خروج

[عائشة النويمي]

خرجت من العشب أغني
أحني للزهرة أهدابي
أتلمس درباً وسطياً
مابين شذاها والموال
أهدي الأشجارَ عصافيراً
والأرضَ مساحة أسرابي
والماء خريراً وظلال

* * *

خرجت من الرمل أغني
أستل من التربة ظلي
والأيام نيام.
أطفأت الوقـت بمخدعها
ونشرت على الأبواب غمام
يمشي خلفي،
ويلملم تربة أقدامي،
يلمس قلبي،
ويوشوشني،
يمـتـد بأطرافي طرباً،
من رأسي يخرج مزهـواً
ويطير حمام.

* * *
خرجت من البحر أغـني
أجـفـف آخر أثوابي
والموج يدان،
تمتد تلاحقني مداً
وتشمًر جزراً في إثري
تغريني باللؤؤ حيناً
وتناشدني بالمرجان

* * *

خرجتُ من الأرض أغني
مابين الخطوة والأخرى ،
شبه يستدرج موالي
يتدرج صوتاً ذا سغب
أذاناً تصغي وطبول
أجنحة الليل تهاتفني
والسر الأعلى ناداني
ماذا يعني؟
هل يسمع صوتي؟
أم للقـلب غواياتٌ
تـتـقمص قافية وخيال
إن جئت إليها تـُطلقني
في الجو وتنفث في روحي
روحاً أخرى،
كانت طيراً،
أو في نفـس الوقت غزال
إن جاءتني،
تعلو قمراً
تتهادى من بين عـيوني
وتحط على الكتفين هلال

* * *
خرجت إلى الغيم أغني
لا أحفل بالجدب وأمي
خاطت أثوابي شرنقة
وأشارت للسر الأعلى
ضوءٌ ممسوس ببريقٍ
أدناني منه وقربني
،من أجمل أجمل موال،
لاشيء محال
لاشيئ محال .