ماذا نتعلم من وضع لبنان

[الطائر المهاجر]

كان الإنسان في عصور سالفة يعيش مع الكائنات الأخرى تحت الشجر وفي الكهوف
بل وفي العراء ، قد لايتجاوز لباسه ما يستر العورة ، فكان قادر على تحمل التشريد
والجوع والعطش ، ولكنه مع تدرجه في الحضارة ، ابتعد كلية عن ما كان يعيش عليه
في تلك العصور ، فأصبح يسكن في المباني التي شيدها من الحديد والأسمنت ،
ويؤثث منزله بفاخر الأثاث وبكامل المعدات ويلبس هو فاخر الملابس ويتنقل بوسيلة نقل .
اصبحت هذه المباني وسيلة قتل له في مناسبات عديدة ، كما نرى حاليا في لبنان
او بفعل الزلازل ، او حتى بوقوعها لإهمال في وضع الأساسات المناسبة وزيادة
الطوابق كما رأينا في مصر ، او بكل بساطة يموت فيها نتيجة الإحتراق او الإختناق
ووسيلة مواصلاته اصبحت ايضا سلاح قد يقتله في اية لحظة ، وحتى نوعية أكله
وشربه سبب له الكثير من الأمراض والإضطرابات ، وفوق ذلك طموحاته في عصر المادة اصبح يشكل
ضغوطا نفسية عليه قد لايستحملها فنراه وقد طور الإضطرابات العقلية والنفسية.
لماذا نرى الكائنات الحية الأخرى لاتحتمل ان يحجر عليها في غرفة ، فبمجرد أن نفتح لها
نراها تنطلق بسرعة بعيدا عن المباني ، هل حافظت على فطرتها بينما الإنسان ترك تلك
الفطرة ، اذا كان كذلك فلماذا لانحاول التدرب على الرجوع لفطراتنا ، فلن يكون هناك مباني
تقع علينا او يضربها العدو بطائراته ، فبمجرد ما نرى الطائرة وقد وجهت لنا صاروخا ، فكلما
في الأمر ان نبتعد عن مكان وقوعه ، ولو اهتزت الأرض في جهة فكلما نفعل ان نبتعد عن المكان الذي
تصدع بفعل الزلزال ، هل يمكننا أن نتدرب للعودة للفطرة ، ولكن بعقل يبحث عن الفضيلة ولا يقبل بالرذيلة
ولكن كيف نفعل ذلك ولو تدريجياً ، من منا لديه الإستعداد لخوض التجربة؟؟