دموعي من تذكرهم تزيدُ = وحزني في غيابِهِمُ شديدُ
إذا ما قلت للعينين يكفي = تزيدُ ولا تنفِّذُ ما أريدُ
عصتني مثلما قلبي عصاني = كأن الكلّ من شجني سعيدُ
وكلٌّ يبتغي تلفي وحربي = وهل يقوى على الحرب الطريدُ
أنا في موطني وحبيبُ روحي = رعاه الله عن سكني بعيدُ
أنا في موطني وأحس أني = غريبٌ دونما أهلٍ شريدُ
أنا في موطني وأرى فؤادي = يذوبُ كمثلما ذابَ الحديدُ
أصعّد زفرةً كالجمر حَرّى = وقد أضنانيَ الجهدُ الجهيد
أقضِّي الوقت منعزلاُ وحيداُ = كأني في مكابدتي وحيدُ
وأعلم أن من ذاقوا وعانوا = كما عانيت في الخلق العديدُ
ولكن ليس حبي واشتياقي = كحبِّ الناس يخبُو أو يزيدُ
فأحبابي مودتهم أراها = محالا أن تحددها الحدودُ
إذا خطروا على عقلي تهاوى = وكل الأرض من تحتي تميدُ
وأن مغيبهم أوهى لعزمي = وساح كأنما ساح الجليدُ
فأعقبني مرارة مستهامٍ = تَقَطَّعَ من مرارته الوريدُ
وألقاني على عتبات قبر = ليبلى في غياهبه الجديدُ
فيا رباه قد عيلَ اصطباري = سألتُ وأنت تعلم ما أريدُ
أعد لي من هواها في عروقي = فمقدمها إلى سُكنايَ عيدٌ
وجد لي خالص الألطاف حتى = يجئ إلى مرابعنا الوليدُ
وألهمني إلهي منك صبرا = فجودك لا يحدده الحدودُ