الطائر المهاجر
04-10-2007, 07:21 PM
عبدالله بن محمد الفرج . . . شاعر موهوب يرجع نسبه إلى قبيلة ((الدواسر)) . . . ولد سنة 1252هـ بالكويت.
وفي بداية حياته سافر إلى الهند طلباً للعلم فأجاد بإتقان اللغة الهندية كأحد أبنائها وتعلم هناك فنون الموسيقى والعزف على العود والكمان . . . كان عبدالله الفرج رحمه الله ثرياً ميسور الحال وقد كان سخياً لا يهمه المال كريماً إلى أبعد الحدود . . . ويروي راوٍ ثقة عن أحد الذين عايشوه . . . كان عبدالله الفرج يمشي في شوارع الكويت وبيده كيس مملوء بالمال لا يعرف هو نفسه كم فيه . . . وصادف أن قابلته بنفس الشارع إحدى الفرق النسائية للغناء ولما رأته الفرقة غنت له فرمى على نساء الفرقة الكيس بما يحويه ولم يكن يعطي هذا العطاء إلاّ الأمراء . . . ويقول الرواة أن عبدالله الفرج مات ميتة الفقراء سنة 1319هـ في الكويت.
أما شاعريته : فقد كان رحمه الله ينظم في بداية حياته الشعر الفصيح ثم تحول إلى نظم الشعر النبطي وحاول أن يجعل له أوزاناً وقواعد استقاها من أوزان الشعر العربي الفصيح ولم يحالفه النجاح فالشعر النبطي ميزته البساطة . . . إلاّ أنه أدخل على الشعر النبطي كثيراً من تعابير البلاغة والبديع لتأثره بالأدب العربي الفصيح.
كان ديوان الفرج أقدم ديوان صدر بالشعر النبطي فقد طبع في ((بومباي - الهند)) سنة 1338هـ وقد لاقى رواحاً بذلك الوقت فأعاد خالد بن محمد الفرح طباعته في ((دمشق)) سنة 1373هـ أي 1953م بمطبعة الترقي وأعيدت طباعة الكتاب عدة مرات.
برع الشاعر عبدالله الفرج بالغزل وله قصائد مطولات غاية بالإجادة روعة بالتصوير منها هذه الأبيات من قصيدة له يقول فيها:
لـولا الهـوى مـا قلـت آهٍ بونـات=أحيا القضـي مني فـؤادي وأماتـه
ما قلت قولٍ واشتـهر كـود باثبـات=تشهـد له شهـودٍ وتصـدق رواتـه
قلت المعنى فـي غرامـه ألياهـات=هيـهات يلقـا الخيـر مـدة حياتـه
مثل الدهر ما يستـوي كـود بآفـات=أو بالـذي ترهـف خطوبـه شباتـه
مـا خـاف منهـو عالـمٍ بالخفيـات=يومـن ولانـي كافـرٍ فـي ولاتـه
الأولا حـاذر تـوافيـه سطــوات=مـن حوبـة المظلـوم وإلاّ دعاتـه
وكما كان شاعرنا بارعاً بالغزل فقد كان بارعاً بكل معنى يطرقه بقصائده ولعله يكاد يكون الوحيد الذي تعرض لجميع أغراض الشعر النبطي بشعره حتى الهجاء . . . وهذه الأبيات من قصيده للشاعر يهجوا بها عجوزاً فيقول:
يـا نـاس من يقلـع مـدى الكذابـة=وأطلـب عسـا مـا يستـلاذ إلاّ بـه
من يلعـن الشيطـان وأختـه يوجـر=ويفـوز عنـد الـرب يـوم حسابـه
بلـوى تبلتنـي عجــوزٍ غبــرا=نمـامــةٍ فتـانــةٍ سبـابـــه
مـدري تظـن إلهـا حـلالٍ عنـدي=وإلاّ لهـا شـرط علـيّ وأتعـابـه
ملعـونـةٍ جـازت عليـها اللعنــة=حيـث إنـها كـالعقـرب اللسـابـه
أما عن تمكنه فقد الزم عبدالله الفرج نفسه بلزوم ما لا يلزم في أكثر من قصيده تراه يبحث عن الغريب النادر كالقصيدة المهملة الحروف ((أي أن حروفها بدون نقط)) ورغم ذلك نجدها قوية المعنى كقوله من قصيدة له زهيرية مهملة يقول:
الحاء حلو اللمـا للحـال سلـه راح=حكمه دعا الصاح لما صاح عادم راح
حور المها حور لولا حسام سلـه راح=حلو اللما حامله والحـور أهل الملـح
حلوا وللصاح ما حلو المـلاح الملـح=حر والمولع وعاطوه الصدود الملـح
حاله وهو حال مطروح حسالـه راح
وقوله من قصيده خائية بالقافيتين وفي مطلع صدر كل بيت يبدأ بالخاء أيضاً وفي بداية البيت يلزم الخاء وموضوع القصيدة وغرضها الهجاء . . . استمع إليه وهو يقول:
خيّـرهم اللي تمدحه ينصـب أفخـاخ=خدايـعٍ تدميـك مـن غيـر تشميـخ
خـداش بأنيـابـه وبالظفـر شمـاخ=خماش لوجيـه الأصاحيـب كالذيـخ
خـويهـم يسقونـه المـر بأوسـاخ=خملاتهم ويـدوخ من غيـر تدويـخ
خاو الفهود وخل صحبات الأرخـاخ=خزّان ما نقدر على الضـد وتشيـخ
وفي بداية حياته سافر إلى الهند طلباً للعلم فأجاد بإتقان اللغة الهندية كأحد أبنائها وتعلم هناك فنون الموسيقى والعزف على العود والكمان . . . كان عبدالله الفرج رحمه الله ثرياً ميسور الحال وقد كان سخياً لا يهمه المال كريماً إلى أبعد الحدود . . . ويروي راوٍ ثقة عن أحد الذين عايشوه . . . كان عبدالله الفرج يمشي في شوارع الكويت وبيده كيس مملوء بالمال لا يعرف هو نفسه كم فيه . . . وصادف أن قابلته بنفس الشارع إحدى الفرق النسائية للغناء ولما رأته الفرقة غنت له فرمى على نساء الفرقة الكيس بما يحويه ولم يكن يعطي هذا العطاء إلاّ الأمراء . . . ويقول الرواة أن عبدالله الفرج مات ميتة الفقراء سنة 1319هـ في الكويت.
أما شاعريته : فقد كان رحمه الله ينظم في بداية حياته الشعر الفصيح ثم تحول إلى نظم الشعر النبطي وحاول أن يجعل له أوزاناً وقواعد استقاها من أوزان الشعر العربي الفصيح ولم يحالفه النجاح فالشعر النبطي ميزته البساطة . . . إلاّ أنه أدخل على الشعر النبطي كثيراً من تعابير البلاغة والبديع لتأثره بالأدب العربي الفصيح.
كان ديوان الفرج أقدم ديوان صدر بالشعر النبطي فقد طبع في ((بومباي - الهند)) سنة 1338هـ وقد لاقى رواحاً بذلك الوقت فأعاد خالد بن محمد الفرح طباعته في ((دمشق)) سنة 1373هـ أي 1953م بمطبعة الترقي وأعيدت طباعة الكتاب عدة مرات.
برع الشاعر عبدالله الفرج بالغزل وله قصائد مطولات غاية بالإجادة روعة بالتصوير منها هذه الأبيات من قصيدة له يقول فيها:
لـولا الهـوى مـا قلـت آهٍ بونـات=أحيا القضـي مني فـؤادي وأماتـه
ما قلت قولٍ واشتـهر كـود باثبـات=تشهـد له شهـودٍ وتصـدق رواتـه
قلت المعنى فـي غرامـه ألياهـات=هيـهات يلقـا الخيـر مـدة حياتـه
مثل الدهر ما يستـوي كـود بآفـات=أو بالـذي ترهـف خطوبـه شباتـه
مـا خـاف منهـو عالـمٍ بالخفيـات=يومـن ولانـي كافـرٍ فـي ولاتـه
الأولا حـاذر تـوافيـه سطــوات=مـن حوبـة المظلـوم وإلاّ دعاتـه
وكما كان شاعرنا بارعاً بالغزل فقد كان بارعاً بكل معنى يطرقه بقصائده ولعله يكاد يكون الوحيد الذي تعرض لجميع أغراض الشعر النبطي بشعره حتى الهجاء . . . وهذه الأبيات من قصيده للشاعر يهجوا بها عجوزاً فيقول:
يـا نـاس من يقلـع مـدى الكذابـة=وأطلـب عسـا مـا يستـلاذ إلاّ بـه
من يلعـن الشيطـان وأختـه يوجـر=ويفـوز عنـد الـرب يـوم حسابـه
بلـوى تبلتنـي عجــوزٍ غبــرا=نمـامــةٍ فتـانــةٍ سبـابـــه
مـدري تظـن إلهـا حـلالٍ عنـدي=وإلاّ لهـا شـرط علـيّ وأتعـابـه
ملعـونـةٍ جـازت عليـها اللعنــة=حيـث إنـها كـالعقـرب اللسـابـه
أما عن تمكنه فقد الزم عبدالله الفرج نفسه بلزوم ما لا يلزم في أكثر من قصيده تراه يبحث عن الغريب النادر كالقصيدة المهملة الحروف ((أي أن حروفها بدون نقط)) ورغم ذلك نجدها قوية المعنى كقوله من قصيدة له زهيرية مهملة يقول:
الحاء حلو اللمـا للحـال سلـه راح=حكمه دعا الصاح لما صاح عادم راح
حور المها حور لولا حسام سلـه راح=حلو اللما حامله والحـور أهل الملـح
حلوا وللصاح ما حلو المـلاح الملـح=حر والمولع وعاطوه الصدود الملـح
حاله وهو حال مطروح حسالـه راح
وقوله من قصيده خائية بالقافيتين وفي مطلع صدر كل بيت يبدأ بالخاء أيضاً وفي بداية البيت يلزم الخاء وموضوع القصيدة وغرضها الهجاء . . . استمع إليه وهو يقول:
خيّـرهم اللي تمدحه ينصـب أفخـاخ=خدايـعٍ تدميـك مـن غيـر تشميـخ
خـداش بأنيـابـه وبالظفـر شمـاخ=خماش لوجيـه الأصاحيـب كالذيـخ
خـويهـم يسقونـه المـر بأوسـاخ=خملاتهم ويـدوخ من غيـر تدويـخ
خاو الفهود وخل صحبات الأرخـاخ=خزّان ما نقدر على الضـد وتشيـخ