[راجي الحاج]

أزمات 1876 و1929 و1971 و1997-1998 و2001، كان النظام الرأسمالي يعايِـن الدورة التقليدية انتعاش – ركود - انتعاش، ويثبّـت أقدامه بعدها بشكل أفضل.

لكن الأزمة الراهنة قد لا تشبه تماما الأزمات السابقة.

فحقبة السبعينات من القرن الماضي المشهورة بحقبة النيو ليبراليه اشتهرت بنزع

التصنيعdeindustrialization حيث انتقلت الرأسمالية الفاشية من الإعتماد على أسواقها

المحليه الى العولمة المعروفة حاليا للكثيرين فنقلوا الصناعة الثقيلة الى جنوب شرق

اسيا و شبه القارة الهندية والى مناطق اخرى من الكرة الأرضية في غنى عن ذكرها ...

وهذه القفزة النوعية أدت الى تحرير جميع القيود والضوابط في اسواق المال التي تنظم

هذه العملية البالغة الخطوره مما أدى الى تسريع وتطوير الخدمات الماليه ...حتى اصبح

القطاع المالي والعقاري هو المهيمن على الأسواق العالمية الكبرى والمشكلة تكمن

في أن القطاع المالي والعقاري يعتمد كليا على المضاربات الهشة وليس على الإقتصاد

الحقيقي ...

وقد قال أحد المحللين الإقتصاديين سابقا أن سيطرة الطبقة المصرفية حولت النظام

المالي من نظام يعتمد على قواعد تنظيميه الى فوضى وشبه هذه الفوضى بكازينو

القمار الذي يعتمد على المخاطرة الكبيرة لجني أكبر قدر من الأرباح السريعه ....

والمصيبة في هذه الأزمة أن الكازينو ومخاطره لم يعد مقتصرا على الجانب الغربي بل

أصبح كوكبيا يمس كل بقعة على هذا الكوكب ..

فجميعنا ندور في فلك الرأسماليه الغربيه المتوحشه ..

والحل يا أخي سناعيس هو بتكتل إقتصادي عربي موحد غير مرتبط كليا بمؤسسة

المضاربات العالميه ... وأعتقد أن هذه الوحدة الإقتصادية العربية كانت مطمحا ثم إنتقلت

الى مرحلة الأوهام ...

وستبدي لنا الأيام ما سينجم عن الدوران في رحى الرأسماليه الغربيه ..

تحياتي

ولي عودة إن تطلب الأمر