقوله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الترمذي في سننه ( 2140) عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . فقلت يا رسول الله : آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : (( نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء )) .
وأخيرا.. أستعن بالله تعالى ولا تعجز و بادر بعمل الصالحات وفعل الطاعات لعل الله تعالى أن يوفقك لحسن الخاتمة ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (رواه البخاري (1683)، ومسلم (1349).
دعاهم داعي الله فلبوا مجيبينا
قد حجوا وصلوا وصامو ا لله منيبينا
لله درهم فكم سكبوا من العبرات راجينا
عفوا الإله للزلات وهم مكبرين وملبينا
رجعوا كيوم ولادتهم من الأثام نا جينا
فياعفوا أمنن علينا مثلهم فالعفو منك راجينا
منقوووووووووووووووول
تحياااااااااااااااااااااااااتي