عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2007, 11:25 PM   رقم المشاركة : 1
إستبرق
وردة الفطاحلة V.I.P
 الصورة الرمزية إستبرق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :إستبرق غير متواجد حالياً

 

افتراضي من يزرع الصدق يحصد الثقة


من يزرع الصدق يحصد الثقة



يحكى أن رجل أعمال ناجح قرر أن يبحث له عن مدير عام متميز ليدير شركته، حيث بدأ يشعر بكبر سنه وحاجته إلى الراحة. وبدل أن يختار رجل الأعمال (أو رب العمل) بنفسه خليفة له من أحد أبنائه أو من المديرين الكبار بالسن في الشركة، رأى أن يختار مسلكا مختلفا، حيث جمع جميع كبار الموظفين الصغار في السن نسبيا، وأخبرهم برغبته في اختيار أحدهم ليتبوأ منصب المدير العام، وهو ما أثار استغرابهم، فمضى رجل الأعمال يقول: 'سأعطي كل واحد منكم بذرة نباتية، وأريدكم أن تزرعوها وأن تتعهدوها بالرعاية اللازمة لمدة عام كامل، بدءا من اليوم، ثم تأتوني بنتيجة هذه البذرة (النبتة المتوقعة)، حيث أنني سأختار على ضوء حسن رعايتكم لهذه البذرة مديرا عاما لشركتي'.
وكان أحمد أحد المديرين الذين أخذوا هذه البذرة الصغيرة، وانطلق بها فرحا إلى زوجته ليزف إليها الخبر العجيب، ففرحت أيما فرح وسارعت إلى شراء أصيص فخاري ليزرع الزوج تلك البذرة ويرعاها حتى تكبر. بعد ثلاثة أسابيع لاحظ أحمد أن جميع زملائه صاروا يتحدثون عن نباتاتهم، وكيف نبتت وصارت خضراء يانعة، غير أن بذرته لم ينبت منها قيد أنملة! بعد شهور عدة تضاعفت حيرته وقلقه، وبدأ اليأس يتسلل إليه، وهو يرى جميع زملائه صارت لديهم أشجار خضراء إلا بذرته التي لم تنبت حتى الآن، فتوقع أنه قصر في تعهدها ورعايتها فماتت.
مصارحة وإحراج
بعد عام كامل أحضر الجميع نباتاتهم الخضراء الجميلة، ولكن أحمد قال لزوجته أنه لن يأخذ الأصيص خاليا إلى رب العمل حتى لا يحرج أمامه وأمام زملائه، غير أن زوجته لم تؤيده بل أصرت على أن يصارح رب العمل بما حدث، وبعد إلحاح شديد اقتنع أخيرا وذهب إلى غرفة الاجتماعات الكبرى -مكان اللقاء المنتظر- وهو يتصبب عرقا حيث شعر بانه سيواجه أكثر اللحظات إحراجا في حياته، وما أن فتح باب الغرفة حتى دهش من كثرة النباتات الخضراء وتنوعها، فوضع أصيصه الفخاري الفارغ وهو مطأطئ الرأس، فضحك عليه عدد من زملائه، ولم يتعاطف معه إلا القلة.
في أثناء ذلك، دخل رجل الأعمال فطاف على جميع المديرين لتقييم مزروعاتهم، ثم وقف في منتصف القاعة فجال بنظره عليهم جميعا فوقع بصره على أحمد، الذي كان متواريا خلف أحد زملائه، حياء من فعلته، فقال له بصوت مسموع: 'أحمد تقدم من فضلك' فانتاب أحمد خوف شديد لأنه توقع أن ما فعله، مقارنة بزملائه، ربما يتسبب في فصله من العمل، فاسقط في يده، ولكنه استجمع قواه وتقدم متثاقل الخطى وقطرات العرق تعلو جبينه العريض. سأله رجل الأعمال عن ما حدث لبذرته فأخبره أحمد بتفاصيل القصة. بعدها طلب رب العمل من جميع الحضور الجلوس إلا أحمد أراده أن يظل واقفا. وبعد لحظة صمت قال رب العمل بصوت مرتفع للحضور: 'يسرنى أن أعلن لكم اليوم اختيار أحمد مديرا عاما لهذه الشركة'، فدهش أحمد والحضور. فبادرهم رب العمل قائلا: 'بصراحة لقد أعطيتكم قبل عام بذورا مغلية (ميتة) لا يمكن لها أن تنبت، ولكنكم حاولتم استغفالي فزرعتم بذورا أخرى فحصلتم على أشجار ونباتات متنوعة لخداعي، ما عدا أحمد كان صادقا مع نفسه قبل أن يصدق معي، ولذا فإنني أتشرف بأن يكون هذا الإنسان الصادق هو من يتبوأ أعلى مقعد في هذه المؤسسة لصدقه وإخلاصه'.
الرضا والراحة
المغزى من هذه القصة الإدارية الرمزية، ان من يزرع الصدق يحصد الثقة، ومن يزرع الصلاح في نفسه ينعم بأصدقاء كثيرين ويفوز برضاهم، وخاصة المسؤولين في العمل، الذين يشعرون بالرضا والراحة وهم يتعاملون مع موظف صادق، لا يحب اللف ولا الدوران وإنما ارتضى لنفسه أن يكون إنسانا صادقا في تعامله مع الموظفين مهما علت مناصبهم أو تدنت.
والمدير الذي يعتنق مبدأ الصدق في العمل، يفرض احترامه على جميع الموظفين، إذ لا يمكن أن يتصيد عليه أحد أمرا مشينا، لأنه واضح للجميع كقرص الشمس الساطع.
ومما يعظم شأن المدير الصادق أنه 'إذا وعد أوفى' وإذا 'اؤتمن صان الأمانة'، وهي أمور تجعل المدير قبلة الموظفين وحضنهم الحنون الدافئ، الذي يعودون إليه في كل صغيرة وكبيرة، لأنهم يشعرون في كنفه بالأمان والاطمئنان، وصدق القائل: 'الصدق منجاة'!







توقيع إستبرق
 
  رد مع اقتباس