الاخت صعبة المنال
!! الشاعر: فاروق جويدة !!
هو شاعر مصري معاصر..ولد عام 1946،
و هو من الأصوات الشعرية الصادقة: والمميزة :
في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرامن ألوان الشعر ..
ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية. .
تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام..
الهيئات التى ينتمى إليها :- عضو نقابة الصحفيين .
- عضو جمعية المؤلفين . - عضو اتحاد الكتاب.
- عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
المؤتمرات التى شارك فيها :
- شارك فى مهرجانات شعرية غربية ودولية ومثل مصر فى أكثر من مناسبة ثقافية دولية فى آسيا وأوروبا ، وألقى مجموعة محاضرات عن تجربته الشعرية فى 6 جامعات.
- شارك فى عدد من المؤتمرات الثقافية التى أقامتها منظمة التربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) ، ومثل مصر فى اليوم العالمى للشعر الذى أقيم فى باريس ، عام 1999.
الإنتاج الأدبى :
قدم للمكتبة العربية أكثر من 32 كتابا خلال رحلته الإبداعية فى الشعر والمسرح الشعرى والقضايا السياسية والثقافية وأدب الرحلات منها :
· أوراق من حديقة – حبيبتى لا ترحلى –ويبقى الحب –وللأشواق عودة .
· مؤلفات ثقافية وسياسية وأدب رحلات:أموال مصر كيف ضاعت – بلاد السحر والخيال – شباب فى الزمن الخطأ – قضايا ساخنة – آثار مصر كيف هانت – من يكتب تاريخ ثورة يوليو .
· خواطر نثرية : قالت – عمر من زمن – ليس للحب أوان – حبيبتى ولكن – فى عينيك عنوانى –دائما أنت بقلبى – لأنى أحبك – شيء سيبقى بيننا – طاوعنى قلبى فى النسيان – لن أبيع العمر – ألف وجه للقمر- لو أننا لم نفترق ..... والعديد من الأعمال الأخرى .
· المسرحيات الشعرية :
الوزير العاشق 1988 – دماء على أستار الكعبة 1987 – الخديوى 1994 .
· هذا بالإضافة إلى ما ترجم له من قصائد إلى العديد من اللغات العالمية
منها الفرنسية – اليونانية – الألمانية – الإيطالية – الفارسية – الصينية –
الإسبانية.
الجوائز والأوسمة :
- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2001
فاروق جويده هرم من الحريه ومثال الشاعر والمثقف الذي يحمل رساله امه .. ضمير الاحرار ..المقهوره ولم اسمع عن اي بلد عربي اعتمد قصيده له ضمن المناهج الدراسيه علما بان كثير من دول العالم كرمته وكان اخرها اليونان حيث منح جائزة كفاليس
جسد فاروق جويدة العجز العربي بابداع
كما في التالي
ماذا تبقي من بلاد الأنبياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً
ثم تبتلع الهواء..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد.. وتصرخ في استياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
خمسون عاماً
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
خمسون عاماً
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز…
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمر
خيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
ترتع فوق أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغار
الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم.. والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان.. ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات.. في الطرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة.. وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس.. جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات.. وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن يبعث الشهداء
تتدفق الأنهار.. تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم…
أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود.. أرض الأنبياء.....//
انا من عشاق فاروق جويده واعتبر متذوقي شعره لهم نكهة الاحرار والمثقفين برؤيه راقيه ولذا سمحت لنفسي ان اضيف على رائعته الغضب التي جدتي بها هنا مشكوره عذرا فانا اعشق الاحرار بتهور ..
وهنا ذات هزيمه انتصب في غير ذي واد وغير زمان صادحا بالاموات
|| من قال أن النفط أغلى من دمي||
،، فاروق جويدة
إلى أطفال العراق
مادام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد تلتهم
الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً
وضوء الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين.. لا إيمان.. لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
مادام يحكمنا الجنون
*****
أطفال بغداد الحزينة يسألون
عن أي ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموت.. ثم يودعون
شبح "الهنود الحمر" يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فينا الطامعون...
من كل صوب قادمون
من كل جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان في خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفا عاجزاً
بين المهانة.. والظنون
هذي كلاب الصيد
فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك مسرعون..
*****
أطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخون
جيش التتار
يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعون
أحفاد "هولاكو"
على جثث الصغار يزمجرون
جثث الهنود الحمر تطفو
فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفذ في العيون
مازال دجلة يذكر الأيام..
والماضي البعيد يطل من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيراً.. ثم راحوا
أين راح العابرون؟!
هذي مدينتنا.. وكم باغ أتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت "هولاكو"
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر.. أو نخيل.. أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء.. في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت لكن
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظل في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
*****
أطفال بغداد الحزينة
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا.. تغتصب
أين العروبة.. والسيوف البيض
والخيل الضواري.. والمآثر.. والنسب؟
أين الشعوب وأين كهان العرب؟!
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجب..
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزي هرب
وهناك من خلع الثياب
لكل جواد وهب..
في ساحة الشيطان
نقرأ "سورة" الدولار!
يسعى الناس أفواجاً
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"العرب"!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول..
وقايضوا الفرسان في سوق الخطب
فليسقط التاريخ.. ولتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت في لبن الصغار
يأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة
في الحدائق.. في الأغاني
في المطاعم.. في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها.. جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا:
أين أسلحة الدمار؟!
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا
سوف يأتينا النهار؟
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام في دمنا انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون
تدمر ألف مئذنة.. وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع.. إلى جوع
ومن ظمأ.. إلى ظمأ
ووجه الكون جوع.. أو حصار
يا سيد البيت الكبير
في وجهك الكذاب
تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية..
ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات
ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء
شعار مجد وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم
نهب.. وذل.. وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا
ويطارد الأطفال من دار.. لدار
مازلت تسأل:
أين أسلحة الدمار؟!
*****
أطفال بغداد الحزينة
في المدارس يلعبون
كرة هنا.. كرة هناك
طفل هنا.. طفل هناك
قلم هنا.. قلم هناك
لغم هنا... موت.. هلاك
بين الشظايا
زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا
كالحمائم في الفضاء يحلقون
*****
في الكوفة الغراء
عطر من عبير المصطفى
فجر أضاء الكون يوماً
لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..
كم حن قلبي للحسين.. وكم هفا
غابت شموس الحق والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا
زمن"النذالة" ما وفى..
مهما صفا العقلاء في أوطاننا
بئر الخيانة ما صفا..
بغداد يا بلد الرشيد
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت.. وعيد
ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد
لكل طاغية.. أجل
*****
طفل صغير..
ذاب عشقاً في العراق
كراسة بيضاء يحضنها
وبعض الفل.. بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش
من بقايا العيد.. دمع جامد
يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي
قد غاب يوماً.. لم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير
يسيل من فمه
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح.. كل شيء في الوجود
يصيح في ألم: فراق
والطفل يهمس في أسى:
أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟!
بغداد لا تتألمي
مهما تعالت صيحة البهتان
في الزمن العمي
فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم
في الأفق يبدو سرب أحلام
يعانق أنجمي
مهما تواري الحلم عن عينيك
قومي.. واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
الله أكبر من جنون الموت
والزمن البغيض الظالم
بغداد لا تستسلمي
بغداد لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلي من دمي؟!
كل الشكر اختي على استحظار هذا الهرم واخر القرامطه ..
المغبون مرّ من هنا ..تقديري البالغ