الحلقة الرابعة : بداية العذاب والمعاناة
بدأ صاحبنا في تجربة جميع الوسائل لتخفيف الوزن وجرب جميع الطرق
التحق في البداية بأحد النوادي الرياضية لممارسة النشاط الرياضي مرة أخرى لعل وعسى أن تتحسن الأمور.
تعب من الركض حول المضمار وأرهقته حمامات الساونا والجاكوزي
واشتكت تحت ثقل جسمه الآلات الرياضية التي استخدمها وكاد مرة أن ينقطع السير المتحرك لجهاز الجري بسبب حماسه الزائد وتحطمت إحدى دراجات الحركة تحت وطأة الثقل وبعد عدة أشهر من ممارسة الرياضة لم يتغير شئ!!
فطلق النشاط الرياضي وبدأ في إتباع أنظمة الرجيم المختلفة.
جرب رجيم تخفيف الوزن الكيميائي وحلق في واقع الأحلام والتخيلات وهو يقرأ تجارب المرضى التي وضعها المؤلف في مقدمة الكتاب والذين أخذوا يمطرون صاحب الفكرة بعبارات الشكر والمديح لنجاح هذا النوع من الرجيم معهم وتمكنهم من تخفيض أوزانهم عدد لا بأس به من الكيلو جرامات ..
ولكنه استيقظ بعد فترة على حقيقة أن الوزن الذي فقده قد عاد واسترجعه بمجرد أن أنقطع عن اتباع هذا الرجيم فترة من الوقت!!
جرب أنظمة أخرى عديدة من الإبر الصينية وحتى البرمجة اللغوية العصبية على أمل لعل وعسى ولكن النتائج كانت دائما فاشلة والإحاطات متواصلة ولم يكن يدري هل العيب فيه أم في الأنظمة .. أنظمة الرجيم والحميات المختلفة لتخفيف الوزن والتي تملأ الأسواق ..
اتبع عشرات الأنظمة الغذائية دون جدوى صام عن الطعام أياما..
ولكن الوزن بقي كما هو أو لعله انخفض بعض الكيلوجرامات التي سرعان ما تعود من جديد لتسد عليه طريق الأمل .. الأمل في العلاج والأمل في النجاة والأمل في التحرر من الأسر والمعاناة ..
صرف نظره نهائيا عن الزواج وتكوين أسرة فمن هي تلك التي تقنع برجل في مثل حالته عدة رجال في ثوب رجل واحد!!
مصاعب أخرى عديدة واجهته ليس أقلها توفير المقاس المناسب من الملابس والأحذية .. ارتال الشحم تجعل منه كائنا خرافيا من كوكب آخر.
كره الرياضة ومتابعة المسابقات الرياضية لأنها تذكره بضعفه وعجزه وقلة حيلته طلق معظم أنظمة الرجيم التي أثبتت فشلها ..
لم يعد يركب الطائرة لأن مقاعد الدرجة السياحية لم تعد قادرة على احتواءه
كما لم يكن قادرا على تحمل تكلفة الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال!
كره السفر والترحال وهو الذي كان يمضي الوقت متنقلا من بلد إلى بلد في مشارق الأرض ومغاربها..
إلى أن وقعت عيناه على بادرة الأمل الأولى في حياته والطريق الذي من الممكن أن يخفف من معاناته.
(يتبــــــــع)