أنا لا أريد حلا للمشكلة يا صديقتي
أنا لا أريد أن نعقد مؤتمرا جنيفيا
ونرشف الويسكي والشمبانيا
ونرقص فوق صراخ المشاعر المتكسرة
ونتفق على حلٍ وسطي للأزمة...
بصراحةٍ أنا أؤيد كل نزاعاتكِ ضدي
وكل شكاويكِ ضدي...
و أؤيد وبشدة كل اقتراحاتكِ
التي تؤدي إلى سقوطي وانهزامي
والقضاء على بقايا وجودي...
إن الغزل العدواني والجاهلي
ألذ عندي وأكثر راحةً من الوصول إلى حل
وإن الشتم الشعري والهجاء النفسي
أشهى من قرع كؤوس النصر
أو الاتفاق على وسط...
يا سيدتي لا وسطية في الحب
هي حربٌ أو هي سلام...
لا يوجد حبُ وسطي يكبح حرب مشاعركِ
وكفاح أوردتي...
لا يوجد حبٌ وسطي يعيدك لحدود جلدي
ويعيدني آلاف الكيلومترات...
لا تنظري إلى في حيرةٍ فأصول الحبِ معروفةٌ
وأصول الحربِ معروفة...
أنا ماعندي وعودٌ ولا عندي أختامٌ رسمية
فلا ضماناتٍ لقلبي ولا عهود...
ولا حورياتٍ يكفلن لكِ أجمل اللؤلؤ والمرجان
إذا تراجعت...
ولا دموع أذرفها على المناديلِ
لتأخذيها دليلا ضدي...
إن كنتِ سيدتي تتوقعين مني هجماتٍ
كلامية...واتهاماتٍ خيالية...
أو كنتِ تستعدين لمعركةٍ تلاسنيةٍ يملأها
التعري السياسي والعاطفي..
إهدئي...وارشفي القهوة ولا تتلعثمي
فإن سياسة الحب عندي سياسةٌ هادئة
تموتين فيها صمتاً وأغتالك فيها بصمت...
وترد عليكِ عيوني وتنهش من لحمكِ
عباراتي الهادئة...
سيدتي أعدكِ أن أناضل حبكِ حتى
آخر نقطة دمٍ في جسدي...
وأعدكِ أن لا أرفع راياتي البيضاء
مهما كلفني الأمر...
وكلما ثارت عيوني واستوحش الفكر
الجاهلي في عقلي واشتعلت نار الشهوة
فوق أطراف أصابعي...
أعدك أن أغتال كل مشاعري
وأحرق كل مذكراتي وأصفع نفسي ألفا
فالقضية يا سيدتي هي...
أنا أكون أنا وأن لا تكوني.