الحساسية من النقد ترجع إلى أننا تعودنا على ردود المجاملة ، فالمنتديات الشعرية ، لو لم تسلك هذا الطريق
فإنها تخشى أن تفقد شعرائها ، فكلما كثر المديح والثناء ، كلما شجع الشاعر على البقاء في تلك المنتديات
بل ودعوة الكثير من زملائه لمثل تلك المنتديات التي تقبل الغث السمين ، وليت الأمر يقتصر عند هذا الحد ، بل نرى
ان وسائل الإعلام هي الأخرى تقع في نفس المشكلة ، قد يكون لعدم توفر الناقد المتمكن بها ، أو تلعب المحسوبية
دورها في نشر قصائد هزيلة ، فينخدع صاحبها ويشعر انه أصبح شاعراً مرموقا وانه من ينتقد وليس من يوجه النقد له. هذه الظاهرة تطاردنا في كل شئ في مجتمعنا ، الذي بني على المجاملة ، والتزلف ، انطلاقا من "اكسب صديق ، ولا اكسب عدو" ، فكسب صديق معناه حصولي على مكاسب مادية او معنوية ، ولكن لو حاولت ان أكون صريحا ، وأقول ما يتوجب علي قوله من كلمة في الحق ، وهدفي تعديل اوضاع معينه بما فيها قصيدة مكسورة ، فإنني سأخسر ، وسأجد نفسي منبوذاً . إذاً المشكلة ليست في الشعر وحده ، ولكن في كل مجالات حياتنا اليومية ، وهذا سر تأخرنا عن ركب التطور الحضاري ، وما مكن الغير من سبقنا ، ببساطة لأن المجتمعات المتقدمة
لديها قوانين لايمكن تجاوزها ، وتوفر حرية الرأي ، فيستفيد الفرد والمجتمع ليحسن من اوضاعه .
أعتقد أن تقبل الشاعر او حتى الفرد العادي في المجتمع للنقد دلالة أكيدة على سمو فكره وعظيم ثقافته وتمتعه بالصحة النفسية الجيدة ، فهو قوي في الداخل ، يعرف ذاته الحقيقة ، ويعلم أن من قال أنني علمت فقد جهل.
موضوع مهم أخي الكريم
شكرا لك
مع أطيب تحياتي