أخترت لكم هذا الموضوع من كتاب الفوائد لأبن القيم الجوزية أتمنى أن يفيدكم...
اللذة تابعة للمحبة تقوى بقوتها وتضعف بضعفها ، فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول إليه أتم ، والمحبة والشوق تابع لمعرفته والعلم به فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل ، فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة ، وكمال اللذة إلى العلم والحب ، فمن كان يؤمن بالله وأسمائه وصفاته ودينه أعرف كان له الحب وكانت لذته بالوصول إليه ومجاوزته والنظر إلى وجهه وسماع كلامه أتم ، وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة بالإضافة إلى ذلك كقطرة في بحر ، فكيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة قصيرة مشوبة بالألم على لذة عظيمة دائمة أبد الآباد ، وكمال العبد بحسب هاتين القوتين العلم والحب ، وأفضل العلم العلم بالله وأعلى الحب الحب له وأكمل اللذة بحسبهما والله المستعان.