[نفحات حساسة]

مـسّـاكـم الله بـالـخـيـر جـمـيـعـاً




كـلـنـا نـعـرف إن كـل قـبـيـلـة أو عـشـيـرة
لـهـا لـقـب أو عـزوه تـفـتـخـر بـهـا،
ولـكـل لـقـب قـصـتـه وسـبـب لـلـتـسـمـيـه

الـيـوم جـايـب لـكـم قـصـة الـلـقـب
الـذي يُـطـلـق عـلـى عـشـيـرة الـجـنـفـا
مـن الـجـحـيـش مـن الأسـلـم مـن قـبـيـلـة شـمّـر

الـجـنـفـا يُـلـقـَّـبـون بـ: أهـل الـجـوار

ولـهـذا الـلـقـب قـصـة أوردهـا لـكـم




غزا جماعة من قبيلة الظفير
بقيادة ابن سويط على قبيلة شمَّر،
وأتوا على وادي بين سكاكا وعرعر
يُقال له وادي أو شعيب (أبا رواث)،
فوجدوا به قطيعا من الإبل للجحيش
من شمر لا يوجد معها سوى الرعيان "الرعاة"،
فأخذوها وانهزموا بها، وكان من ضمن قطيع الإبل
إبلاً لعبدالله بن شعبان الصليلي الدهمشي العنزي،
وعبدالله الصليلي هذا جار الجحيش،
وكان غائباً في ذلك اليوم ولم يكن موجوداً
في بيته سوى زوجته، وكانت له ناقة لقحه وموطي(1)
من ضمن الإبل، فلما أخذ الظفير القطيع
لحق بهم الطلب من آل جحيش، وكان في
مقدمتهم أربعة خيّالة هم زياد وعيّاد و نهار
من الجنفاء وابن صقير من الشوادحه،
فلحق بهم عيّاد ونادى ابن ضويحي (من الظفير)،
وهو الذي كان يسوق ناقة جار الجحيش
"ناقة الصليلي"، وقال له عيّاد: على هونك
على الناقة لايموت ولده، والتي قال الرواة
أنها ولدت في ذلك الوادي. فقال له ابن ضويحي
: والله ما تحلب من شقـّه(2) الأيسر يا عمهان(3). فردَّ عليه عيَّاد وقال


عَـلـَيّ الجيرة فلا تعدّا به هالشعيب



فانقضَّ عليهم هو ورفاقه ومن لحق بهم من جماعته وردّوا إبلهم و إبل جارهم الصليلي، وعُرف ذلك الوادي وادي أبا رواث بوادي أو شعيب الجوار منذ ذلك اليوم
وقد قال الشاعر / رديني بن سالم ( ابو فتخة ) بعد هذه الغزوة

ياراكب اللي بالخلا مشيها موح
حمراً من اللي يقطعنّ المظامي
ترعى زهر ما لاق في كل صحصوح
يا ما تساوى دفوفها و السنامي
فوقها صبي يوصل العلم بنصوح
يوصل على كور النجيبه مرامي
ياراكبه كزه الى جيت ملـّوح(4)



ماتشوف فعل المطلقين الكرامي
ربعي اليا هاب الدخن كل ممدوح
يردون حوض الموت ورد الظوامي
غوش آل بعير (5)بالملاقا لهم نوح
نطـَّاحة الصابور والرمي حامي
في ساعةٍ حس البنادق لهن طوح
ما صددوا عن قاضبين المرامي
يا صاح صياحٍ على راس منقوح
وتغاوروا قبَّ كبار الهوامي
و تجاذبوا شلفٍ بهن كسِر و فتوح
ومصقـّلاتٍ يفصلنَّ العظامي
كم فارسٍ شاحوه عن سابقه شوح
وكم سابقٍ خلـَّو عوضه اللجامي
و كم واحدٍ من ضربهن طاح مذبوح
صاحن عليه امعورجات الوشامي
واللي وقع منهم على القاع مسدوح
اقفوا عنه ما وادعوهم سلامي
صحنا عليهم صيحةٍ تنعش الروح
بنحورنا يشدون جول النعامي
مابين مذبوحٍ ومابين مطروح
و اللي بقا عقب الهزيمة شمامي
أبو سند (6) فرز الوغى لاحهم لوح
لوح الحباري لا عثا به قطامي
و عيّاد (7) صاح و يرفع الصوت بوضوح
جوَّر عليهم جيرة بالتمامي
جوَّر على البل ما تفوت اطرف السوح
و لا قطـَّعوا جيرة عريب الذمامي
ياليت جاهم قبل ما كان ناصوح
عن حربنا قبل اكتراب الحزامي
وحنا على كبد المعادين ذرنوح
حريبنا ما يهتني بالمنامي
ما قلتها سبٍّ ولا عيب وأمزوح
و لا قلتها كذبٍ و لا هي تهامي
هرجٍ على ما قالوا الناس مصحوح
ما اسب اجاويد العرب في كلامي
ما عاد لي في سب الأجواد مصلوح
ربعي أمعطـَّرة النمش بالحزامي
شيوخٍ عيال شيوخ و الفعل مملوح
من دور مانع دون عدّ الاسامي

------------------------------------------
1

موطي: أي على وشك الولادة
2

شقّه الأيسر :أي جهة الثدي اليسرى
3

عمهان : بمعنى مسكين
4

ملّوح : هو ملوح ابن ضويحي من الظفير
5

آل بعير: نخوة آل جحيش
6

أبو سند : الفارس نهار بن سند الجنفاوي
7

عياد : الفارس عياد بن سند الجنفاوي
.............................. ..................



منقول