منتديات الفطاحله

منتديات الفطاحله (http://ftahilah.com/index.php)
-   منتدى الشعر والخواطر بالفصيح (http://ftahilah.com/forumdisplay.php?f=80)
-   -   العائد من الموت (http://ftahilah.com/showthread.php?t=266)

ابو ياسر 23-12-2005 01:26 PM

العائد من الموت
 
[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Red"]"العايد من الموت!!"[/COLOR]


[COLOR="Blue"]الحلقة الأولى : مقدمة لابد منها[/COLOR]

ما أصعب اللحظات التي تفصل ما بين حال وحال بين القوة والضعف بين التحكم في الإرادة وبين قلة الحيلة.. ما أشد لحظات الألم والقلق والترقب والمعاناة إنها قصة تستحق أن تروى وتجربة قد تنير السبيل للآخرين في مواصلة الطريق أو التوقف عند هذا الحد!! ..

كيف هو الشعور الذي ينتابك عندما تعود ، كيف تنظر لنفسك ولمن حولك إذا علمت بأنك كنت ذاهبا إلى هناك وأنك كنت في طريقك إلى التلاشي وأن الناس سوف تتبع أسمك إذا ذكر عرضا في يوم الأيام بلقب يرحمه الله هذا إذا تذكرك أحدا من الناس وترحم عليك !!

الحمد لله يا من بيدك الحكم والقضاء وأنت واسع العطاء .. يا من تهب الحياة إلى من تشاء وتنزعها ممن تشاء أفضالك لا تنكر ونعمك علينا لا تحصى فلك الحمد والشكر والثناء العطر في كل وقت وحين.

كنت أيها الأخوة والأخوات قد تابعت بعضا من فصول هذه القصة في أحد المنتديات
ولقد أهتممت بالموضوع أولا بسبب جانبه العلمي ومن ثم بعد ذلك سيطر جانبه العاطفي والوجداني على كياني ..

قصة تعايشت مع كاتبها وإن لم أعرفه وشاهدت كيف أن الآخرين يتابعونها معي لحظة بلحظة ويدعون لصاحبها بأن يوفقه الله في هذا الطريق الذي هو سائر فيه وقد يعود منه إلى أهله أو قد لا يعود .. نعم قد لا يعود أبدا!!

ولم نكن ندري بأنه كان في أمس الحاجة إلى دعواتنا وتضرعاتنا بأن يعيده الله لنا سالما لكي يروي تجربته ..

وهي تجربة قد تهم الكثيرين ممن يعانون نفس معاناته وينتظرون أي بادرة تنير لهم الطريق لخوض تجربته التي خاضها وهم ملمون بجميع جوانبها كيف لا وهو الذي سوف يكون الدليل الحي على نجاح ما قام به أو فشله!

على الأقل سوف يكون الخيار بأيديهم هم وليس بأيدي غيرهم..

سوف يعلمون بأن الرقم واحد قد يكون رقما فاصلا بين الحياة والموت مقارنة بالرقم مائة!! وأن نسبة النجاح أو الفشل مهما بلغت سوف تبقى نتائجها في الذاكرة لا تمحيها الشهور والأعوام.

كانت القصة غير مكتملة الفصول إذ توقفت أحادثها عند حد معين ثم انقطعت تتمتها بعد ذلك ...
إلى أن وقعت حادثة أعادت ترتيب القصة من جديد بجميع تفاصيلها


[COLOR="Magenta"](يتبـــــــــع)[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 23-12-2005 01:56 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"]الحلقة الثانية : عندما قابلت الرجل العائد من الموت!![/COLOR]


دارت الأيام ووجدت نفسي أقف أمام صاحب القصة وجها لوجه دون سابق معرفة ودون أن تجمعني به أي صلة !!

وبعض الأشخاص تتعرف عليهم عندما تقرأ قصصهم أو تجاربهم فتحس بأنك كنت تعرفهم من سنين وأن عدم التقائك بهم لا يعني بعدك عنهم أو بعدهم عنك

كيف لا والأرواح جنود مجندة من تعارف منها ائتلف !!

كم من إنسان لا تعرفه ولا يعرفك ولكن يجمع بينكما توجه واحد وهدف واحد كالتوائم المتلاصقة أو كالأصل والصورة..

كان لبداية معرفتي بهذا الرجل قصة قد أرويها لكم في يوم من الأيام وقد أحتفظ بها لنفسي ولنترك هذا للأحداث ولنركز على القصة التي بين أيدينا الآن!!

أحسست عندما رأيته وقابلته شخصيا لأول مرة وكأن القدر قد ساق لي تتمة القصة حتى النهاية فهي رواية تستحق أن تروى وحادثة درامية قد تكون سببا في هطول دمع من يقرأها مدرارا وخاصة الذين يعانون مما عاني منه فهم أدرى من غيرهم على تخيل الصعوبات التي واجهها والتحديات التي كادت أن تودي بحياته مرارا وتكرارا ..

كان الرجل الذي قابلته في أواسط العقد الثالث من العمر أو نحو ذلك مرحا بشوشا ضاحكا وإن كانت ضحكته تخفى بقايا حزن دفين لا تخطئه العين الخبيرة الفاحصة المدققة!

ممتلئ الجسم ذلك الامتلاء الذي يشعرك بأن صاحبه موضع ثقة..

قوي الشكيمة صعب الإقناع ولكنه إن اقتنع بأمر ما حارب في سبيله!!

حازم في موضع الجد متواضع في موضع المرح صريح غاية الصراحة تلك الصراحة التي تجبرك على احترامه وتقبل أوامره بصدر رحب.

أما بالنسبة لتقاطيع الوجه فأنت تقف أمام إنسان فيه مسحة من وسامة لا تعرف من أي تفاصيل الوجه أتت فالأنف والعينان والفم تعطي انطباع بالشعور بالراحة والتأمل!!

وأكثر ما يميزه تلك البسمة التي تتراقص على شفتيه والتي تجعله محبوبا من زملائه وأصدقائه حتى ولو اختلفوا معه!!

لقد أثرت قصة هذا الرجل في كياني وهزتني من الأعماق وأرغمتني على التسمر أمام شاشة الإنترنت لمتابعة تفاصيلها التي انقطعت عند حد معين ولكن الله أراد أن أتعرف على تفاصيل القصة كاملة فيما بعد.

طلب مني عندما أخبرته بعزمي على كتابة قصته أن أرويها بأسلوبي رغم أن روايته لها بنفسه أشد تأثيرا وأبلغ سردا وأدق وصفا.

فانصعت إلى رغبته في أن أرويها وأنقلها عنه وأنا أحس بثقل المسئولية والخوف من أن لا أنجح في التعبير عنها بكل صدق ..[/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 23-12-2005 02:22 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة الثالثة : بداية التغير نحو الأسوأ[/COLOR]


نعود بالزمن إلى الوراء إلى ما قبل تاريخ الأول من شهر إبريل من عام ألفين وأربعة للميلاد بستة أشهر ..

كانت الحياة بالنسبة لصاحبنا لا تطاق ، كانت الأحمال الإضافية التي ينوء بها جسمه تكبل يديه ورجليه وتقيد تحركاته ، الأصابع تشير إليه إذا تحرك أو مشى في سوق أو منتزه ..

ونظرات الفضول والاستغراب تتبعه أينما سار وحيثما حل ومتى ما سافر!

كان يعاني من آثار السمنة المفرطة والتي صبغت حياته بالسواد والمعاناة والألم .. الألم في صمت وانكسار وحسرة وحزن ..

وعندما كان يفكر في الماضي القريب كان يحذوه الأمل في العودة إلى طبيعته السابقة عندما كان لاعبا لا يشق له غبار أيام الدراسة..

وكيف كان يهز المدرجات بالأهداف التي كان يسجلها بطريقة احترافية تبعث على الإعجاب والتصفيق من منافسيه قبل زملائه.

كان جسده الرياضي مثلا أعلى للمعجبين بمهاراته غير مهتما بنظرات الحسد التي كان يرمقه بها بعض منافسيه.

ثم شيئا فشيئا بدأ يلاحظ بعض التغيرات التي لم يلقي لها بالا في البداية من تثاقل عن الحركة وتناقص مهاراته في اللعب تدريجيا وتسارع الأنفاس إذا قام بمجهود وهو الذي كان يضرب به المثل في سعة رئتيه ولياقته البدنية العالية.

بدأت بعض الملابس تضيق عليه ولاحظ انتفاخ في مواضع متعددة من جسمه.

انفتحت شهيته للأكل بشكل غير عادي وأصبح يتناول طعامه بنهم وإقبال لم يعهده في نفسه من قبل.

سد إذنيه عن جميع التحذيرات التي تقول بأن وزنه في ازدياد مطرد وأنه لا بد من أن يتوقف لمراجعة حساباته ولكنه كان يتهم كل من يتكلم في هذا الموضوع بالتدخل فيما لا يعنيه وأنه يعرف ماذا يفعل وأنه لم يصل بعد إلى مرحلة الخطر ..

وشيئا فشيئا بدأت الحقائق تظهر والشمس التي حاول إخفائها والتشاغل عنها تشرق على حقيقة مفادها أن الوقت قد فات لتدارك الأمر وأنه أصبح يحمل أرطالا من اللحم والشحم من الصعوبة التخلص منها بسهولة وقد تتعرض حياته إلى الخطر في أي لحظة!

وبدأت منذ ذلك الحين المحاولات لتغيير الوضع التي آلت إليه الأمور.

[COLOR="Magenta"](يتبــــــــع)[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ثار التميميه 23-12-2005 03:00 PM

رائع

وننتظر البقيه ,,,

شذا الاشراف 24-12-2005 11:32 PM

[SIZE="5"][COLOR="Magenta"]الكاتب المبدع اسبرنزا

وصفك لمشاعرومعاناة هذا الشخص بطريقه تجعل القراء يتفاعلون معه ولكأنهم يعشيون هذه ا لتجربه هي قمه

الابداع

بانتظار التتمه

ويحفظك ربي[/COLOR][/SIZE]

الــذاهبه 24-12-2005 11:53 PM

اسبرنزا

شكرا لك

بنتظار البقيه

ابو أنس 26-12-2005 12:54 PM

اسبرنزا.............
من البدايه وحتى الجزء الثالث اللذي يمثل بداية القصه
قرأت أدبا في فن القصه والروايه ينبئ عن كاتب متمرس وقلم له باع طويل في الكتابه
توطئة ولا أروع ومقدمة تحكي الكثير وتختزن الكثير وننتظر منها الكثير
أما القصه فسنتابعها بشغف ولهاث فلا تبطء علينا وتقطع أنفاسنا وقد علقنا معك
أخي كنت أعتقد انك متميز في التصوير وفن الرحلات ولكني أجدك شامل لعدة فنون ومعارف نظل نتعلم مما تقدمه هنا
لك تحيتي وشكري

ابو ياسر 26-12-2005 06:38 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]ثار التميميه[/COLOR]

رائعة انتي في مشاركتك الكريمة و تشريفك للموضوع.

و الموضوع ما زال امامه عدد من الاجزء التي كنت دائم اتأثر عندما اعود اليها و اقرأها بنفسي.

لكي الشكر و التحية[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 26-12-2005 06:39 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]شذا الاشراف[/COLOR]

هلا والله بالغالية

الموضوع بمشاركتك الكريمة ازداد نوره.

و انا عن نغسي ما زلت في انتظار قرأه المزيد من كتاباتك الرائعة.

لكي الشكر[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 26-12-2005 06:41 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]الــذاهبه[/COLOR]

و شكراً لكي على تشريفك الموضوع بمشاركتك الكريمة.

و الجزء الرابع من الموضوع قادم.[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 26-12-2005 06:43 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="RoyalBlue"][COLOR="Red"]أبوأنس[/COLOR]

الله يطول لي في عمرك يا ابو انس.

تشجيعك المتواصل لي في كتابة المواضيع هو احد الاسباب الرئيسية اللي تجعلني اكتب بدون تردد.

و مهما انا كنت فلن اكون ابد الا قطرة ماء في بحرك الواسع.

لك الشكر و التحية[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 26-12-2005 06:45 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة الرابعة : بداية العذاب والمعاناة[/COLOR]


بدأ صاحبنا في تجربة جميع الوسائل لتخفيف الوزن وجرب جميع الطرق
التحق في البداية بأحد النوادي الرياضية لممارسة النشاط الرياضي مرة أخرى لعل وعسى أن تتحسن الأمور.

تعب من الركض حول المضمار وأرهقته حمامات الساونا والجاكوزي
واشتكت تحت ثقل جسمه الآلات الرياضية التي استخدمها وكاد مرة أن ينقطع السير المتحرك لجهاز الجري بسبب حماسه الزائد وتحطمت إحدى دراجات الحركة تحت وطأة الثقل وبعد عدة أشهر من ممارسة الرياضة لم يتغير شئ!!

فطلق النشاط الرياضي وبدأ في إتباع أنظمة الرجيم المختلفة.

جرب رجيم تخفيف الوزن الكيميائي وحلق في واقع الأحلام والتخيلات وهو يقرأ تجارب المرضى التي وضعها المؤلف في مقدمة الكتاب والذين أخذوا يمطرون صاحب الفكرة بعبارات الشكر والمديح لنجاح هذا النوع من الرجيم معهم وتمكنهم من تخفيض أوزانهم عدد لا بأس به من الكيلو جرامات ..

ولكنه استيقظ بعد فترة على حقيقة أن الوزن الذي فقده قد عاد واسترجعه بمجرد أن أنقطع عن اتباع هذا الرجيم فترة من الوقت!!

جرب أنظمة أخرى عديدة من الإبر الصينية وحتى البرمجة اللغوية العصبية على أمل لعل وعسى ولكن النتائج كانت دائما فاشلة والإحاطات متواصلة ولم يكن يدري هل العيب فيه أم في الأنظمة .. أنظمة الرجيم والحميات المختلفة لتخفيف الوزن والتي تملأ الأسواق ..

اتبع عشرات الأنظمة الغذائية دون جدوى صام عن الطعام أياما..
ولكن الوزن بقي كما هو أو لعله انخفض بعض الكيلوجرامات التي سرعان ما تعود من جديد لتسد عليه طريق الأمل .. الأمل في العلاج والأمل في النجاة والأمل في التحرر من الأسر والمعاناة ..

صرف نظره نهائيا عن الزواج وتكوين أسرة فمن هي تلك التي تقنع برجل في مثل حالته عدة رجال في ثوب رجل واحد!!

مصاعب أخرى عديدة واجهته ليس أقلها توفير المقاس المناسب من الملابس والأحذية .. ارتال الشحم تجعل منه كائنا خرافيا من كوكب آخر.

كره الرياضة ومتابعة المسابقات الرياضية لأنها تذكره بضعفه وعجزه وقلة حيلته طلق معظم أنظمة الرجيم التي أثبتت فشلها ..

لم يعد يركب الطائرة لأن مقاعد الدرجة السياحية لم تعد قادرة على احتواءه
كما لم يكن قادرا على تحمل تكلفة الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال!

كره السفر والترحال وهو الذي كان يمضي الوقت متنقلا من بلد إلى بلد في مشارق الأرض ومغاربها..

إلى أن وقعت عيناه على بادرة الأمل الأولى في حياته والطريق الذي من الممكن أن يخفف من معاناته.


[COLOR="Magenta"](يتبــــــــع)[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ثار التميميه 27-12-2005 03:05 AM

كلي اذان صاغيه ,,,,

وانتظر بقية هذه الرائعه

ابو أنس 27-12-2005 11:38 AM

نتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابع

ابو ياسر 27-12-2005 12:29 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]ثار التميميه
أبوأنس[/COLOR]

اشكركم على متابعتكم المستمره للموضوع.

و صدقوني ان دعمكم هو العامل الاساسي اللي يشجعني.

و هذي الحلقة الخامسة من الموضوع.[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 27-12-2005 12:31 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة الخامسة : بادرة من الأمل[/COLOR]

أثناء تصفح بطل قصتنا هذه لأحد مواقع الشبكة العنكبوتية تعرف على نوع من العمليات الحديثة نسبيا يتم عن طرقها تخفيف الوزن وذلك بربط الجزء العلوي من المعدة بحلقة تقسم المعدة إلى قسمين قسم صغير في أعلى المعدة وقسم كبير في أسفلها ويتم التحكم في الحجم بواسطة تضييق أو توسيع الحلقة حسب الحاجة..
وتساعد هذه العملية على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها الإنسان دون أن يضطر إلى حساب ما يأكل إذ يشعر بالامتلاء بمجرد تناول كمية صغيرة من الطعام مما يؤدي إلى انخفاض الوزن تدريجيا وبانتظام.

كان يطلق على اسم العملية مسمى( ربط المعدة).

وعلى مدى ستة أشهر أخذ في قراءة كل ما يقع تحت يده من معلومات حول هذا النوع من العمليات وما هي الأضرار التي المتوقع حدوثها عند أجراءها توصل بعد فترة إلى قناعة بوجوب خوض هذه التجربة وأجراء العملية مهما كلف الأمر!!

وكان الأمر مكلفا بالفعل إذا كانت تكلفة العملية أكبر مما يستطيع تحمله وبعد محاولات نجح في الحصول على تخفيض جيد مع إمكانية التسديد على دفعات أو أقساط شهرية ولمدة اثنا عشر شهرا.

كانت نسبة نجاح العملية كما أخبره الطبيب تسعة وتسعين في المائة!!
فعقد العزم والنية بعد أن استخار الله أن يقوم بإجرائها طالما أن نسبة الفشل لا تتجاوز الواحد في المائة ولم يكن يعلم حينها أن الرقم واحد سوف يمثل له كابوسا لم يتخيله في معظم أحلامه

تم تحديد الموعد المرتقب للعملية وكان يوم الخميس الأول من أبريل هو اليوم المشهود فذهب في التاسعة صباحا إلى قسم الاستقبال في المستشفى وحددوا له مكان الغرفة.

كان الجو في ذلك اليوم يوحي بالكآبة ويبعث في النفس شعورا بالانقباض وكان الهدوء يعم الجميع كالهدوء الذي يسبق العاصفة.

والممرات الطويلة في المستشفى تسبح في سكون عجيب تضفي عليه الأضواء الخافتة التي تنجح في التسلل من النوافذ مسحة من الخوف الممزوج بالترقب.


[COLOR="Magenta"](يتبــــــــــع)[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ثار التميميه 27-12-2005 01:06 PM

واصل

بس ماقلت لنا كم حلقه هي ؟؟

ابو أنس 27-12-2005 01:32 PM

نحن معك
واصل فحديثك ممتع ولو كان متقطع
لك تحيتي

ابو ياسر 27-12-2005 07:47 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]ثار التميميه
أبوأنس[/COLOR]

تعذروني على اطالة الموضوع لكن التشويق هو احد الاشيا الللي احبها في مواضيعي.

باقي على نهائية الموضوع 4 حلقات.

لكم الشكر و التحية[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 27-12-2005 07:48 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة السادسة : وحلت ساعة الحسم[/COLOR]


سوف نطلق من الآن وصاعدا اسما رمزيا على بطل القصة لتعبر بدقة عن الحال التي كان عليها وهذا الاسم هو : العائد واخترته لأنه يمثل بصدق عن أحداث القصة التي مر بها ..
دخل (العائد) إلى غرفته واستلقى على السرير وهو يسترجع ما مر معه من أحداث من بداية البحث والاطلاع على كل ما كتب عن العملية إلى أن أحضرته قدماه لهذا المكان في هذه الساعة من النهار.
كان قد تسلم قبل أن يدخل الغرفة ثوبا طبيا طلب منه أن يرتديه قبل الذهاب إلى غرفة العمليات كان الثوب مفتوحا من الخلف كأغلب الثياب التي يرتديها نزلاء المستشفى وشعر حينها بالإحراج يعتريه وهو يتخيل منظره وهو بهذا الثوب ماشيا في ممرات المستشفى!
بعد نصف ساعة من دخوله طرق الباب الممرض واقترب منه وأخذ يحاول البحث عن وريد صالح في يده اليسرى ليغرز فيه المدخل الوريدي وهو عبارة عن إبرة متصلة بأنبوب يتم من خلالها إدخال السوائل والأملاح وبعض الأدوية إلى جسم المريض قبل إجراء العملية

تكررت محاولات الممرض وهو يحاول غرز المحقن دون جدوى وسببت هذه العملية آلاما شديدة للعائد.
كان من الواضح أن الممرض لا يجيد عمله بصورة جيده رغم محاولته تبرير ذلك بأن جسم العائد الممتلئ يصعب من عملية إدخال الإبرة في الوريد.

أنجز الممرض عمله أخيرا وخرج مغلقا الباب خلفه ..

[COLOR="Red"]أترك هنا الحديث للعائد ليواصل سرد التفاصيل فيقول :[/COLOR]

عاد الممرض بعد ذلك مصطحبا ممرضتين وأبلغني بتحضير نفسي للذهاب إلى غرفة العمليات .
شعرت بالحرج يعتريني فكيف أذهب معهم والجزء الخلفي من جسمي لا يستره شئ ؟! لا شك أنني سوف اصبح سخرية للآخرين ألا يكفي وزني ومعاناتي مع جسمي حتى تضاف إليها معاناة أخرى ؟!
ولكن الممرض واصل حديثه قائلا بأنهم سوف يدفعوني وأنا مستلقي فوق السرير إلى غرفة العمليات فحمدت الله على أن الأمور وصلت إلى هذا الحد.[/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 27-12-2005 07:50 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Red"]الحلقة السابعة : في غرفة العمليات ومحاولة للهروب[/COLOR]

كان الممر طويلا جدا أو خيل إلي أنه كذلك وكأنني أمشي في نفق بلا نهاية وصلنا أخيرا إلى منطقة العمليات وكانت عبارة عن (كاونتر) في الوسط وحوله ما يقارب العشر غرف كل غرفة تحيط بها ستارة تستر من بداخلها
كنت أتصور أن هذا المكان هو المكان الذي سوف تجري لي فيه العملية إذ كانت المرة الأولى التي أجرى فيها عملية في حياتي وكادت أن تكون الأخيرة كذلك وسوف تعلمون لماذا ؟!
كنت أعتقد أن الأشخاص الموجودين حولي هم من سيقومون بإجراء العملية لي وشعرت بالخوف عندما رأيت ملابسهم الخضراء.
اقترب أحدهم مني وأخذ يسألني بعض الأسئلة وهو يقوم بتعبئة نموذج كان معه .. بعد أن انتهى سألته متى سوف تجرون العملية فقال سوف يمر عليك الطبيب المختص بالتخدير ويجيب عن أسئلتك وتركني ومضى.
بعد قليل أتى طبيب التخدير وهو يرتدى نفس الملابس الخضراء وأخذ يفحصني ويقلب في يدي ورجلي ثم أخبرني بأني جاهز تماما لإجراء العملية
وأنني سوف أنتظر قليلا حتى يأتي دوري وسوف أدخل الغرفة أول ما يخرج المريض الذي قبلي..
انتظرت وأنا مستلقى على السرير وبدأت الهواجس والمخاوف تنتابني إذ راحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقولون.
وبدأت أراجع نفسي وحساباتي وأنا أقول من الذي يجبرني على إتمام العملية؟! لماذا لا أقوم وأخرج من المستشفى وكفى الله المؤمنين القتال ؟! فمن يدري هل أرجع إلى بيتي سالما أو أرجع محمولا على الأعناق؟!
اتخذت قراري بالفرار وكدت آن أقوم لأنفذ ما فكرت به من صرف النظر عن إجراء العملية ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا..
إذ أتى أحد الأشخاص ليخبرني أن دوري قد حل وأنني سوف أدخل بعد لحظات إلى غرفة العمليات..
دفعوني على نفس السرير ودخلت إلى غرفة العمليات وعندما رأيت الغرفة لأول مرة في حياتي أصابني هلع شديد كنت كالمقبل على الموت ولكن تأبى الأقدار أن تترك مجالا للتصرف أو التفكير.
وعندما أفكر الآن في تلك اللحظات العصيبة التي مرت علي وأنا في طريقي للموت أشعر بالقشعريرة تجتاحني اجتياحا فالمخاطر التي واجهتها فيما بعد كادت أن تتسبب في عدم إمكانية أن تقرؤوا باقي التفاصيل والتي سوف تتعرفون عيها بعد قليل .
طلبوا مني أن أنتقل إلى سرير آخر وضعوه بجانب سريري فزحفت وأنا ممسك بالغطاء الذي يسترني بكل قوة فالتفت إلي طبيب التخدير وقال :
هل تعلم أننا بعد أن نقوم بتخديرك سوف ننزع عنك كل هذه الملابس فأجبته قائلا إذا غبت عن الوعي فافعلوا ما بدا لكم طالما أنني لا أرى ولا اعلم!!
وضعوا على وجهي قناع الأوكسجين وطلبوا مني أن آخذ نفسا عميقا غبت بعدها عن هذا العالم وعن كل من حولي.


[COLOR="Magenta"](يتبـــــع)[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو أنس 28-12-2005 12:59 AM

واصل ونحن نتابع
لك التحيه

ثار التميميه 28-12-2005 01:58 PM

ننتظر ,,,,,,,,,,,,,,,,,

ابو ياسر 28-12-2005 06:08 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]أبوأنس
ثار التميميه[/COLOR]

اشكركم على متابعتكم و تشجيعكم المستمر

و هذى الحلقة الثامنة[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 28-12-2005 06:09 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة الثامنة : ترحيب أثار استغرابي!![/COLOR]


رحت في غفوة قصيرة وفتحت عيني لأسمع صوتا خافتا يقول : الحمد لله على سلامتك كدت أن تضيع من بين أيدينا ولكن الله سلم ..

أقوى حاسة عند النائم عندما يستيقظ هي حاسة السمع لذلك فالإذن تسجل كل ما يدور حتى قبل أن ينتبه الذهن والنظر والحواس الأخرى..

لم أستوعب ما سمعته في البداية وأخذت أجول بنظري في الغرفة لعلي أستطيع أن أتذكر السبب الذي أتى بي إلى هذا المكان ولماذا أنا هنا مستلق على هذا السرير ومن هم أولئك الذين يدورون حولي و يرتدون ملابس خضراء و أقنعة تخفي أفواههم وأنوفهم ؟!

ما هذه الرائحة الغريبة التي أشمها ولماذا كل هذه الأنابيب المتصلة بجسدي وما هذا الدوار الذي أشعر به الآن ثم فجأة تذكرت كل شيء تذكرت أنني قبل بضع دقائق كنت في غرفة العمليات لإجراء عملية بسيطة في المعدة وأنهم وضعوا قناعا على وجهي لتجهيزي للعملية فلماذا لم يتم إجراء العملية حتى الآن ؟! نظرت إلى الطبيب الذي كان بدوره ينظر إلي في مزيج من المشاعر المتضاربة !!

سألت الطبيب : لماذا لم تجروا لي العملية حتى الآن يا دكتور ؟!
هل حدث شئ ما أخر العملية ؟!

أقترب مني وهو يبتسم تلك الابتسامة المميزة لدى الأطباء والتي لا تدري هل هي ابتسامة لطمأنتك عن حالتك أم ابتسامة قبل إخبارك بقرب وفاتك!!

قال وهو يقترب بوجهه من وجهي ويحدثني بصوت خافت وكأنه يخاف أن يسمعنا أحد : الحمد لله لقد أجرينا لك العملية وحالتك مستقرة حاليا كدنا أن نفقدك ولكن ربك ستر ..

قلت في نفسي : متى أجروا العملية ؟! فأنا أتذكر منذ دقائق قليلة فقط كنت قد وضعت القناع على وجهي فكيف انتهت العملية بهذه السرعة ؟!
وما معني قوله كدنا أن نفقدك ولكن ربك ستر ؟!!!

نظرت إلى الساعة المعلقة أمامي على الحائط والتي كانت تشير إلى العاشرة مساء وتذكرت أنني دخلت إلى غرفة العمليات حوالي الساعة العاشرة صباحا والعملية كما أخبرني الدكتور من قبل أنها لا تستغرق سوى ساعة ونصف على أقصى تقدير والفترة التي تفصل ما بين إجراء العملية والاستيقاظ من تأثير المخدر لا تتجاوز الثلاث ساعات بأي حال من الأحوال فكيف نمت طوال هذه الفترة ؟! .. وما الذي حدث خلال هذه الفترة ؟![/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 28-12-2005 06:11 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]
[COLOR="Blue"]الحلقة التاسعة : عندما توقفت عقارب الساعة!![/COLOR]


اقترب مني الطبيب أكثر وبدا وكأنه فهم معنى اندهاشي من الوقت .

ثم قال :
اسمع يا العائد .. أثناء إجرائنا للعملية ولسبب مجهول لا نعرفه حتى الآن انهارت رئتيك وتوقف التنفس عندك كليا!! تلاه بعد ذلك مباشرة توقف القلب فجأة وبلا سابق إنذار !!

حاولنا إنعاشك بشتى الوسائل حاولنا مرارا عن طريق التنفس الصناعي وجهاز الصدمات الكهربائية وحقن بعض الأدوية في عضلة القلب لحفزه إلى العودة للخفقان إلتف حولك الجميع في محاولة لإنقاذك لإسعافك لإعادة ضربات القلب والتنفس دون جدوى..

أعطى جهاز تنظيم ضربات القلب خطا مستقيما دلالة على أن جسدك المسجى بيننا لا يوجد فيه أي مظهر من مظاهر الحياة!!

تجمع كثير من الأطباء حولك والطاقم الطبي والتمريضي وأحطنا بجسدك إحاطة السوار بالمعصم في محاولة أخيرة لإعادتك إلى الحياة لتحريك هذا الجسد الذي أسلم الروح بيننا .. حاولنا .. وحاولنا.

لقد أجرينا الكثير من العمليات المشابهة اتخذنا كل الاحتياطات المطلوبة في مثل هذه العمليات ولكن الله أراد شيئا آخر .. قدرة الله كانت فوق علمنا واحتياطاتنا ..

استسلمنا لليأس وبدأ البعض في ذرف الدموع تأثرا وأخذ البعض الآخر في رفس بعض الأجهزة دلالة على القنوط والتذمر والعجز عن فعل أي شئ.

بدأنا في التحضير للإجراءات التي تتبع في مثل هذه الحالات ومحاولة تحديد سبب الوفاة الذي كان مجهولا بالنسبة لنا .. وأخذت أفكر في الكلمات التي سوف أقولها لإبلاغ أهلك بالوفاة رغم بساطة العملية وأخذت أتخيل كيف سيكون موقفهم وهم يشاهدون ابنهم يدخل ماشيا إلى غرفة العمليات ويخرج محمولا على الأعناق إلى المسجد للصلاة عليه ثم دفنه .. تضاربت المشاعر والأفكار في رأسي .. أنا الطبيب الذي أجرى الكثير من العمليات المشابهة بكل نجاح ثم فشل في إنقاذ شخص من براثن الموت .. تحدرت دمعة على عيني وأنا أسمع باقي الفريق الطبي العربي والأجنبي تخفت أصواتهم أمام رهبة الموت .. توقف كل شئ حولنا .. الصمت يحيط بالمكان إضاءة خافتة تبدد ظلمة الغرفة .. ولكنها بالتأكيد لا تبدد ظلمة القبر ..

حتى عقارب الساعة خيل إلينا أنها توقفت عن الدوران .. كل شيء كان يوحي بالموت والسكون والصمت الأبدي .. رفعنا أيدينا عن جسدك المستلقي بيننا .. فلقد توقف علمنا عند هذا الحد .. ورضينا بما حدث وسلمنا بقضاء الله وقدره .. وأخذ البعض يدعوا لك بالرحمة والغفران

وفجأة وبمعجزة إلهية وبلا سابق إنذار أعطى جهاز تنظيم القلب صوتا مألوفا يطرب لسماعه جميع الأطباء دلالة على عودة الحياة إليك مرة أخرى وعودة القلب إلى الانبساط والانقباض من جديد ..
هذه الانقباضات والانبساطات التي لا يشعر بأهميتها الإنسان ولا يفكر كيف أن اختفاء هذه النبضات دليل على مغادرة الحياة!!

ألجمتنا المفاجأة وعادت أصواتنا تعلوا وترتفع من جديد وتتناقل التعليمات: ضخوا الأكسجين بكمية أكبر إلى الرئة .. أعيدوا توصيل المحاليل .. أغلقوا الجرح .. تابعوا عملكم بسرعة .. ضخوا كمية كافية .. أعيدوا أنبوب التغذية الوريدية .. اضبطوا الجهاز على سرعة أبطأ .. استدعوا طبيب التخدير .. جهزوا غرفة العناية الفائقة بسرعة .. سجلوا نبضات القلب بانتظام .. معدل التنفس .. ضخوا مزيدا من الدم إلى الأوردة .. تابعوا درجة الحرارة ... تعليمات متتابعة ومجهود جبار قمنا به ونحن لا نصدق أن هذا الجسد الذي كنا بانتظار نقله إلى ثلاجة المستشفى قد عادت إليه الحياة وهو في طريقه لغرفة الرعاية الفائقة وبعدها إلى غرفته الاعتيادية وبعد عدة أيام سيخرج ماشيا على قدميه بعد أن كاد أن يخرج محمولا على الأعناق .. فسبحان من تجلت قدرته .. وكان أرحم الناس بعباده .. المتفضل عليهم بالنعم ولكن أكثر الناس لا يشكرون ..

حاولت أن أعقب على كلام الدكتور أن أتكلم .. أن أقول شيئا .. شعرت بغصة في حلقي .. نفرت الدموع من عيني .. بكيت بشدة .. أخرجت كل ما كان في صدري من انفعالات .. أجهشت بالبكاء وأنا ملقى على السرير ودموعي تغرق وسادتي وهم ينقلوني إلى غرفة النقاهة وأنا أردد في سري
الحمد لك يا رب .. الحمد لك يا رب .. أحمدك وأشكر فضلك ..

[COLOR="Magenta"](يتبـــــع)[/COLOR]

[/SIZE][/FONT]

ابو أنس 28-12-2005 08:39 PM

بكل شوق ولهفه نتابعك
ويشدنا اسلوبك القصصي
لك الشكر

ثار التميميه 30-12-2005 02:26 AM

بقى وحده بعد :)

ننتظر

ابو ياسر 30-12-2005 08:22 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"][COLOR="Red"]أبوأنس
ثار التميميه[/COLOR]


اشكركم على متابعتكم المستمرة للموضوع[/COLOR][/SIZE][/FONT]

ابو ياسر 30-12-2005 08:27 PM

[FONT="Arial"][SIZE="5"]

[COLOR="Blue"]الحلقة العاشرة : الوحدة القاتلة[/COLOR]

أخرجوني بعد ذلك من غرفة العمليات التي كادت أن تشهد نهايتي ودفعوا السرير الذي كنت مستلقي عليه متجهين إلى قسم العناية المركزة .. وأنا بلا حول لي ولا قوة .. أدخلوني إحدى الغرف ولم يكن بها أحد سواي..
كانت الغرفة تسبح في أنوار خافتة فلقد انتصف الليل وخفت الحركة إلا من بضع ممرضات هنا وهناك ينتظرن انتهاء مناوبتهن الليلية ..

الذي جرب أجواء المستشفيات في الليل سوف يحس بالشعور الذي راودني حينها .. شعور قاتل بالوحدة .. ممرات المستشفى شبه خالية .. صوت الأنين الصادر من بعض المرضي .. عامل النظافة الذي يظهر ويختفي كالطيف .. حاولت أن أنام لكني لم أستطع .. كنت مستلقيا على ظهري ..أفكر بما قاله الطبيب منذ قليل .. لم يكن باستطاعتي أن أغير من وضع الاستلقاء على ظهري الذي كان يزعجني .. أريد أن أنام على جنبي.. ولكن الآلام التي كنت أشعر بها كانت تجعل من المستحيل علي أن أتخذ الوضع المريح في النوم .. ما أقسى العجز .. يا له من شعور مرير أن لا يستطيع الإنسان أن يقوم بأسهل الأمور التي كان يقوم بها وهو صحيح معافى .. أن يتمنى أن يستطيع أن يتحرك إلى الجانب الأيمن أو الأيسر .. أن يذهب إلى دورة المياه .. أن يجلس .. أن يمشي .. أمور كان يفعلها في الماضي بكل سهولة وهاهو الآن يجاهد لكي يقوم بما كان يقوم به في السابق ولكن هيهات ..

أنا العائد صاحب الصوت الجهوري .. صاحب القوة العظيمة .. صاحب الجسد الضخم .. كم من أناس كانوا يخافون ويجفلون من نظراتي ..
يدي التي كنت أبطش بها .. رجلي التي كنت أمشي عليها .. لساني الذي كنت أعطي به الأوامر .. جبروتي وتمسكي برأيي .. كل هذه القوة التي كنت أملكها اختفت .. تلاشت .. صرت أضعف من أن أحرك جسدي ذات اليمين وذات الشمال .. عدت أضعف من الطفل الرضيع الذي يستطيع بعد عدة أشهر أن ينقلب على ظهره .. ويتشقلب .. أما أنا فلا أستطيع ..
لا أستطيع .. يا لهذا الضعف الذي شعرت به في تلك الليلة المظلمة
الكئيبة .. يا لقلة الحيلة التي أحسست بها وأن ملقى على ظهري فوق السرير وحيدا .. بلا أنيس ولا جليس .. بلا قريب أو صديق
يؤنس وحدتي .. وأبث له شكواي وهمومي سوى الله رب العالمين ..

تحاملت على نفسي ورفعت رأسي قليلا لأرى إن كان هناك من أحد بقربي .. إن كان هناك أحد أتحدث معه .. أشكو له حيرتي وخوفي وعجزي .. ولكن لم أستطع سوى تمييز السكون من حولي .. وأصوات بعض الأجهزة التي تصدر أزيزا هو للموت أقرب منها للحياة .. حاولت أن أتكلم .. أن أرفع صوتي لعل أحدا يسمعني .. ولكني لم أسمع سوى صدى صوتي تردده الجدران الصماء من حولي .. وصحوت على حقيقة مفادها أنني وحيد في هذا العالم .. نعم وحيد ..

لم يكن هذا مستغربا لأني لم أخبر أحدا من أقربائي بأنني على وشك إجراء عملية .. كنت أعتقد أنني لست بحاجة إلى وقوف أحدا بجانبي .. أنني حر نفسي أصنع ما أشاء ولا أحتاج إلى أحد من الناس .. كنت أنفذ ما أفكر به دون أن يستطيع أحد منعي .. بل لم يكن هناك أحدا قادرا على منعي ..
ألست أنا المغرور بقوتي ؟! .. ألست أنا الممتنع عن الناس ؟! .. ألست أنا
من يتحدى الذي يقف في طريقي ؟! .. ما حاجتي للناس؟! ... ما حاجتي للأقارب والخلان والأصدقاء .. لكم شعرت بالضعف والعجز حينها .. لكم وددت أن أفعل أي شيء في سبيل أن يقف أحدا معي في محنتي .. في أن يخفف من معاناتي ووحدتي .. في أن يكلني .. أن يستمع إلي ..
في أن يضع يده على رأسي ويدعوا الله أن يشفيني .. أين أنتم ؟! ... أين أنت يا والدي ؟! .. أين أنت يا أمي الحنونة؟!

[COLOR="Magenta"](النهائة)[/COLOR]

[glow=0000FF][line][/glow]


انا الحقيقة وقفت عند هذا الحد من كتابة الموضوع ، و لكن لتعلمو بان العايد فقد الكثير من وزنه جرا العملية و استعاد حياته التي فقدها و رزقه الله بالزوجة الصالحة .
و كان من اثار هذي العملية انه تعرف على ما يعرف بالكتابة القصصية في المنتديات و تخصص في الكتابة عن السفر و السياحة بشكل واسع فاصبح مرشد سياحي للكثير من محبي السفر و ذلك لحبة هو للسفر و المغامرة و التي قادته الي دول لا تحصى.
و بعد العملية بعدة اشهر و بعد ان فقد الكثير من الوزن عاد الي عشقة للسفر و المغامرة حول العالم ولكن برفقة زوجتة.

اتمنا ان يكون الموضوع قد نال استحسانكم


لكم الشكر و التحية[/SIZE][/FONT]

ابو أنس 30-12-2005 10:10 PM

اسبرنزا................
ان يكون الموضوع قد نال استحساننا......
تلك قليلة في حقه فقد شدنا بكل أحاسيسنا وملك مشاعرنا
وقد كانت النهاية سعيده فالحمد لله على كل شيئ
لك التحية والشكر وفيض الود مع خالص الدعاء بدوام الإستقرار

عبدالعزيز العقيل 30-12-2005 10:14 PM

الله عليك وعلى اسلوبك الرائع
نطمع بالمزيد

لاعدمتك

ثار التميميه 03-01-2006 11:52 PM

قصه في قمة الروعه

وربي لو فيه مسابقه لاجمل قصه تاخذها انت

ابدعت

الريم 05-01-2006 11:02 AM

[ALIGN=CENTER][TABLE="width:70%;"][CELL="filter:;"][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=crimson][ALIGN=center]انا اول مره بحياتي اعرف انك تكتب وبهالروعه!!

اخي الحبيب من جد ابدعت في سرد احداث هذه القصه الراائعه
سلمت يمناك والله لايحرمنا منك ولا من كتاباتك المشووقه;)[/ALIGN][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

هيثم محمود السويري 24-11-2007 04:34 PM

رد: العائد من الموت
 
جميل جداااااااااااااااااااا ورائع

ابراهيم عبدالحميد 01-03-2008 07:59 PM

رد: العائد من الموت
 
[size=4][color=#008080]تقديرى و إحترامى للموضوع الرائع و الإسلوب الروائى
القمه فى الإبداع ،،،، ننتظر المزيد بشغف شديد[/color][/size]

حي الضمير 02-03-2008 10:07 PM

رد: العائد من الموت
 
ابدعت بارك الله فيك
وبالحيل امتعتنا بتلك الروايه
شكرا لك

العسيلان 07-06-2008 01:44 AM

رد: العائد من الموت
 
أبداع رائع تعايشنا معه و تأثرنا به
دام نبضك و سلم قلمك

زهرة اللوتس 18-09-2008 01:56 PM

رد: العائد من الموت
 
ابو ياسر ابدعت الله يعطيك العافية
ونحن في انتظار البقية
تحياتي


الساعة الآن 01:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة