الحلقة الثانية : عندما قابلت الرجل العائد من الموت!!
دارت الأيام ووجدت نفسي أقف أمام صاحب القصة وجها لوجه دون سابق معرفة ودون أن تجمعني به أي صلة !!
وبعض الأشخاص تتعرف عليهم عندما تقرأ قصصهم أو تجاربهم فتحس بأنك كنت تعرفهم من سنين وأن عدم التقائك بهم لا يعني بعدك عنهم أو بعدهم عنك
كيف لا والأرواح جنود مجندة من تعارف منها ائتلف !!
كم من إنسان لا تعرفه ولا يعرفك ولكن يجمع بينكما توجه واحد وهدف واحد كالتوائم المتلاصقة أو كالأصل والصورة..
كان لبداية معرفتي بهذا الرجل قصة قد أرويها لكم في يوم من الأيام وقد أحتفظ بها لنفسي ولنترك هذا للأحداث ولنركز على القصة التي بين أيدينا الآن!!
أحسست عندما رأيته وقابلته شخصيا لأول مرة وكأن القدر قد ساق لي تتمة القصة حتى النهاية فهي رواية تستحق أن تروى وحادثة درامية قد تكون سببا في هطول دمع من يقرأها مدرارا وخاصة الذين يعانون مما عاني منه فهم أدرى من غيرهم على تخيل الصعوبات التي واجهها والتحديات التي كادت أن تودي بحياته مرارا وتكرارا ..
كان الرجل الذي قابلته في أواسط العقد الثالث من العمر أو نحو ذلك مرحا بشوشا ضاحكا وإن كانت ضحكته تخفى بقايا حزن دفين لا تخطئه العين الخبيرة الفاحصة المدققة!
ممتلئ الجسم ذلك الامتلاء الذي يشعرك بأن صاحبه موضع ثقة..
قوي الشكيمة صعب الإقناع ولكنه إن اقتنع بأمر ما حارب في سبيله!!
حازم في موضع الجد متواضع في موضع المرح صريح غاية الصراحة تلك الصراحة التي تجبرك على احترامه وتقبل أوامره بصدر رحب.
أما بالنسبة لتقاطيع الوجه فأنت تقف أمام إنسان فيه مسحة من وسامة لا تعرف من أي تفاصيل الوجه أتت فالأنف والعينان والفم تعطي انطباع بالشعور بالراحة والتأمل!!
وأكثر ما يميزه تلك البسمة التي تتراقص على شفتيه والتي تجعله محبوبا من زملائه وأصدقائه حتى ولو اختلفوا معه!!
لقد أثرت قصة هذا الرجل في كياني وهزتني من الأعماق وأرغمتني على التسمر أمام شاشة الإنترنت لمتابعة تفاصيلها التي انقطعت عند حد معين ولكن الله أراد أن أتعرف على تفاصيل القصة كاملة فيما بعد.
طلب مني عندما أخبرته بعزمي على كتابة قصته أن أرويها بأسلوبي رغم أن روايته لها بنفسه أشد تأثيرا وأبلغ سردا وأدق وصفا.
فانصعت إلى رغبته في أن أرويها وأنقلها عنه وأنا أحس بثقل المسئولية والخوف من أن لا أنجح في التعبير عنها بكل صدق ..