انيس عبيدين
11-07-2007, 09:23 AM
مررت بهما يجلسان على مقعد واحد في حديقة عامة بين الناس هو ابن الاربعين و هي ابنة العشرين عاما بينهما ضعف العمر
هو يبدو عليه الرزانة و الادب و هي يبدو عليها البساطة و الصدق يلوح في محياها
فمثلها لو قالت كلمة فلن تقولها رياءا او كذبا بل نابعة من صدق عواطفها
الحديث بينهما كان سجالا فيصمت الاخر عندما يتكلم احدهما
كانت حركات اليدين تعبر عن الحديث الذي يدور بينهما و لكن الشفاه المرتجفة حبا من الفتاة و عصبية و شفقة من الرجل كانت تعطي فكرة بان الحديث ذو شجون
كانت ملامحها كملامح ابنة القرون الماضية لا ابتزال و لا تصنع
و هو لا يبتزل و لا يتصنع
اقتربت منهما لان المنظر شدني
و لكن خشيت طيران العصافير
خشيت التدخل بما لا يعنيني فاكتفيت بالنظر على هذان الجالسان
و فجأة هما بالرحيل و امسكا ايديهما بمصافحة الوداع
كانت المصافحة حارة تدل على الوداع النهائي
كانت يدها الاخرى تكفكف الدمع عن عينيها
و يده الاخرى يضعها على صدره خوفا من التوقف
و سارا و سارت عواطفي معهما و لكن الذي سمرني مكاني ورقة بقيت خلفهما
هرعت اليها و امسكتها فاذا بها قصيدة و لا اروع
قصيدة وقفت و قراتها كثيرا
عرفت الصدق فيها
عرفت الرزانة و الصدق
عرفت ان كلمة الحب كلمة مقدسة يجب ان لا نقولها الا و نحن نشعر بقدسيتها
اليكم القصيدة احبابي
اتمنى ان تعجبكم كما اعجبتني
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضهــا لا بالكريم و لا معجون أسنــانِ
في قرننا العشرين مازالت هنـــا ليلى تحاكي حسن غصن البــانِ
بيضاء كالبلور .. في وجناتهـــا خجل .. تورد حمرة .. فكوانـي
تسري إليّ كنسمة شرقيــــــة تنضو ثياب العصر .. و الأحزانِ
في قرننا العشرين مازالت هنـــا " جولييت " في بستانها تلقانــي
فرعاء ولكن كيف تحسب عمر من تنمو بعيداَ .. خارج الازمـــانِ
~ ~ ~
يا فتنتي أنا قد هرمــت.. فلم أزل اعدي بداء العجز من يهوانـــي
عشرون قرناً تستريح على يــدي من لي بقلب غير قلبي الفانـــي
" أحبَبت ؟" يالي من سؤالك شدنـي من رقدتي في حلمي الوسنـــانِ
لي قدر عمرك مرتين حكايــــة نسجت بها أحداثها أكفانـــــي
قالت : و ما أحلى الكلام و صوتهـا يرمي إليّ بأعذب الألحـــــانِ
"أتحبني ؟" وضحكت حين رأيتهــا شدت حقيبتها على السيقــــانِ
و أجبتها : بالطبع يا عصفورتــي يا ربة الحسن الذي أعمانــــي
فظننت أني قد زففت شبابــَــكِ لكهولةٍ .. تمشي بها قدمــــانِ
~ ~ ~
في قصركِ العالي و حولك زمـرة من راقصات البهو و الفرســانِ
يتبارزون على جمالكِ في الضحى في ردهة القصر و في الأركــانِ
و أنا هنا .. في عامنا التسعيــن من قرنٍ به ما فاقَ كـــل أوانِ
من لي بصبر"أبن الملوح"ساهــراً وأنا أعيش بعصر أجزاء الثـوانِ
من لي بسيفِ "أبن الملوحِ" والدنَـى خرجت بحرب مع الأكـــوانِ
من لي بدرعِ "أبن الملوحِ " والدنَـى صَهَرت سيوف الهند بالنيــرانِ
من لي "بمنجردِ الأوابدِ هيـــكلِ" و الطائرات تَئِز كالبركــــانِ
من لي بليل أكتب الشعرَ بــــه و الليل حولي ألفَ بـــوقٍ دانِ
~ ~ ~
يا فتنتي عشرون قرن بيننــــا نَزَلَت جداراً حط كالبنيـــــانِ
و طفولة الدنيا لديك رحيقهــــا فأمض .. إلى أقرانِكِ الفتيـــانِ
أما أنا .. أنا لست إلا ساعــــة قد كَف عقربها عن الـــدورانِ
و ها انا اكرر كلماته الاخيرة
يا احبتي فما انا الا ساعة سيكف عقربها عن الدوران
و استميح عذرا من كل من اسات له
هو يبدو عليه الرزانة و الادب و هي يبدو عليها البساطة و الصدق يلوح في محياها
فمثلها لو قالت كلمة فلن تقولها رياءا او كذبا بل نابعة من صدق عواطفها
الحديث بينهما كان سجالا فيصمت الاخر عندما يتكلم احدهما
كانت حركات اليدين تعبر عن الحديث الذي يدور بينهما و لكن الشفاه المرتجفة حبا من الفتاة و عصبية و شفقة من الرجل كانت تعطي فكرة بان الحديث ذو شجون
كانت ملامحها كملامح ابنة القرون الماضية لا ابتزال و لا تصنع
و هو لا يبتزل و لا يتصنع
اقتربت منهما لان المنظر شدني
و لكن خشيت طيران العصافير
خشيت التدخل بما لا يعنيني فاكتفيت بالنظر على هذان الجالسان
و فجأة هما بالرحيل و امسكا ايديهما بمصافحة الوداع
كانت المصافحة حارة تدل على الوداع النهائي
كانت يدها الاخرى تكفكف الدمع عن عينيها
و يده الاخرى يضعها على صدره خوفا من التوقف
و سارا و سارت عواطفي معهما و لكن الذي سمرني مكاني ورقة بقيت خلفهما
هرعت اليها و امسكتها فاذا بها قصيدة و لا اروع
قصيدة وقفت و قراتها كثيرا
عرفت الصدق فيها
عرفت الرزانة و الصدق
عرفت ان كلمة الحب كلمة مقدسة يجب ان لا نقولها الا و نحن نشعر بقدسيتها
اليكم القصيدة احبابي
اتمنى ان تعجبكم كما اعجبتني
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضهــا لا بالكريم و لا معجون أسنــانِ
في قرننا العشرين مازالت هنـــا ليلى تحاكي حسن غصن البــانِ
بيضاء كالبلور .. في وجناتهـــا خجل .. تورد حمرة .. فكوانـي
تسري إليّ كنسمة شرقيــــــة تنضو ثياب العصر .. و الأحزانِ
في قرننا العشرين مازالت هنـــا " جولييت " في بستانها تلقانــي
فرعاء ولكن كيف تحسب عمر من تنمو بعيداَ .. خارج الازمـــانِ
~ ~ ~
يا فتنتي أنا قد هرمــت.. فلم أزل اعدي بداء العجز من يهوانـــي
عشرون قرناً تستريح على يــدي من لي بقلب غير قلبي الفانـــي
" أحبَبت ؟" يالي من سؤالك شدنـي من رقدتي في حلمي الوسنـــانِ
لي قدر عمرك مرتين حكايــــة نسجت بها أحداثها أكفانـــــي
قالت : و ما أحلى الكلام و صوتهـا يرمي إليّ بأعذب الألحـــــانِ
"أتحبني ؟" وضحكت حين رأيتهــا شدت حقيبتها على السيقــــانِ
و أجبتها : بالطبع يا عصفورتــي يا ربة الحسن الذي أعمانــــي
فظننت أني قد زففت شبابــَــكِ لكهولةٍ .. تمشي بها قدمــــانِ
~ ~ ~
في قصركِ العالي و حولك زمـرة من راقصات البهو و الفرســانِ
يتبارزون على جمالكِ في الضحى في ردهة القصر و في الأركــانِ
و أنا هنا .. في عامنا التسعيــن من قرنٍ به ما فاقَ كـــل أوانِ
من لي بصبر"أبن الملوح"ساهــراً وأنا أعيش بعصر أجزاء الثـوانِ
من لي بسيفِ "أبن الملوحِ" والدنَـى خرجت بحرب مع الأكـــوانِ
من لي بدرعِ "أبن الملوحِ " والدنَـى صَهَرت سيوف الهند بالنيــرانِ
من لي "بمنجردِ الأوابدِ هيـــكلِ" و الطائرات تَئِز كالبركــــانِ
من لي بليل أكتب الشعرَ بــــه و الليل حولي ألفَ بـــوقٍ دانِ
~ ~ ~
يا فتنتي عشرون قرن بيننــــا نَزَلَت جداراً حط كالبنيـــــانِ
و طفولة الدنيا لديك رحيقهــــا فأمض .. إلى أقرانِكِ الفتيـــانِ
أما أنا .. أنا لست إلا ساعــــة قد كَف عقربها عن الـــدورانِ
و ها انا اكرر كلماته الاخيرة
يا احبتي فما انا الا ساعة سيكف عقربها عن الدوران
و استميح عذرا من كل من اسات له