ابن زيدون ونونيته الغزلية

[يزيد النمي]

هذه نونية ابن زيدون وهو أحمد بن عبد الله بن غالب زيدون وينتهي نسبه إلى بني مخزوم القرشيين . شاعر أندلسي
كان أبوه من فقهاء قرطبة الكبار ، وكان أيضا ثريا له أملاك ، وجد بان زيدون لأمه كان أيضا من العلماء الذين تولوا منصب القضاء .
تعلق ابن زيدون بحب أميرة من البيت الأموي ، وهي ولادة بنت الخليفة المستكفي ، وكانت فتاة أديبة ذات جمال وجاه ، وأعجبت به كما أعجب بها ولكن الأمور بينهما اضطربت بعوامل كثيرة ، فابتعدت عنه ولادة نهائياً وبقي هو على مودته لها وظل يغني ذكرياته القديمة ، ويعرض مواجده وآلامه في قصائد كثيرة .
أدخل الشاعر السجن ثم عُفي عنه ، وعاد إلى مركزه السياسي المرموق .
ثم ارتحل إلى إشبيلة حيث تلقاه المعتضد بن عباد بالترحاب وأحله منزلة عالية حتى توفي


من شعره النونية المعروفة ، وهي في غاية الجمال والروعة ، رقيقة عذبة ، مرهفة الحس ، جميلة المعاني .
قالها وبعث بها إلى ولادة ، مستعطفاً مستعتباً ، وهي من مشهود شعره
يقول ابن زيدون :

اضحى التنائي بديلا من تدانينا = وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقد حان صبح البين صبحنا = حين فقام بنا للحين ناعينا (1)
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم = حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا = أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا = بأن نغص ، فقال الدهر : آمينا
فانحل ما كان معقودا بأنفسنا = وانبت ما كان موصولا بأيدينا (2)
وقد نكون وما يخشى تفرقنا = فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
ياليت شعري ولم نعتب أعاديكم = هل نال حظا من العتبى أعادينا(3)
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم = رأيا ، ولم نتقلد غيره دينا
ما حقنا أن تُقِروا عين ذي حسدٍ = بنا ، ولا أن تَسُروا كا شحاً فينا (4)
كنا نرى اليأس تُسلينا عَوارِضُهُ = وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا = شوقاً إليكم ، وما جفت مآقينا (5)
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا = يقصى علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت = سودا ، وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تألفنا = ومربع اللهو صافً من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية = قطافها ، فجنينا منه ماشينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما = كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا = إن طالما غير النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلا = منكم ، ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلا عنكِ يشغلنا = ولا اتخذنا بديلاً منكِ يسلينا
ياساريَ البرق غاد القصرَ واسقِ به = من كان صرفَ الهوى والودَ يسقينا
واسأل هنالك هل عنى تذكٌرنا = إلفاً تَذَكُرُهُ أمسى يعنينا (6)
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا = مَن لو على البعد حيي كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقضينا مُساعفةً = فيه ، وإن لم يكن غباً تقاضينا
ربيبُ ملكٍ كأن الله أنشأهُ = مسكاً ، وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغهُ وَرِقاً محضاً وتوجَهُ = من ناصع التِبرِ إبداعاً وتحسينا (7)
إذا تأود آدتهُ رفاهيةً = تؤمُ العقود ، وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئرا في أكلته =بل ما تجلى لها إلا أحايينا (8)
كأنما أُثبتت في صحنِ وجنتهِ = زُهرُ الكواكب تعويذاً وتزيينا
ما ضر أن لم نكن أكفاءه شرفاً = وفي المودة كافٍ من تكافينا
ياروضة طالما أجنت لواحظنا = ورداً جلاه الصبا غضا ونسرينا
وياحياةً تملينا بزهرتها = منى ضروباً ولذاتٍ أفانينا (9)
ويانعيماً خطرنا من غضارته = في وشيِ نُعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمَةً = وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا
إذا انفردتِ وما شوركتِ في صفةٍ = فحسبنا الوصف إيضاحاً وتبيينا
ياجنة الخلد أُبدلنا بسدرتها = والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا = والسعد قد غض من أجفان واشينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا = حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لا غروَ في أن ذكرنا الحزن حين نهت = عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
إنا قرأنا الأسى يوم النوى سُوَراً = مكتوبةً ، وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواكِ فلم نعدِل بمنهلهِ = شِرباً ، وإن كان يُروينا فيُظمينا
لم نجفُ اُفقَ جمالٍ أنتِ كوكبه = سالين عنه ، ولم نهجره قالينا
ولا اختياراً تجنَبناهُ عن كثبٍ = لكن عدتنا ـ على كُرهٍ ـ عوادينا
نأسى عليك إذا حُثت مشعشعةً = فينا الشمُولُ ، وغنانا مغنينا
لا أكؤُسُ الراحِ تبدي من شمائلنا = سيما ارتياحٍ ، ولا الأوتار تُلهينا
دومي على العهد ما دمنا محافظة = فالحر من دان إنصافا كما دينا
فما اسعضنا خليلا منكِ يحبسنا = ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحونا من علو مطلعهِ = بدر الدجى لم يكن حاشاكِ يصبينا
أولي وفاءً وإن لم تبذلي صلةً = فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا
وفي الجواب متاع إن شفعت به = بيض الأيادي التي ما زلتِ تُولينا
عليك منا سلامُ الله ما بقيت = صبابةٌ بك نخفيها فتخفينا

(1)ألا حرف تحضيض مثل هلا . الحين : الهلاك
(2) انبت : انقطع
(3) العتبى : الرضا ، يريد لم نأتِ ما يسر أعاديكم
(4) الكاشح : مضمر العداوة
(5) بنتم : فارقتم . الجوانح : الضلوع .
(6) عنى : آلم وأتعب ، وشغل البال
(7) الورق : الفضة . التبر : الذهب
(8) الظئر : المرضعة . أكلته : جمع كلة وهي ستر رقيق . ، ستر الفراش
(9) تملينا : تمتعنا . ضروب : صنوف

وسلامتكم
شكرا على القراءة
تحيتي للجميع

[الخنساء]

شكرا اخوي يزيد لاعطاءنا نبذة من علماء القضاء سلمت
تحياتي

[يزيد النمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخنساء

شكرا اخوي يزيد لاعطاءنا نبذة من علماء القضاء سلمت
تحياتي

الشكر لك يالخنساء ،،،،،
بس ليتك قريتي الموضوع ..... اجل الله يهديك ... نبذة عن علماء القضاء؟؟؟!!!!!!!!!



ياواسفاب التعب خخخخخخخ

[الأمـــل]

أخي راقي الذوق والاختيار / النمي
رائع ماوقع ذوقك عليه ،فنونية ابن زيدون من أجمل ماقيل في الغزل على الاطلاق
توقفت فاستمتعت بهذا الذوق الخلاب
شكري لما أزجيته لي من متعة

[الريم]

رااااائعه من اروع ما قرأت لابن زيدون

يعطيك الف عاافيه وتسلم على الذوق الراائع اخوي يزيد

[الخنساء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد النمي

هذه نونية ابن زيدون وهو أحمد بن عبد الله بن غالب زيدون وينتهي نسبه إلى بني مخزوم القرشيين . شاعر أندلسي
كان أبوه من فقهاء قرطبة الكبار ، وكان أيضا ثريا له أملاك ، وجد بان زيدون لأمه كان أيضا من العلماء الذين تولوا منصب القضاء .

اخي الفاضل يزيد

انا قراات الموضوع وتعبك واضح وعلى عين والراس مافيه شك
للكن انا رديت بااختصار انه من علماء القضاء مثل ما تفضلت بالذكر في الموضوع اعلاه

تسلم ويعطيك الف عافيه على الموضوع والقصيده الراائعه

أخي وأستاذي يزيد النمي

عز الله ماقصرت بيض الله وجهك

والله بمثل هذه القصيدة يتغنى برثاء الأحباب

شكراً لك

[نجم الإبداع]

يزيد النمي

يسلم قلبك على هذا النقل

تحياتي واحترامي

[يزيد النمي]

اختي الامل
نعم هي من أجمل ما قيل في الغزل وارقه
تحيتي وتقديري وشكرا على المرور

[يزيد النمي]

الريم
الله يعافيك ويسلمك ،، ومرورك زادها روعة
تحيتي وتقديري