ما قصة الشعر الطويلِ؟
وما قصة الخصر النحيلِ؟
وأناملٌ صافحتني وارتمت
على يداي متعبة بحين وصولي
لورا...
ويرميني رذاذ العطر مغشيا عليَّ
وتحيي فساتينها الخضراء قصةً
ماتت وذبلت في الهوى المقتولِ
... ... ...
لورا...
كدمشق وطنٌ من الأوجاعِ
سئمت ذئاب الفحش وتُجَّار الجسدْ
لورا...
حكايتها بسيطة كغزالة رُميت
على مخلب الأسدْ..
لورا...
وطنٌ يضيع بلا ذنوبٍ بلا أنينٍ
بلا أحدْ.
... ... ...
كبستان وردٍ ذابلٍ ترشف قهوتها
بلا صوت...
وتبكي وتضحك بلا صوت..
وتفك ظفائرها بلا صوت
وتقطع أوردتي بلا صوت
لورا...
وطنٌ يموت على ذراعي...
بلا صوت...
... ... ...
ما كنت أدري أن شعرها متعبٌ
وأن ثغرها متعبٌ وأن خصرها متعبُ
وبأنني يوماً بعد إخفاقٍ وترحالٍ وأسفارٍ
لحضن لورا سأهربُ
وبأنني بعد كل معاركي...
عند خصر لورا سأغلبُ.
... ... ...
لورا...
فكَّت ظفائرها خوف المطر
ونظرت إليَّ و وجهها غضٌّ نظِر
وعانقتني طويلا مودعةً كمحكومٍ
بالإعدام ينتظر...
وَعَانَقتُها كأنها آخر أنثى...
وكأني آخر ذكر.
وابتعدت لورا كعادتها بصمتٍ
تحت المطر...
وتلاشت الفساتين الخضراء
والظفيرة الشقراء...
وتلاشت لورا...تحت المطر.