خاطرة
هي الأيام يا أنت ....
أزهر الحب يا فؤادي، و غنت على أغصانه عنادل هواها..
وارتدى العشق حلة المنتصر وانحنت له المقادير....
أعاد لنا الزمان بسمته، وغردت على ثغرها الأشواق، و على ناصيتها تراقصت الأمنيات...
تراجع اليأس و أدبرت أيام الشقاء، تسقينا الأحلام من نبع اليقين أمانينا، و في حضن الدفء يروي الجفن للخصوبة اشتهاءاته ، فيضحكنا ويضمنا ذاك الحنين الذي كان بالأمس يشدنا و يبكينا، ولت شهقات الحزن خائبة، و ملأ الصدر ثانية سر الجنون…
و بدت الدنيا رغم هوانها جميلة، و طاب فيها المقام، لأننا زهدنا في متاعها، وما طلبنا إلا قلبا يحتوينا وعهدا فيه يصان...
أيا طالب العزة في غيرنا مهلا، ستسقيك من مر ما سقيتنا الأيام، و لكل يوم ناضره ، و مهما طالت ليالي الشتاء بقرها عندنا، تدركها أيام الصيف الطويلة عندكم وهي بحرها أشد، وها نحن قد وجدنا الدفيء في صدور حالمة ، فاين مفركم من فيح جهنم في هجيرة الهجر الأحلام ..