عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2010, 03:04 AM   رقم المشاركة : 1
هنوف الجوف
كاتبه أدبيه





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :هنوف الجوف غير متواجد حالياً

 

افتراضي مِنْ أجَلكَ أنَا ..(( شَّمساً لاَتغِيبْ









تَوَقَفَ كُلَ شِئ .. وجَفتْ الْمَحَابِر .. وَتَبلدَ الإحِسَاس ..
انتهت قصصَي .. مَاتت الحَياةِ بعروقِي ..
هَكذا خُيلَ لي ...
اعتقدت أن الإحساَس لن ينبِضُ مِنْ جِدِيد ..
وأن قلبي بدت عليه مَلامِحَ الشيِخوخَة .. فَاندَثَرَ تَحت تَجاعيِد الزّمن ..
حُرُوفِي تَعِبَت بَل ماَتت ..
لَمْ أكْتُب مِنْذُ زَمن بعيِد ..
لَم أمسك الْقلم .. هَجرتهُ .. أبتعد عني وابتعدت عنه ..


لاَاعلمُ لماذَا ؟؟؟


هلْ انتهت الْقِصصَ والحكايات ؟؟
هَل كَبرت وَشاَخ قلمي قَبلَ قلبي ؟؟
أم لَم تَعدُ كلِماتِي وَحرُوفي تَستَطيع حَملَ مُعاَناتي ..؟؟
هَل ملت الْحرُوف نَغمَة الْحُزن ..؟؟
والْقَلم حَفِظ مرددته عليِه مُنّذُ سَنَوات ..؟؟
فَأبى أن يِنّصَاع لي كااالسَايق ..


مُنذُ عَشراتٍ السّنين والْحُرُوف تتَسللُ وَتنسابُ فَوقَ صفحاتي ..
كَماءٍ رَقراق صـــاَفي اللون ..
تَنساب دُونَ قِيود أو توقف .. تَتشكلُ الْكلِمات قَبل أن أنطقها..
تّحمِلُ أوجَاعي والأمي وَتسمَعُ صَرخَاتي ..
تُداَوي نَزف قَلبي ووجَع سنيَِني ..


والآن أعلَنَتْ حُرُوفِي وَفَاتِها..
لَم تَعدّ قاَدِرةَ عَلى الحِراك .. عَجِزتْ وَهرُمت ..
لَمْ تَعد تَحمِلُ أناتِي .. تَعِبت ..
مِنْ حَمل أَشبَاحُ الذّكرىَ .. وألم الْمَاضِي .. وَعذابُ الحَاضر ..


وهَا أنا أحاولُ أن أوقضها أن أحييها من جَديِد ..
فااحَزاني لَم تَنتَهِي .. ..
تَتَوَقدُ النِيِراَن بِأحَشائِي .. كَلمَا أطفأتها ..
جَاء من يزيِدُها إشَتعالاً ..
لاشئ حولي .. إلا قَسَماتُ وجهَاً شاحبٌ مخِيف ..
يسكنه الألم وَخيِبة الأمل ..
صَرَخاتٌ تَكسَرت .. وأحلامٌ هوت ..
ضَحِكاتٌ اغتصبت .. وأمَاَلٌ أُغتِيلت ..
كَل شئٍ يَرقِصُ على ألَمِي .. وّخيِبة أملي ..


لَمّ يّكسرني أَحدٌ سواه ..
كلَ مامر بي هو لاشِئ أمام جَرحهُ لي ..
عِشتُ مِنْ أجله .. حملت صنَاديقَ الصبر .. مِن أجله ..
أمتهان الكرامة .. وضياع الأمن .. مِن أجله ..


تَغيرَ فِيهِ كُلَ شَئ ..
مّلامِحه .. هَمَساته .. ضَحِكاته .. عِشقَهُ لي ..
كُنتُ أرى فِي عِيِنِيه وَطَناً ..
وفِي ضحِكاتهِ ملاذًا ..
يَفهَمُني قَبل أن أنَطِق .. قَاسمنِي أيَامُ الشقَا .. وليِالي الأحزان ..
لم يَكن هَمي إلا قِصصه وَحِكاياته ..
لاَيخلو حديثي مِن ذكره ..
أدمَنتُ النّظر إليه .. وَالتَسلل دَاخله ..
أضأت به عَتمةُ أَيامي .. فأصبح قنديلٌ اسَتدلُ به الطَريق ..


لَم يَعد يَسكنني أحدٌ سِوَاه ..
فهو قِطعةٌ مني ..


وهوَ مَن بَصمْ علَى شهاَدةِ مَوُتِي الأبدي .. بِعقُوقهُ لي ..


ولكن ...


حبي لَكْ هَو شَهادةُ ولاَدةٌ أحملها برأس مَرفوع ..


فأناَ بِحيِاتكَ ...


شَمساً لن .. تَغيِب .. مهمَا حَدثَ مِنك ..




سيدة ( هنوف ) الإحساس






توقيع هنوف الجوف
 
  رد مع اقتباس