الطائر المهاجر
11-01-2006, 02:17 AM
تقع مدائن صالح على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا ، واسمها قديماً الحجر ،
وترجع في تاريخها القديم إلى حضارة الديدان و اللحيان والأنباط . فقد سكن الأنباط( الحجر) واتخذوه عاصمة ثانية (جنوبية) لدولتهم الأنباط، وكانت البتراء عاصمتهم الشمالية: أما أصل الأنباط فليس معروفاً، وبعض المراجع تؤكد أنهم كانوا جماعة من الأعراب استقروا تدريجياً، ولم يبنوا مساكن لهم أو يشربوا الخمر، وكانوا رعاة. وقد لعب الأنباط دوراً هاماً في تاريخ المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي( اطلال، العدد10، ص:136).
وتدل المقابر المنحوتة في الصخور وعلى واجهات الجبال على وجود حضارات قديمة مزدهرة في فن العمارة والهندسة والنحت فكل واجهة تمثل مقبرة لعائلة ما، وبعض المقابر تكون فردية وأخرى منقوشة أبوابها بشكل متصل . توجد في الموقع آثار تعود لعهد اللحيانيين الذين سيطروا على الحجر بعد أن قضوا على الديدانية، وكذلك آثار تعود لفترة حكم الأنباط، وتتميز بوجود عدد كبير من المقابر ففي هذه المنطقة الأثرية نجد 131 مدفناً منها 32 مدفناً عرف تاريخها وتقع في الفترة الممتدة بين العام الأول قبل الميلاد و حتى عام 75م . ويزخر الموقع بآثار للمباني على شكل بيوت وقصور وأسواق تجارية وشوارع رئيسة إضافة إلى المباني الدينية والعسكرية، ويوجد في الحجرعدد كبير من الحجرات، ليست سوى قبور منحوتة في جوف الصخور المنتشرة في السهل والمنحوتة واجهتها بطريقة فنية تظهر فيها روح الإبداع، وتزينها الزخرفة، وتتميز كل مقبرة عن الأخرى بالنقوش التي تغطي واجهتها، كما تتميز بعض المدافن بوجود نصوص نبطية توضح فيها ملكية المقبرة وتاريخها كما يمكن مشاهدة المقابرالنبطية موازية إلى مناطق ووحدات مشهورة وهي الخزيمات وقصر البنت والديوان والكهف والعجوز والفريد وهناك واجهات منحوتة تختلف عن المقابر كديوان أبي زيد و محاريب وقنوات منحوتة وكهوف لحفظ المياه، و هذا دليل مادي على بلوغ سكان مدينة الحجر درجة عالية من التمدن والحضارة، وإلى جانب نحت الصخور لدفن الموتى نحتوا أماكن للعبادة و آباراً استخرجوا منها الماء .
ولعل من أجود ما كتب مقال لفرانك ج. كليمو بعنوان "زيارة للأضرحة الصخرية في مدائن صالح والجزء الجنوبي من خط سكة حديد الحجاز" ، اذا يقول :
"توجد في مدائن صالح مجموعة رائعة جداً من تجاويف الأضرحة وواجهاتها على الصخور الحجرية.. ويعتقد العرب بأن هذه التجاويف والحجيرات قد نحتها قوم ثمود في عصر النبي صالح عليه السلام، ولهذا السبب أطلق على المستوطنة اسم مدائن صالح.. ومن ناحية ثانية فإن التاريخ الحقيقي قد دل على أنها تعود إلى عهد أقرب بكثير، ربما إلى العصر النبطي.. وقد أعاد داوتي "Doughty" اكتشاف تلك الآثار الرائعة سنة 1876م، وتناولها بالوصف المفصل في كتابه "الصحراء العربية" "Arabian Deserta"، وصفها وصفاً تاماً بالقلم والصورة.. ولذلك لم يتبق إلا القليل للمكتشفين من بعده إلا من أراد معرفة دقة المكتشف الأصلي، وهذا يمكن سبره بسهولة بمقارنة بعض تفاصيله بالمناظر المصورة التي عرضت هنا.. ونقدم ادناه بعض ملامحها المادية المهمة.
أولاً: تبدو احجامها رائعة، فيتراوح ارتفاع أعلاها بين السبعين والثمانين قدماً، وتبدو عريضة نسبياً.. ويوجد تشابه كبير في مظهرها العام، إلا أن هناك اختلافاً شاسعاً في التفاصيل.. وتحديداً يوجد فيها جميعاً مدخلاً واحداً له أعمدة مستطيلة الشكل وناتئة على كل جانب وكذلك مثلث فوقه، وهذه موضوعة على "الوجهة" (السيد داوتي يسميها "المواجهة")، والتي هي الأخرى بها أعمدة مستطيلة ناتئة على كل جانب، ومحاطة بمجموعة من الأفاريز المشكلة، ويوجد في القمة شيء ثابت يشبه الزخرفة كما يظهر في الصور الفوتوغرافية.. ومثل واجهات القبور هذه تشاهد بكثرة في البتراء عاصمة مملكة الأنباط، ويظهر بأن لها مميزات ذلك النوع نفسها. ووجد كتابات منقوشة على بعض واجهات الأضرحة، وقد نجحت أعمال داوتي وايرنست رينان في كشف غموضها وترجمتها، وبينوا بأن تلك القبور كانت أماكن دفن لمختلف الأسر النبطية.
إن تجويف القبر الذي يفضي الباب إليه يكون عادة في شكل فجوة مستطيلة الشكل حجمها ليس بالكبير، ولا يزيد ارتفاعها كثيراً على ارتفاع قامة رجل وسيط.. وتوجد في الجدران تجاويف صغيرة كثيرة أو فجوات مستطيلة الشكل.. والملفت للانتباه ان عمق العديد منها قليل لا يناسب وضع التابوت، أو حتى جسداً مجرداً.. وتوجد فجوات أكبر وأعمق في نهايتي التجويف في بعض الأضرحة، وفي بعضها توجد نقائر لها عمق في الأرضية عند أحد نهايات التجويف أو عند نهايتي التجويف معاً.وعادة ما تكون الأضرحة الأصلية مفروشة ببعض أكوام النفايات التي ربما يوجد بينها العديد من العظام البشرية، وأطباق طعام خشبية، وأجزاء من أغطية القبور، وكتل من مادة راتنجية والتي بدون أدنى شك، تكون بعض البخور والتوابل الأخرى التي كان النبطيون يتاجرون بها، وبها كانوا يحنطون موتاهم.. ودوماً ما يلفت تجويف القبر الانتباه بصغره، وغرابته تحديداً في انخفاضه مقارنة بارتفاع الواجهة الخارجية، ولكن المفارقة كانت في وجود حفرة في سقف أحد القبور، وقد أفضت هذه الحفرة إلى تجويف علوي، ويقال انه وجد بداخله بقايا أربعين أو خمسين جثة بشرية.. وإن كان ذلك صحيحاً في حال ضريح واحد، فيبدو من المعقول افتراض وجود ذلك في الأضرحة الأخرى، ولو ثبتت صحة ذلك فإن اجراء توضيح معقول ربما توصل إلى تبيين عدم التناسب بين ارتفاع الواجهة الخارجية وارتفاع التجويف السفلي للقبر داخله"
من المحتمل أن يكون هناك خلط بين (الحجر) وبين مدينة صالح القديمة القريبة منها، وقد بين العلاقة الجاسر رحمه الله أنه حدث خلط بين بلدة قديمة هي (مدينة صالح) والحجر وهي قر يبة من الحجر، ومدينة صالح تلك عرفت قديماً (بالرحبة)، وكانت في وادي القرى، وخربت في منتصف القرن الرابع الهجري، والرجل الذي تنسب إليه مدينة صالح ليس صالحاً النبي عليه السلام، وإنما هو من بني عباس.. كما ذكر ياقوت الرحبة حين قال: والرحبة. ناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القرى (الحموى، ج3، ص33).
هذه صورة المجلس الجماعي حيث تمارس فيه الطقوس الدينية
http://www.watein.com/ksaimg/albums/userpics/29.jpg
وهذه صورة توضح المقابر التي حفرت في الجبال فلكل عائلة مقابرها
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/43.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/44.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/50.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/19.jpg
منقول
وترجع في تاريخها القديم إلى حضارة الديدان و اللحيان والأنباط . فقد سكن الأنباط( الحجر) واتخذوه عاصمة ثانية (جنوبية) لدولتهم الأنباط، وكانت البتراء عاصمتهم الشمالية: أما أصل الأنباط فليس معروفاً، وبعض المراجع تؤكد أنهم كانوا جماعة من الأعراب استقروا تدريجياً، ولم يبنوا مساكن لهم أو يشربوا الخمر، وكانوا رعاة. وقد لعب الأنباط دوراً هاماً في تاريخ المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي( اطلال، العدد10، ص:136).
وتدل المقابر المنحوتة في الصخور وعلى واجهات الجبال على وجود حضارات قديمة مزدهرة في فن العمارة والهندسة والنحت فكل واجهة تمثل مقبرة لعائلة ما، وبعض المقابر تكون فردية وأخرى منقوشة أبوابها بشكل متصل . توجد في الموقع آثار تعود لعهد اللحيانيين الذين سيطروا على الحجر بعد أن قضوا على الديدانية، وكذلك آثار تعود لفترة حكم الأنباط، وتتميز بوجود عدد كبير من المقابر ففي هذه المنطقة الأثرية نجد 131 مدفناً منها 32 مدفناً عرف تاريخها وتقع في الفترة الممتدة بين العام الأول قبل الميلاد و حتى عام 75م . ويزخر الموقع بآثار للمباني على شكل بيوت وقصور وأسواق تجارية وشوارع رئيسة إضافة إلى المباني الدينية والعسكرية، ويوجد في الحجرعدد كبير من الحجرات، ليست سوى قبور منحوتة في جوف الصخور المنتشرة في السهل والمنحوتة واجهتها بطريقة فنية تظهر فيها روح الإبداع، وتزينها الزخرفة، وتتميز كل مقبرة عن الأخرى بالنقوش التي تغطي واجهتها، كما تتميز بعض المدافن بوجود نصوص نبطية توضح فيها ملكية المقبرة وتاريخها كما يمكن مشاهدة المقابرالنبطية موازية إلى مناطق ووحدات مشهورة وهي الخزيمات وقصر البنت والديوان والكهف والعجوز والفريد وهناك واجهات منحوتة تختلف عن المقابر كديوان أبي زيد و محاريب وقنوات منحوتة وكهوف لحفظ المياه، و هذا دليل مادي على بلوغ سكان مدينة الحجر درجة عالية من التمدن والحضارة، وإلى جانب نحت الصخور لدفن الموتى نحتوا أماكن للعبادة و آباراً استخرجوا منها الماء .
ولعل من أجود ما كتب مقال لفرانك ج. كليمو بعنوان "زيارة للأضرحة الصخرية في مدائن صالح والجزء الجنوبي من خط سكة حديد الحجاز" ، اذا يقول :
"توجد في مدائن صالح مجموعة رائعة جداً من تجاويف الأضرحة وواجهاتها على الصخور الحجرية.. ويعتقد العرب بأن هذه التجاويف والحجيرات قد نحتها قوم ثمود في عصر النبي صالح عليه السلام، ولهذا السبب أطلق على المستوطنة اسم مدائن صالح.. ومن ناحية ثانية فإن التاريخ الحقيقي قد دل على أنها تعود إلى عهد أقرب بكثير، ربما إلى العصر النبطي.. وقد أعاد داوتي "Doughty" اكتشاف تلك الآثار الرائعة سنة 1876م، وتناولها بالوصف المفصل في كتابه "الصحراء العربية" "Arabian Deserta"، وصفها وصفاً تاماً بالقلم والصورة.. ولذلك لم يتبق إلا القليل للمكتشفين من بعده إلا من أراد معرفة دقة المكتشف الأصلي، وهذا يمكن سبره بسهولة بمقارنة بعض تفاصيله بالمناظر المصورة التي عرضت هنا.. ونقدم ادناه بعض ملامحها المادية المهمة.
أولاً: تبدو احجامها رائعة، فيتراوح ارتفاع أعلاها بين السبعين والثمانين قدماً، وتبدو عريضة نسبياً.. ويوجد تشابه كبير في مظهرها العام، إلا أن هناك اختلافاً شاسعاً في التفاصيل.. وتحديداً يوجد فيها جميعاً مدخلاً واحداً له أعمدة مستطيلة الشكل وناتئة على كل جانب وكذلك مثلث فوقه، وهذه موضوعة على "الوجهة" (السيد داوتي يسميها "المواجهة")، والتي هي الأخرى بها أعمدة مستطيلة ناتئة على كل جانب، ومحاطة بمجموعة من الأفاريز المشكلة، ويوجد في القمة شيء ثابت يشبه الزخرفة كما يظهر في الصور الفوتوغرافية.. ومثل واجهات القبور هذه تشاهد بكثرة في البتراء عاصمة مملكة الأنباط، ويظهر بأن لها مميزات ذلك النوع نفسها. ووجد كتابات منقوشة على بعض واجهات الأضرحة، وقد نجحت أعمال داوتي وايرنست رينان في كشف غموضها وترجمتها، وبينوا بأن تلك القبور كانت أماكن دفن لمختلف الأسر النبطية.
إن تجويف القبر الذي يفضي الباب إليه يكون عادة في شكل فجوة مستطيلة الشكل حجمها ليس بالكبير، ولا يزيد ارتفاعها كثيراً على ارتفاع قامة رجل وسيط.. وتوجد في الجدران تجاويف صغيرة كثيرة أو فجوات مستطيلة الشكل.. والملفت للانتباه ان عمق العديد منها قليل لا يناسب وضع التابوت، أو حتى جسداً مجرداً.. وتوجد فجوات أكبر وأعمق في نهايتي التجويف في بعض الأضرحة، وفي بعضها توجد نقائر لها عمق في الأرضية عند أحد نهايات التجويف أو عند نهايتي التجويف معاً.وعادة ما تكون الأضرحة الأصلية مفروشة ببعض أكوام النفايات التي ربما يوجد بينها العديد من العظام البشرية، وأطباق طعام خشبية، وأجزاء من أغطية القبور، وكتل من مادة راتنجية والتي بدون أدنى شك، تكون بعض البخور والتوابل الأخرى التي كان النبطيون يتاجرون بها، وبها كانوا يحنطون موتاهم.. ودوماً ما يلفت تجويف القبر الانتباه بصغره، وغرابته تحديداً في انخفاضه مقارنة بارتفاع الواجهة الخارجية، ولكن المفارقة كانت في وجود حفرة في سقف أحد القبور، وقد أفضت هذه الحفرة إلى تجويف علوي، ويقال انه وجد بداخله بقايا أربعين أو خمسين جثة بشرية.. وإن كان ذلك صحيحاً في حال ضريح واحد، فيبدو من المعقول افتراض وجود ذلك في الأضرحة الأخرى، ولو ثبتت صحة ذلك فإن اجراء توضيح معقول ربما توصل إلى تبيين عدم التناسب بين ارتفاع الواجهة الخارجية وارتفاع التجويف السفلي للقبر داخله"
من المحتمل أن يكون هناك خلط بين (الحجر) وبين مدينة صالح القديمة القريبة منها، وقد بين العلاقة الجاسر رحمه الله أنه حدث خلط بين بلدة قديمة هي (مدينة صالح) والحجر وهي قر يبة من الحجر، ومدينة صالح تلك عرفت قديماً (بالرحبة)، وكانت في وادي القرى، وخربت في منتصف القرن الرابع الهجري، والرجل الذي تنسب إليه مدينة صالح ليس صالحاً النبي عليه السلام، وإنما هو من بني عباس.. كما ذكر ياقوت الرحبة حين قال: والرحبة. ناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القرى (الحموى، ج3، ص33).
هذه صورة المجلس الجماعي حيث تمارس فيه الطقوس الدينية
http://www.watein.com/ksaimg/albums/userpics/29.jpg
وهذه صورة توضح المقابر التي حفرت في الجبال فلكل عائلة مقابرها
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/43.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/44.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/50.jpg
http://www.athagafy.com/Rahalat/mdyslh/19.jpg
منقول