اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة لم تعد دستورية بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها.
وقال بري لبي بي سي ان جلسة الحكومة المقرر عقدها السبت لإقرار مشروع المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ستكون غير دستورية وانه سيعتبرها كانها لم تعقد.
وكان وزير الداخلية اللبناني حَسن السبع عدل عن استقالته التي قدمها قبل تسعة أشهر وقال إنه سيعود لممارسة مهامه اليوم الجمعة.
وقال السبع في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية " إنني تراجعت عن قراري السابق بسبب دقة الموقف السياسي في لبنان والذي يتطلب وضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات سياسية أو شخصية".
ومن شأن عودة السبع، وهو من الفريق المناهض لسورية في الحكومة اللبنانية، أن تدعم موقف حكومة السنيورة خاصة وأنها تأتي قبل يوم واحد من الجلسة الطارئة المخصصة للتصويت على مسودة القرار الخاص بتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وهي المسودة التي تبناها مجلس الأمن الثلاثاء الماضي.
وتحتاج الحكومة اللبنانية إلى أغلبية الثلثين لتبني القرار وقد كانت تواجه ضائقة بعد استقالة ستة من أعضائها في الفريق الموالي لسورية، واغتيال وزير الصناعة بيار الجميل يوم الثلاثاء الماضي.
وقد أشارت التقارير الأولية في اغتيال الحريري في فبراير/ شباط من العام الماضي إلى احتمال ضلوع مسؤولين من قوى الأمن السورية، وهو أمر تنفيه دمشق.
وقد ناشد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أعضاء الحكومة المستقيلين إلى العودة لممارسة مهامهم أمس الخميس في محاولة منه لتجنب مزيد من التوتر السياسي في البلاد.
هجوم على المعارضة
وكان زعماء حركة 14 آذار/ مارس شنوا الخميس هجوما قاسيا على أطراف المعارضة اللبنانية دون تسميتهم وعلى رئيس الجمهورية إميل لحود وذلك بعد انتهاء مراسم تشييع النائب والوزير بيار الجميل.
وقال الرئيس الأسبق أمين الجميل والد بيار أمام حشد من مئات الآلاف إن "انتفاضة الاستقلال الثانية انطلقت اليوم ولن تستكين حتى تتحقق بالكامل...بدءا من العد العكسي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية."
وأضاف الجميل: "من هو صادق بإرادة التغيير والإصلاح فليضع يده في يدنا...لننتخب رئيسا جديدا للجمهورية."
وتعتبر تلك إشارة واضحة إلى زعيم التيار الوطني الحر النائب المسيحي ميشال عون الذي يترأس كتلة "الإصلاح والتغيير" وهي الكتلة المسيحية الأكبر في المجلس النيابي.
وتعهد الجميل بأن حركة 14 آذار ستعلن قريبا عن خطوات "عملية" لإزاحة لحود من سدة الرئاسة.
من جهته اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" اليمينية المسيحية سمير جعجع المعارضة بأنها أرادت عرقلة قيام المحكمة الدولية باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وأضاف "لن يتوقف الاجرام في لبنان حتى يتوقف المجرم ولن يوقف المجرم إلا المحكمة. لذلك أرادوها معركة على المحكمة."
وأردف قائلا: "أرادوها معركة على المحكمة ولم يتجرأوا على الإعلان عن ذلك. تحدثوا عن الفساد وعن المشاركة. أما اليوم فقد سقط القناع. هذه الحكومة حكومة لبنان تستمد شرعيتها من مجلسنا ومن وجودنا ومن دماء شهدائنا."
العسكريون ينبغي أن يقوموا بانقلاب في لبنان يشبه ما وقع في موريتانيا لكي يمنعوا القتلة من توجيه رصاصاتهم الى مزيد من الشخصيات التي تندرج أسماؤها في قائمة اغتيالات يقال انها طويلة الشرق الأوسط ÑÏæÏ ÝÚá ÛÇÖÈ& Eacute; Ýí ÇáÕ&Iacut e;Ý </hi/arabic/world_news/newsid_6176000/6176334.stm>
كما هاجم رئيس الجمهورية واعتبر أنه يفتقر إلى الشرعية.
كما ألقى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط كلمة قصيرة بعد القداس حيا فيها "شهداء 14 آذار" و"شهداء الاستقلال ولبنان" وهاجم فيها ما أسماه " نظام القتل والاغتيال والوصاية" في إشارة واضحة منه إلى النظام السوري.
من جهته ألقى زعيم الأغلبية النيابية سعد الحريري كلمة قال فيها إن "أبناء رفيق الحريري وإخوة بيار الجميل هم الأكثرية في لبنان."
وتوجه "إلى من وصفكم بأكثرية وهمية" قائلا: "نحن الحقيقة وأنتم الأوهام. نحن الحرية وأنتم الأوهام. نحن الوحدة الوطنية وأنتم الأوهام."
وأضاف: "اتركوا أوهامكم وعودوا إلى الحقيقة والسيادة والوحدة الوطنية ولبنان."
وعلت الهتافات المؤيدة له والمناوئة لسورية من الحشد.
وكان مئات الآلاف من اللبنانيين قد احتشدوا في ساحة الشهداء في وسط بيروت لتشييع وزير الصناعة بيار الجميل الذي اغتيل يوم الثلثاء.
وحضر قداس التشييع الحريري وجنبلاط والجميل والد الوزير الراحل ورئيس مجلس النواب نبيه بري وجعجع.
وترأس البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير رئيس الكنيسة المارونية الواسعة النفوذ مراسم الصلاة وقدم التعزية في كلمته إلى عائلة الجميل وإلى الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، متمنيا أن يكون الاغتيال هو الأخير.
رحم الله جميع من ماتوا في سبيل لبنان جوزيف - الكويت ãä Çáã&Oacut e;ÊÝíÏ ; ãä ÇÛÊí Çá ÇáÌ&atild e;íá - ÂÑÇÄ& szlig;ã <http://newsforums.bbc.co.uk/ws/thread.jspa?threadID=4455>
وقد دخل المشيعون إلى كنيسة مار جرجس، وبينهم رجال دين مسيحيون ومسلمون ودروز، على وقع أناشيد حزب الكتائب اللبنانية وحزب القوات اللبنانية اليمينيين المسيحيين والترانيم المسيحية.
وحمل المشيعون صورا للجميل وأعلاما لبنانية بالإضافة إلى لافتات معادية لرئيس الجمهورية إميل لحود ولزعيم التيار الوطني الحر المسيحي المعارض ميشال عون.
وكانت قوى 14 أذار قد دعت إلى مشاركة كثيفة في المأتم.
وقد اعلن الحداد الرسمي ثلاثة ايام في لبنان بدءا من يوم الاربعاء حدادا على مقتل الجميل الذي كان نائبا في البرلمان ووزيرا للصناعة.
كما ألغيت الاحتفالات بيوم الاستقلال التي كانت مقررة يوم الأربعاء بسبب الحداد، وفرضت اجراءات أمن مشددة في بيروت.
تأجيل تحرك المعارضة؟
وقد سارع مجلس الامن الي الموافقة على طلب من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بأن تساعد الامم المتحدة في التحقيق في مقتل الجميل.
يذكر أن قوى المعارضة وبينها حزب الله والتيار الوطني الحر قد اعتبرت قبل ايام من الاغتيال، وبعيد استقالة الوزراء الشيعة ووزير مسيحي من الحكومة، أن الحكومة فقدت شرعيتها.
وقد تعهدت هذه القوى باقامة تحركات شعبية سلمية تهدف الى اسقاط الحكومة الحالية، كما تحدث امين عام حزب الله حسن نصر الله عن امكان المطالبة بتأليف حكومة انتقالية تشرف على انتخابات نيابية جديدة.
لكن بعد الاغتيال تم تأجيل أي تحرك للمعارضة، ولا يعلم حتى الآن ما إذا ستقوم المعارضة بأي تظاهر قريبا.
من جهته يعتبر فريق السلطة ان الحكومة الحالية لا تزال قائمة وانها دستورية لان ثلثي اعضائها لا يزالون فيها ولانها لا تزال تتمتع بثقة المجلس النيابي.