على مدى خمسين عاما كنت اتابع الوضع ، في البداية كنت مثل أي إنسان يحمل
داخله منطق ثوريا ، يريد ان يرى امته فوق هام السحب ، يريد ان يرى امته وقد استفادت
مما حباها الله من ثروات ، لتقفز لمصاف المجتمعات الراقية والمتقدمة تقنيا ، فما المانع
روسيا القيصرية خلال 60 عاما اصبحت قوة عظمى ، اسرائيل التي نحتقرها ، أصبحت
القوة الوحيدة في الشرق الأوسط التي بإمكانها سحق جميع مدننا ، ثماما مثلما فعلت
في 67 ونحن نردد " واليوم أيها السادة يندق المسمار الأخير في نعش إسرائيل"
وغيره وغيره من الشعارات التي كانت للإستهلاك ليفوز فلان ويجدد لفلان ، والشعب
البرئ مستمر في أحلام البقظة ، لنكتشف مع مرور الأيام ، ان بنادقنا تطلق للخلف
وانها تستعمل لضربنا ، وأن مصير احفادنا مجهولا . ستتشردون يا امة العرب
مثلما تشرد اليهود بعد غزو بابل ، وستندمون حيث لاينفع الندم ، فالبترول سينتهي خلال 50 سنه
وانتم اعتدتم الإنبطاح ، رضيتم بل اعجبتم بكل ماهو مستورد ، فمصانعكم لاتستطيع ان
تصنع ابره ، ولايمكنها ان تشتغل بدون العمالة الوافدة ,,
أي امة مثل هذا النوع مصيرها واضح ، ولكن العشم انه بعد انتهاء البترول ، يبدأ يفوق
الناس من سكرتهم ، فلا مجال للبقاء بدون وحدة يؤثر فيها المرء لأخيه ، لايشبع وهو جوعان
ويوجهون سلاحهم للعدو وليس لبعضهم مهما بلغ الخلاف .
وهنا يأتي دورنا في إعادة برمجة عقولنا وعقول اطفالنا ، لنصبح أكثر واقعية ، وأن نبدأ
في توجيههم ليكون علماء في كل ما منه شأنه انتشال الأمه ، ليس بالسلاح ، فسلاح العدو أكبر فتكا
ولكن بالفكر السليم الذي يستطيع ان يفعل مثلما فعل بوش الأب حينما فكك الإتحاد السوفيتي بالمخابرات
فالعرب متواجدون في كل مكان من الغرب ، فماذا فعلوا ... والعرب لايزال فيهم من اكبر اثرياء العالم
فلماذا لايستفيدون من أموالهم لشراء لصوص واشنطن ، بل ويضربوا بعضهم في بعض ... مجالاات كثيرة
يمكن بها أن نعمل شيئا لو توفرت النية الصادقة لدى من بيده القرار ..