[أبو رائد]

نــــداء
يـــا رب

يا ربُّ أنتَ خلقتَني و أبَـرُّ بي=مِنْ قلبِ صاحِبَتي و أمّـي والأَبِ
أبدعتَني مِنْ بينِ خَلْقِـكَ خِلْقَةًً=كـرَّمْتَني مِنْ دونِـهمْ بِمَنـاقِبي
أرسَلتَ لي نوراً و نـورٌ هديُهُ=نورانِ واجْتَمَعا عَلى أَسْمى نَبي
سَـلَّمتَنتي حَمْلَ الأمـانَةِ مُثْقَلاً=بِنَوازعٍ في النَّفسِ تُثْقِلُ مَـرْكبي
فَحَمَلْتُها ظُلماً لِنَفسي جاهِـلاً= مُتَلَهِّـياً عنْـها بِلَحْـنٍ مُطْرِبِ
أو غادَةٍ هَيْـفاءَ يَسْبي حُسْـنُها=عَقْلَ اللبيبِ العــالِمِ المُتَـأدِّبِ
أو مَنْصِبٍ أو بعْضِ جاهٍ في الورى=أو بعْضِ جَـمْرٍ مِنْ حُطامٍ لاهِبِ
حتّى إذا ما الرّيحُ هَاجت ثَوْرَةً=وجبالُ مـوْجِ البحْرِ تَلْطِمُ قاربي
ورأيْتُ أنَّ الموْتَ أشْـرَعَ بابَهُ=ناديْتُ : إكْـلأْْ بالأمانِ مَسارِبي
أرخيْتَ لي طوْقَ النَّجاةِ و صُنْتَني=ورَجَعْتُ أنْشُدُ مِنْ سِواكَ مَآربي
أنسى مَكارِمَكَ التي أحيـا بِها=وأهيمُ عِشْقاً بالشِّـهابِ الغارِبِ
ما لي تَبِعْتُ النَّفسَ في تيهِ الهوى=حتّى هَوَيْتُ عَلى سَرابٍ كاذِبِ
يا ربُّ فانْصُرْني عَلى أهْوائـها=مَنْ لي سِـواكَ يُعينُني في مَطلِبي
ما أتْعَسَ اليَوْمَ الذي أُمْسـي بِهِ=وَ مَضارِبُ الشَّيْطانِ بَيْنَ مضارِبي
يُلْقي إلَيَّ شِـباكَهُ يصطـادُني=لِيَصيرَ مِنْ دَنِّ الغَـوايةِ مَشْـرَبي
يـأتي إليَّ بِقَضِّـهِ وَ قَضيـضِهِ =مُتَرَصِّـدا في مَشْرِقي والمَغْـربِ
لَـولا جَنـانٌ في هَواكَ مُتَيَّـمٌ= وَمَنـارَةُ التَّوْحيدِ في الْعَقْلِ الأبي
لَغَرِقْتُ في بحْرِ الضَّلالةِ والهوى=لكِنَّـما بِالْحِفْظِ كُنْتَ مُـواكِبي
فَلَكَ الثَّناءُ كَما أَرَدَّتَ مُضاعَفاً=أُزْجـيهِ مِنْ قَلْبٍ مُحِبٍّ تـائِبِ

شـــعر
أبـو رائـــــد

30 تشرين الأول 2007