[أبو رائد]

السَّــــراب

تُسـائلُني عُيونُك ما المُـصابُ = فتُرْبِكُني و يُعجزُني الجـوابُ
ملأتُ فمي بمـاءٍ فاعــذريـني = مَخافــةَ أنْ سَــيَمْــلؤهُ تُــرابُ
فجسـمي هـدَّهُ مَـرُّ الـلـيـــالي = وعظـمي لا يُــدَثّــرُه إهـــابُ
ولـكــنَّ الـنَّـوائِـبَ أيْـقـظـتـني = فَـفُـكَّ القَـيْـدُ وانطلقَ العِـقـابُ
وفي قلبي نمى عِشــقُ المعـالي = وصوتُ الحقِِّ صيحَتُهُ تُجابُ
ينامُ على التّرابِ ترابُ جسمي = وأفكاري يُعانقُــها السَّــحـابُ
أُبادرُ بالنّصيحةِ بعْـضَ أهـلي = فيتـلـوني بصـرْخَتِـهِ غُــرابُ
يخاطبُنا الغوالي أنْ تصافــوا = فلا سَمْعاً ولا أجدى الخِطابُ
نُـعاتَبُ لـوْ ســمعنا غـيْـرَ انّـا = بنا صمَـمٌ فهلْ يَشْـفي العِتـابُ
أضاعـونا بجـهلِهمُ فــصِــرْنا = شــــظايا حائـرين ولا نُهـابُ
وضاع صوابُـنا مِـنّـا ورُحـْنا = نقــتِّـلُ بعضَـنا حِـقـــداً يُعـابُ
وكَـبَّرْنـا على القتــلى صـلاةً = فَـهَلْ حـقّـاً إلـى الجـنّاتِ آبـوا
وَهلْ صرْنا بِلا راحٍ سُـكارى = يُخالِطُ أمْرَنا العَجَبُ العُجـابُ
يُمَـزِّقُــنا الشَّــتاتُ بكلِّ أرضٍ = تَنـاديْنا ولا اكْتَـمَـلَ النِّصـابُ
بَـريـقُ الحُـكْمِ أعمـانـا فتُهْــنا = بِـصـحْـراءٍ و ضلّـلنا سَـرابُ
يطوفُ بِرَوْضِنا في كلِّ حينٍ = رسـولُ الموْتِ تُثْقِلُهُ الحِرابُ
فيحْصـدُ خيْـرَ أزهارٍ و يُبْقي = على الأشواكِ كيْ يربو الخرابُ
عَمَرنا الأرضَ في الـدُّنيا و عشْـنا = على الصَّدَقاتٍ يَحْفِزُها الثَّوابُ
دِمـانـا تُسْـــتَـبـاحُ ولا مُـبـالٍ = كَــأنّـا فـي حِســـابِهِـمُ ذُبــابُ
نُـقَـــدَّمُ فـــي دُروعٍ واقِيــاتٍ = ويُتـخِِمُنا مِنَ الجُـنْـدِ السِّــبابُ
فـإنْ قَـبِلوا دوامَ الظُّــلمِ فـيـنا = فَعَـدْلُ الأرضِ جانَبَهُ الصَّوابُ

شـــعر
أبـــو رائـــــد