الكثير منكم شباب وشابات لاتتذكرون ما كانت عليه الأمور قبل حوالي 50 سنه ،
وبما انني اعيش في الرياض منذ ذلك الوقت ، ولأن الرياض شهدت هجرة مكثفة
اليها في البداية من كافة مناطق نجد ، مما اتاح لجيلنا ان ينصهر مع الكثير ويتعلم
منهم امثالهم وحكمهم وبعض الخصوصيات عنهم ، حيث كنا في بيوت شعبية
متلاصقة ، والممرات بينها تترواح بين متر ونصف إلى 3 امتار فقط ، مما جعل
الناس نصهرون مع بعضهم وتنصهر ثقافاتهم ، فيسهل على أي واحد من منطقة
ان يتعامل مع زملاءه من منطقة اخرى من مناطق نجد. سأركز حديثي عن الحضر
فقط ، وكيف كنا نعيش في مرحلة الطفولة ..
كانت الرياض مقسومة إلى قسمين رئيسين شرق شارع البطحاء وغربه ، ففي شرقه
حلة القصمان وحلة العبيد وغميته والمرقب وشارع الدركتل وشارع الغرابي والعود في الأخير
هذي الحرات اللي اعرفها ، وفي الغرب : الديره وتشمل السوق الرئيسي (المقيبرة) وشارع العطايف
وامتداده جنوبا شارع مصده ، والشميسي والعجلية ودخنه وجبره وشارع سلام وعتيقه ، وسكيرينه
ومنفوحه ، والسباله ، وحارة العماج والشرقيه ومليحه ، هذا اللي اتذكر الآن.
اذكر كان فيه نفق مكشوف يفصل شرق شارع البطحاء عن غربه ، والغرض منه تصريف السيول
كان عرضه من فوق حوالي 10 متر ومن تحت والي 5 متر وعمقه يمكن 5 متر ، جدرانه من الجانبين
مبنية من الحجر ، ويقطعه جسر لمن اراد ان يدخل الى شارع الثميري. اذكر انني كنت اطل على العمال
وهم يحفرون في الجزء الشمالي منه ، وكانوا تحت ، مما يدل على ان العمل في نهاية مراحله ، وكان
ذلك من المنطقة التي تسمى الآن عماير الرجحي ، حيث كانت منطقة لتصليح السيارات ، بالطبع كنت صغير
وكنت مع الوالد رحمه الله. كانت البطحاء تنقسم إلى حراج الكويتيه ، وهو شارع مظلل بالشينكو وعلى جانبيه
دكاكين ، انوقع عرضه ما يزيد عن 7 متر ، وكان مخصص للمشاه فقط ، ويتجه غرب - شرق ، والى الشرق
من الحراج كان فيه شارع يمكن 20 متر وعلى جانبيه دكاكين من الطين في الجهة الشرقيه منه ، ويمكن من المسلح في الجهة الغربية منه ،لكن كلها مباني من دور واحد . وكان تصليح السيارات والحداده تتم في تلك المنطقة
هذا الشارع يمتد من الجنوب حيث المقصبة إلى الشمال ليصل إلى المنطقة المذكورة سابقا والنخصصة لتصليح السيارات ، وإلى الشرق من هذا الشارع كان يوجد شارع يعتبر امتداد لحراج الكويتية بعد قطع الشارع السابق
وهذه المنطقة مظلله ومخصصه لبيع الخضار والفواكه ، ومن هنا تبدأ حلة القصمان ، ليستمر هذا الشارع
حتى في النهاية يتوقف مشكلا حرف تي مع شارع جاي من شارع المرقب القديم ، حيث تقابلك مقبرة كبيرة تمتد
من حلة القصمان وحتى المرقب ، وفي تلك المنطقة اذكر دكاكين لبيع البرسيم ، وفي وسط سوق حلة القسمان
كانت توجد بركة مويه ، فالناس ما عند بعضهم مويه داخله لبيوتهم فيأتون لهذه البركة من الحارة ويروون
في قدور على روسهم ، او يكون هناك سقايين بقربهم ، يقوموا بالمهمة. وأمام البركة يقع المسجد الرئيسي
وهو من الطين ، وإلى الشمال منه سوق ضيق فيه دكاكين بيع القماش ، وفي نهاية السوق تقع المدرسة المشهورة
مدرسة السناري للقران واللغة العربية ، والتي خرجت الكثير من الأمراء ، وكان لي فيها بعض الذكريات
اتي ذكرتها في موقع آخر من المنتدى ، يمكن في كشكولي . الى الشرق من تلك المقبرة الكبيرة ، كانت تقع بركة ثانية يروون منها الناس وينتهي إليها شارع المرقب الجديد ، والذي يستمر شرقا حتى حارة غميته وجامعها المعروف ، والى الجنوب من هذا الشارع كانت الطفولة المبكرة ، حيث كان الجيران من اهل القصيم ومن اهل سدير وعتقاء الشيوخ ، وكان ذلك الوقت بداية قدوم اليمنيين ، وكنا لا نعطيهم فرصة بل نرجمهم . بالطبع لم يكن هالك مجاري وقليل جدا ان تجد حمامات مثل ما نعرف هالحين . فكان لكل بيت غرقة لها باب صغير
ترتفع عن الأرض داخل البيت بحوالي مترين او متر ونصف ، مسقوفه ، وفيها فتحه صغيره ، تستخدم لقضاء الحاجة ، ليأتوا العمال وكانوا من العمانيين ومعهم حميرهم فيأخذوا المخلفات ، واظنهم بعد كذا يبيعوها على اصحاب المزارع كسماد. الملاحظ ذلك الوقت ان العيال يلعبون مع البنات ويتضاربون معهم .
في حوالي 1378 هـ جاء سيل عظيم ، فامتلأت البطحاء وغرقت الأسواق وتقلبت السيارات حت اذكر ان فيه لوري
ما طلع منه إلا كفراته وهو منقلب ، وشلون انقلب على راسه ، ما ادري ، قد تكون الذاكرة الصورة مشوشه ـ،
لكن الشهد كنا نروح نتفرج على البيوت اللي تهدمت في غميته ، واذكر كانت قلابيات البلديات تشيل في الجثث
والصورة اللي ما اننساها ، واحد سوداني كان جاي يطلع مع الباب والبيت ينهار ، فرصه وهو واقف في الباب
ومات وهو واقف ، يعني السودانيين كانو قديمين بس ما ادري متى بدأ مجيئهم ..
للحديث بقية ...