الحلقة السادسة : وحلت ساعة الحسم
سوف نطلق من الآن وصاعدا اسما رمزيا على بطل القصة لتعبر بدقة عن الحال التي كان عليها وهذا الاسم هو : العائد واخترته لأنه يمثل بصدق عن أحداث القصة التي مر بها ..
دخل (العائد) إلى غرفته واستلقى على السرير وهو يسترجع ما مر معه من أحداث من بداية البحث والاطلاع على كل ما كتب عن العملية إلى أن أحضرته قدماه لهذا المكان في هذه الساعة من النهار.
كان قد تسلم قبل أن يدخل الغرفة ثوبا طبيا طلب منه أن يرتديه قبل الذهاب إلى غرفة العمليات كان الثوب مفتوحا من الخلف كأغلب الثياب التي يرتديها نزلاء المستشفى وشعر حينها بالإحراج يعتريه وهو يتخيل منظره وهو بهذا الثوب ماشيا في ممرات المستشفى!
بعد نصف ساعة من دخوله طرق الباب الممرض واقترب منه وأخذ يحاول البحث عن وريد صالح في يده اليسرى ليغرز فيه المدخل الوريدي وهو عبارة عن إبرة متصلة بأنبوب يتم من خلالها إدخال السوائل والأملاح وبعض الأدوية إلى جسم المريض قبل إجراء العملية
تكررت محاولات الممرض وهو يحاول غرز المحقن دون جدوى وسببت هذه العملية آلاما شديدة للعائد.
كان من الواضح أن الممرض لا يجيد عمله بصورة جيده رغم محاولته تبرير ذلك بأن جسم العائد الممتلئ يصعب من عملية إدخال الإبرة في الوريد.
أنجز الممرض عمله أخيرا وخرج مغلقا الباب خلفه ..
أترك هنا الحديث للعائد ليواصل سرد التفاصيل فيقول :
عاد الممرض بعد ذلك مصطحبا ممرضتين وأبلغني بتحضير نفسي للذهاب إلى غرفة العمليات .
شعرت بالحرج يعتريني فكيف أذهب معهم والجزء الخلفي من جسمي لا يستره شئ ؟! لا شك أنني سوف اصبح سخرية للآخرين ألا يكفي وزني ومعاناتي مع جسمي حتى تضاف إليها معاناة أخرى ؟!
ولكن الممرض واصل حديثه قائلا بأنهم سوف يدفعوني وأنا مستلقي فوق السرير إلى غرفة العمليات فحمدت الله على أن الأمور وصلت إلى هذا الحد.