المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة العراق للشيخ سفر الحوالي


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

نجم الإبداع
15-10-2006, 06:36 PM
الآن يزهو على راياتَك الشـرفُ =ويسقط البغي والعـدوان والصلـفُ

يا قاهرَ الكفرِ مهما ارتـدَّ صائلـهُ =لا الضيمَ ترضى ولا بالجرح تعترفُ

تألـق الشعـر ألحانـاً مرفرفـةً =لما رأى جندَك الأبطال قـد عزفـوا

يا أيها الشعر مهلاً فالعـراقُ لـهُ =من البطولاتِ شأنٌ فوقَ مـا تصـفُ

هو العراقُ عـراقَ الديـنِ ديدنـه =أن يجعلَ النصرَ ينبوعـاً ويرتَشـفُ

مضمارهُ النصرُ والإيمـانُ رائـدهُ =يكبـو ولكنـه فـي ساعـةٍ يـقـفُ

برجٌ من العزمِ لما مـاجَ ساحلُـه =سعت إليه شعـوب الأرض تغتـرفُ

يا قاهرَ الكفـرِ علِّمهـا بـأن لنـا =ديناً عـن الملـلِ العوجـاءِ يختلـفُ

وأننـا مـا غزانـا أمـةٌ ابــداً =إلا وغايتهـا الخـسـران والتـلـفُ

ترى الظباةَ التي فلّت إذا وضِعت =على ثرى الرافدين انتابهـا الرهـفُ

ولو ركزتَ القنا فيها وقـد ثُنيَـت =لقوّمتهـا فـلا أمــت ولا حـنـفُ

جحافلُ الرومِ غاصتْ في مخاضته =والأرض من تحتها للثـأر ترتجـفُ

جاءتك مغرورةً والبغي حافزُهـا =فأنـت منهـا بحـد النـار تنتصـفُ

عدلٌ من الله أن أغرى زعامتَهـم =فأرسلتهم لكي يشقـوا بمـا اقترفـوا

بغدادُ ما سقطت لكنهـا انحرفـت =واستدرجتهم فلا حلّوا ولا انصرفـوا

شدّوا حصاراً فشدّت عزمَها أبـداً =كي لا ينهنه مـن بأسائهـا التـرفُ

شوفت فاستعدت فاعتلـتْ شهبـاً =مثل العقاب الذي يهـوي وينعطـفُ

في لمحةٍ ما كأن الدهـر يطرفهـا =قام الرجاء وولـى الغـم والأسـفُ

ما سطرَ المجدُ للإبطـالِ ملحمـةً =فنحن في صفحتيـه اليـاء والألـفُ

سنا كما استسلمَ الألمانُ في هلـعٍ =ولا كما خضع الجابـان واعترفـوا

وما فيتنام؟ كان الشـرقُ يرفِدُهـا =وكان من خلفها الأحـلاف والخلـفُ

ونحن كالسيفِ نضواً لا قرابَ له =صدورنا حاسرات والوغـى وجـفُ

لا نلتقي ودروع الجبن تحرسهـم =إلا كما يلتقـي الجلمـود والخـزفُ

لونٌ من الحربِ فذٌ لا نضيرَ لـه =ماجت له الأرض وانهارت له السقفُ

كتائبُ الرومِ تقضي وهي حائـرةٌ =تمشي وقد دب في أوصالها النغـفُ

في كـل زاويـة قـرمٌ يباغتهـم =في كـل منعطـفٍ فـخٌ لـه شنـفُ

كم قائـد ودّ لـو ألقـى قلانسـه =وأنـه بلـبـاس الـعـار يلتـحـفُ

ما بين بغدادَ والفلوجـة انتصبـت =كبـرى الأخاديـد فالنيـران تلتهـفُ

لله جنـد إلـى الـزوراء مـأرزه =قصاصه العدل لا حيـف ولا جنـفُ

ضجت لتكبيره الأنبار فانتفضـت =وطار منها بغاث الغـدر وانقصفـوا

وحصن بعقوبة الأسـاد تحرسـه =لله ما أضرمـوا فيهـا ومـا نسفـوا

وأرض زنكي وقد شدت مشاعرها =للقدس والدمـع فـي آماقهـا يكـفُ

منها سينطلـق الإعصـار ثانيـة =يجتاح صهيـون لا يخبـو ولا يقـفُ

في كل يوم ترى الأرتال خاويـة =كما تناثر فـوق الشاطـئ الصـدفُ

وألف حوامة فـي الجـوِّ لاهثـة =لكي تنـاط بهـا الأشـلاء والجيـفُ

ويل العلوج التي ذابت جماجمهـا =كما تذوب على صخر اللظى النطفُ

لشمس لفحٌ كما للريـح زمجـرة =علـى الغـزاة وللأنهـار منعطـفُ

لا شيء في أرضك الشماء يقبلهم =إلا الحثالـة لا ديـنٌ ولا شــرفُ

لا يأنف الذل من خاست أرومتـه =وإن يكـن بيـن قـومٍ كلهـم أنـفُ

إن الدياثة فـي الأديـان منقصـة =عن الدياثة في الأعراض لو عرفـوا

يا بصرة الثغر ثوري غير هائبـة =فربمـا سلكـت آثــارك النـجـفُ

حق على كـل حـرٍّ أن يعلمهـم =أن الغـزاة غـزاة أينـمـا ثقـفـوا

يا حسرة الروم والأحلاف كلهـم =ألا يظنـون أن الزيـف منكـشـفُ

لا غرو أن كان خلق الإفك حجتهم =لكل قوم مـن الأخـلاق مـا ألفـوا

جـاءوا لإنقـاذ ليكـود وزمرتـه =لكنهـم دلسـوا بالـزور واعتسفـوا

من غيرهم أحرق الدنيا وأرهبهـا =بكل ما حـرم الإنجيـل والصحـفُ

كنهم طففـوا المكيـال غطرسـة =وغرهم سوءتـان الكبـر والسـرفُ

والله أنزلهم فـي أرض معمعـة =تغوص فيهـا صياصيهـم وتنخسـفُ

يا من تظنون أن الـروم صادقـة =إذا زحفنـا إليهـم غـارةً زحـفـوا

سلوا العراق فإن الوهـم مجبنـة =والروم أحلامها قد هدهـا الخـرفُ

لكننـا نحـن أوصـال ممزعـة =وكل حزب على أصنامهـم عكفـوا

فإن نشأ يجمـع الرحمـن رايتنـا =صفاً تلاصق فيـه الكعـب والكتـفُ