لمّا أزلْ وقد أخْتَصرتِ مَرامي = وجَمعتِ من هذا الحُطامِ حُطامي
من أين جئتِ ..؟.. وكم لغيرِكِ قُلتُها = فيعودُ مَجروحَ الصدى أٌستفهامي
لمّا أزلْ. وهل اٌقترابُكِ صُدفةٌ..؟ = لِيُزيحَ عن أفُقِِ الحنينِ ظلامي
أمْ أنتِ لي قدرٌ..؟.. أتى مُتأخّراً = آوى بعُشّ الأمنيات حَمامي
إنْ كنتِ حبّاً.. كنتُ حُبَّاً خالداً.. = أو كنتِ وهماً فأخْتُميَ أوهامي
أناْ لم أكنْ إلا هوامشَ لوعةٍ.. = وبكعبةِ الفُوضى بقى إحرامي
أدمنتُ مُنعطفَ الغروبِ محطةً = وعصرتُ من وجعِ الحياةِ مُدامي
وفطمتُ أغنيةَ الضياعِ بِبُحَّتي = ومنعتُ بُحّاتِ الضياعِ فِطامي
ولطالما أمسكتُ ظلَّ تجَهُّلي = وجهلتُ ظلّي في رُبى الأحلامِ
وأدانَ بعضي بالقصاصِ بقيّتي = فدفعتُ لحمي .. جِزْيَةً لِعضا مي
وتنوحُ مأساتي بقبضةِ حَيرتي = وتُعيقُ جرحي سُلطةُ الآلامِ
فوقفتُ في دربي لدحرِ هَزيمتي = وبوجهِ مَقبرتي .. شهرتُ حُسامي
وقتلتُ ما يدُعى المُحالَ برحلتي = وحذقتُ صفرَ اليأس من أرقامي
بإرادتي .. أرهقتُ خيلَ عزيمتي = وبصدرِ أمنيتي حفرتُ وسامي
وأهنتُ عصري باحترامِ قَضيّتي = فخلقتُ عصراً .. حافلاً بكلامي
وقضيتُ عمري خادماً .. لقصيدتي = أدخلتُ حرفي معبدَ الإلهامِ
فعلامَ أرشفُ من عيونِكِ رِعْشتي؟‼ = أناْ ليس يرجعُ للوراءِ أمامي
فلذاك لن أبقى أمامَكِ واقفاً.. = رمضانُ حبِّكِ لا يُطيقُ صيامي
فَتَفَهّمي عنّي جُنونَ مَحبّتي = حتّى يكونَ بمستواكِ غرامي
أناْ مُبْهَمُ .. وطريقُ حبي مُتْعِبٌ.. = وخِصامُ نفسي فيهِ .. بعضُ سلامي
ولدتْ من المجهولِ كلُّ تجاربي = ورياحُهُ اخْترقتْ شراعَ ختامي
فمنَ الصعوبةِ أن تَحُدّي ثورتي = أو ترتقي العلياءَ من أهرامي
هاكِ اقْرأي كُتبَ الغرامِ وَقَلِّبي = لن تقرأي سطراً بلا أيامي
ماشٍ.. وخلفي الحبَُّ ساقَ أُهَيْلَهُ..= وَرَمَقْتُهم قَدحي وفضلَ طعامي
فَتَعلّمي منّي الغرامَ .. لِتَمْنحي = ثَدْيَ العيونِ .. براءةَ الأيتامِ
أناْ لستُ أُنْكِرُ أنتِ فاتنةُ إلى = حّدٍ .. يقودُ النفسَ للآثامِ
لكنْ جمالُكِ ليس كلَّ قَضيّتي = فالروحُ مطلوبٌ بها إلمامي
وطباعُ نفسِكِ قد تُخالفُ فِطرتي = فتُثيرُ فِيَّ حفيظتي وخصامي
أناْ لا أُحِبُّ على طَريقةِ بيئتي = فالشاعرُ الجبارُ خلفَ لِثامي
بضِفافِ إحساسي نزفتُ مَواجعي = وبكفِّ قافيتي بنيتُ رُكامي
فلكيْ أُحِبَّكِ..ياجميلةُ غادري = نمطَ الغرورِ معي بلا اسْتِسْلامِ
وتَباعدي عن كِبرِيائِكِ طالما = جاءتْ بكِ الأقدارُ نحوَ خِيامي
حتى قطاركِ ينتمي لِمَحَطّتي = وبنقصِ حبّكِ يستظلُّ تَمامي
فعليكِ تَحْتَمِلينَ هولَ شواطئي = وتُقابلينَ تمرُّدي بِهُيامِ...
أناْ لا أُقَادُ كما يُحَتّمَهُ الهوى = فالحبُّ تحتَ تصَرُّفي وزِمامي
وإذا أكونُ بما أقولُ مُبالِغاً.. = فسلي طريقَ الحبِّ عن أقدامي
أرجوكِ أنْ تَضعي أمامَكِ لَوحَتي = وتَمَعَّني بالرَّسْمِ والرَّسَّامِ
جدّاً مُهِمّتُكِ الجديدةُ صعبةٌ = والصعبُ في صَمتي وفي أحكامي
لا تُخْطِئيني .. لستُ بُردةَ ناسكٍ = تَصحو على تَكبيرةِ الإحرامِ
فَدَعي سُكونَكِ حائراً وَتَحَرَّكي = أناْ لا أُجِيدُ عِبادةَ الأصنامِ
وحذارِ من غَضبي أُعيذُكِ وَقْعَهُ = حُبّي سيلبسُ بَدْلَةَ الإعدامِ
هذا طريقي إنْ أرَدتِ فغامري = تَجدينَ فيهِ تَرَحُّلي ومُقامي
فإذا وجدتُكِ طِبْقَ جُملةِ رَغبتي = فَستسمعينَ بأُذْنِها أنغامي
وقرارُ حُبِّكِ سوف يصدرُ عندها = وعليهِ أُثْبِتُ بَصمةَ الإبهامِ
وأهُدُّ في واديكِ سَدَّ عواطفي = وأُقِرُّ ما نَزَفَتْ به أقلا مي :
أتْقَنْتِ من بين النساءِ مَحبتي = وجَمعتِ من هذا الحطامِ حُطامي