عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2006, 12:05 AM   رقم المشاركة : 296
ذيب السنافي




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


( من يأتيني بمثله )

مع فشو الماديات ... وانتشار مايسمى بالحب وهو منه خالي .. إلا من نزوة عابرة .. أو تجارة رابحة .. أو تسلية لذوات العيون النجلاء الغادرة ...

فكرت كيفما فكرت وقلبت الفكر حتى كاد أن يحترق بحثت في الشعر واللفظ ... بحثت عن مايلذ له سمعي فتذوب طبلات الأذنين له فلم أجد .. فقلت في نفسي ( والنفس أمارة بالسوء )القديم هو الأصالة .. وفيه من الصفاء والرقة والجمال مايغني عن الجديد الذي لم يعد له طعمٌ ولذة إلا ماندر

فقلت عمن أبحث فأنا قد استبد بي الجوع اللغوي والأدبي وأحس في داخلي شوقٌ لسماع أدبٍ يذوب رقة فتذكرت علي بن الجهم فأحسست في داخلي بشيءٍ عجيب حتى أنني قلت : قاتلك الله يابن الجهم فوالله لقد قتلتنا شر قتلة برقتك ...

فأحببت أن أورد لكم أبياته الجميلة فلننطلق إلى هناك إلى عاصمة الخلافة العباسية بغداد الأبية قبل مايقرب من الثمانية أو السبعة قرون لا أذكر ....

هناك حضر رجلٌ أعرابي اسمه (علي بن الجهم ) فقدم إلى دار الخلافة وكان الخليفة أنذاك هو المتوكل فدخل عليه فأنشده كعادة الشعراء فأنشده ابيات يقول فيها :

أنت كالكلب في حفاظك للود=و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً=من كبار الدلا كثير الذنوب

فغضبت حاشية المتوكل ولكنه نهاهم عنه لأنه عرف أنه بدوي ولم يقل أبياته إلا من بيئته فعذره وأمر له ببيت على شاطيء دجلة فيه بستان ونسيم عليل ...

فأقام على ذاك ستة أشهر ثم دعاه المتوكل لينشده ... (وانظروا كيف هي حال رقته بعد ماتغيرت بيئته ورأى ما رأى)
قال :
عـيون الـمها بين الرصافة والجسر=جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خـليلــي مـا أحـلى الـــــــهوى وأمـره=أعـرفـني بـالحلو مـنه وبـالمرَّ !
كـفى بـالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً=لـو أن الـهوى مـما ينهنه بالزجر
بـما بـيننا مـن حـرمة هــــــل علمتما=أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفـضح مـن عـين المحب لسّـــــره=ولا سـيما إن طـلقت دمـعة تجري
وإن أنـست لـلأشياء لا أنسى قولها=جـارتها : مـا أولـع الـحب بالحر
فـقالت لـها الأخـرى : فما لصديقنا=مـعنى وهـل في قتله لك من عذر ؟
صـليه لـعل الوصل يحييه وأعلمي=بـأن أسـير الـحب في أعظم الأسر
فـقـالت أذود الـناس عـنه وقـلمــــــا=يـطيب الـهوى إلا لـمنهتك الستر
و ايـقـنتا أن قـد سـمعت فـقالتـــــــا=مـن الطارق المصغي إلينا وما ندري
فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى=وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر

هنا قال المتوكل : أوقفوه فأني أخشى أن يذوب رقةً ولطافة ...

لله در الجمال في تلك الأبيات ... وددت أن أدفع كل ما أملك لأستمع لمن ينشدني مثل تلك الأبيات الرقيقة التي لو تماديت في استذكارها وإعادة قرائتها للحقت ببن الجهم ... وكنت كما يقال ( زبدة سايحة )
============================== ============================== ============
( نحن والآخر )

لقد والله أكثروا علينا حتى مللنا .. فكلما قتل الأميركان أبنائنا وبناتنا في أي بلد إسلامي وظهر من يدافع ممن في قلبه غيرة على البلاد والعباد والأعراض ... وجدنا أذنابهم من بني علمان والليبراليين يصيحون في الإعلام بأعلى صوت هؤلاء إرهابيين هؤلاء مجرمين ؟؟!!

فعجباً كيف ذاك ؟؟

ثم إذا ضرب الأمريكان قريةٍ تؤمن بربها .. قالوا أمريكا تدافع عن الحرية تدافع عن العالم المتحضر لكي لا يفسده الرجعيون الإسلاميون المتشددون ...

بأي منطق نحاور من يقتلنا ؟؟!!

وحتى على مستوى الوضع العربي الداخلي .. تجدهم يرمون من يخالفهم بتهم الإرهاب .. وأقول أن كان من يعارضكم إرهابيين فنحن كمجتمع جميعنا إرهابيين .. وجميعنا ضدكم وضد أسيادكم ...

ومن يجهل علينا فنحن سنجهل عليه فوق جهل الجاهلينا ...

ومن ذا الذي يرضى بأن يكون مثل الشاة يسحب للذبح .. بل حتى إن الشاة تدافع وتمانع وهؤلاء يريدوننا إنبطاحيين لا نتلكم ولا نرى ولا نسمع ...

عجبي ..

وأي شعبٍ في الدنيا الآن يرضى المذلة والمهانة إلا العرب وخصوصاً هؤلاء الذين أصابهم العمى وأصبحوا في منطقة الإبهار الحضاري الذي أعماهم حتى عن دمائهم وأعراضهم المسفوكة ...

يريدوننا مثل عباس ... في قصيدة (حكاية عباس) لأحمد مطر ..

قاتلهم الله أنى يأفكون ..

============================== ============================== ============
( ومسلسل الإهانة مازال مستمراً )

اليوم في حلقة مسلسل (طاش ماطاش) إهانة بالغة ..وإستهزاء ممقوت ...

ليس هكذا النقد ... وليست هذه الصورة التي يجب أن تأخذها عنا الشعوب الأخرى التي تعتقد صحة كل مايرد في هذا المسلسل ...

لله المشتكى ...

فلقد أصبح الإستهزاء بالدين ... عندهم نقد لتيار .. أو توجه ..

والحقيقة أن الإستهزاء بمظاهر الملتزمين ... إستهزاء بشرع الله ... لأن هذا المظهر لم يكن في يوم من الأيام إبتكاراً من رؤوسهم .. بل كان أمراً شرعياً .. يجب على كل مسلم الإلتزام به ...

ولكن العقول الخاوية ... العقول التي قرأت كتاباً أو كتابين .. لا لتبحث عن الحق .. وإنما لتجد ماتقنن به واقعها الممقوت الذي تعودت عليه ... هي العقول التي تحرم وتحلل كما تشاء ...

ويتهمون العلماء بتحليل وتحريم مايريدون ... والعجب أن من يحلل ويحرم على مايشتهي .. هو من ليس لديه علم من فروخ الغرب لدينا .. ويرون أن الدين لكل واحد الحق التكلم فيه ومع هذا لايرون الحق لأي شخصٍ كان أن يتكلم في مادرسوه بدعوى أننا لا نعلم منه شيئا ...

هؤلاء المجرمين الذين دينهم هو هواهم ومايشتهون .. لا ماشرعه الله لهم ... فهم في موقف يأخذون بفتوى العالم لأن الفتوى وافقت ما في أنفسهم ... وتارة يرفضون لأنها لم توافق مايريدون .. وياليتهم يرفضون فقط .. بل يبحثون عن تبريرات توافق أهوائهم ويعادون كل شيء من أجل إمضاء أرائهم ...

أسأل الله أن يرد الله كيد من أراد بهذا الدين والمجتمع سوء في نحره ...
============================== ============================== ============

ذيب السنافي
يوم الأربعاء الموافق
12/9/1427هـ






توقيع ذيب السنافي
 
آخر تعديل ذيب السنافي يوم 05-10-2006 في 04:17 AM.
  رد مع اقتباس